معنى قولهم (هذا الكتاب تلقته الأمة بالقبول) وعدم فهم أكثر من يقول ذلك لمعنى هذه العبارة:
مرسل: الجمعة مارس 08, 2024 10:16 am
معنى (تلقته الأمة بالقبول) أي اعتبره العلماء مرجعاً من المراجع المحترمة، ولا يعني أنه معصوم أو ليس فيه ما هو مردود أو ضعيف أو موضوع!
فبعض الأئمة والحفاظ وصفوا كتباً ومسانيد بأن الأمة تلقتها بالقبول، وهم مقرّون معترفون رغم ذلك بوجود الواهي والضعيف والموضوع فيها، فقد قال الحافظ ابن حجر فى ((القول المسدد فى الذب عن مسند الإمام أحمد)) ص(4) عن مسند أحمد:
[هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقبولِ والتكريمِ].
قلت: وفي مسند أحمد ـ باعتراف ابن حجر نفسه ـ أحاديث موضوعة وواهية، قال الحافظ الزركشي في نكته على ابن الصلاح ص(114):
[بل في المسند أحاديث سُئِلَ عنها فضعّفها وأنكرها].
ولا يبعد الدس في نسخ هذه الكتب، والعالم يكتشف ذلك بموازين العقل والنظر في كليات الكتاب والسنة، فمما نقل لنا من الدس في مسند أحمد مما اكتشفه العلماء ما ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/624) والحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/26الهندية) و (4/32 دار الفكر) في ترجمة:
(عبدالعزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي) إذ قالا في ترجمة هذا الحنبلي:
[من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة، إلا أّنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند
الإمام أحمد. قال ابن زرقويه الحافظ: كتبوا عليه محضراً بما فعل، كتب فيه الدارقطني وغيره، نسأل الله العافية والسلامة].اهـ
قلت: ثمَّ ذكر الذهبي له بعد ذلك حديثاً وقال عقبة:
[المتهم به أبو الحسن].
فهذا مما استطاعوا أن يكتشفوه، فما بالك بما لم يكتشفوه؟! والإجازات والسماعات والطرر ونحوها لا تقدم ولا تؤخر فعندي نماذج من أفعال أقوام وخاصة من الحنابلة كانوا يحكّون الأسماء ويكشطونها من الكتب كما هو مذكور في بعض تراجم الرجال والرواة.
ومن ذلك:
ما ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة ابن بطة (4/115)من الهندية) وكان في زمن الدارقطني قال:
[وقال الأزهري عندي عن بن بطة معجم البغوي فلا اخرج عنه في الصحيح شيئا لأنا لم نر له به أصلا إنما رفع إلينا نسخة طرية بخط بن شهاب فقرأناها عليه وقال الخطيب حدثني احمد بن الحسن بن خيرون قال رأيت كتاب بن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره وقد حك اسم صاحبها وكب عليها اسمه قال بن عساكر وقد اراني شيخنا أبو القاسم السمرقندي بعض نسخه بن بطة بمعجم البغوي فوجدت سماعه فيه مصلحا بعد الحك].
ومن ذلك أيضاً:
ما ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1/90) والذهبي في الميزان، قال الذهبي:
[أحمد بن عبيد الله أبو العز بن كادش: مشهور من شيوخ ابن عساكر أقر بوضع حديث وتاب وأناب].
أكمل الحافظ ترجمته فقال فيها:
[قال ابن النجار: وكان مخلطاً كذاباً لا يحتج بمثله وللأئمة فيه مقال. وقال أبو سعيد بن السمعاني: كان ابن ناصر سيئ القول فيه. وقال ابن الأنماطي: كان مخلطاً. وقال ابن عساكر: قال لي أبو العز بن كادش وسمع رجلاً قد وضع في حق علي حديثاً ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثاً بالله أليس فعلت جيداً؟ وقال ابن عساكر:أيضاً كان صحيح السماع].
أقول كيف يكون المخلط الكذاب صحيح السماع؟!
فهذا في الحك وادعاء السماعات على الكتب والمخطوطات.
ونعود لموضوع تلقي الأمة بالقبول، فقد قال الحفاظ أن الكتب الخمسة تلقاها العلماء بالقبول مع أن الجميع يقر بأن كتب السنن تلك فيها الضعيف والصحيح والمقبول والمردود!
فقد وصف الحافظ أبو طاهر السِّلَفي سنن أبي داود فقال: «وكتابُ أبي داود فهو أحد الكتب الخمسة التي اتفقَ أهلُ الحلِ والعقدِ من الفقهاءِ وحفاظِ الحديث على قبولها».
كما في النكت على مقدمة ابن الصلاح للحافظ الزركشي ص(119) طبعة دار الكتب العلمية.
إذن لا يوجب القول بأن الأمة تلقت الصحيحين بالقبول صحة جميع ما فيهما، كما هو ظاهر في وصف الحافظ ابن حجر لمسند أحمد بأن الأمة تلقته بالقبول، ومن وصف الحافظ السِّلَفي كتاب السنن لأبي داود، فكيف والأمة لم تصحح كل ما في الصحيحين كما بينّا في مقالات السابقة من أقوال الأئمة والعلماء والحفاظ المصرحة بذلك؟!
فبعض الأئمة والحفاظ وصفوا كتباً ومسانيد بأن الأمة تلقتها بالقبول، وهم مقرّون معترفون رغم ذلك بوجود الواهي والضعيف والموضوع فيها، فقد قال الحافظ ابن حجر فى ((القول المسدد فى الذب عن مسند الإمام أحمد)) ص(4) عن مسند أحمد:
[هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقبولِ والتكريمِ].
قلت: وفي مسند أحمد ـ باعتراف ابن حجر نفسه ـ أحاديث موضوعة وواهية، قال الحافظ الزركشي في نكته على ابن الصلاح ص(114):
[بل في المسند أحاديث سُئِلَ عنها فضعّفها وأنكرها].
ولا يبعد الدس في نسخ هذه الكتب، والعالم يكتشف ذلك بموازين العقل والنظر في كليات الكتاب والسنة، فمما نقل لنا من الدس في مسند أحمد مما اكتشفه العلماء ما ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/624) والحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/26الهندية) و (4/32 دار الفكر) في ترجمة:
(عبدالعزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي) إذ قالا في ترجمة هذا الحنبلي:
[من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة، إلا أّنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند
الإمام أحمد. قال ابن زرقويه الحافظ: كتبوا عليه محضراً بما فعل، كتب فيه الدارقطني وغيره، نسأل الله العافية والسلامة].اهـ
قلت: ثمَّ ذكر الذهبي له بعد ذلك حديثاً وقال عقبة:
[المتهم به أبو الحسن].
فهذا مما استطاعوا أن يكتشفوه، فما بالك بما لم يكتشفوه؟! والإجازات والسماعات والطرر ونحوها لا تقدم ولا تؤخر فعندي نماذج من أفعال أقوام وخاصة من الحنابلة كانوا يحكّون الأسماء ويكشطونها من الكتب كما هو مذكور في بعض تراجم الرجال والرواة.
ومن ذلك:
ما ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة ابن بطة (4/115)من الهندية) وكان في زمن الدارقطني قال:
[وقال الأزهري عندي عن بن بطة معجم البغوي فلا اخرج عنه في الصحيح شيئا لأنا لم نر له به أصلا إنما رفع إلينا نسخة طرية بخط بن شهاب فقرأناها عليه وقال الخطيب حدثني احمد بن الحسن بن خيرون قال رأيت كتاب بن بطة بمعجم البغوي في نسخة كانت لغيره وقد حك اسم صاحبها وكب عليها اسمه قال بن عساكر وقد اراني شيخنا أبو القاسم السمرقندي بعض نسخه بن بطة بمعجم البغوي فوجدت سماعه فيه مصلحا بعد الحك].
ومن ذلك أيضاً:
ما ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1/90) والذهبي في الميزان، قال الذهبي:
[أحمد بن عبيد الله أبو العز بن كادش: مشهور من شيوخ ابن عساكر أقر بوضع حديث وتاب وأناب].
أكمل الحافظ ترجمته فقال فيها:
[قال ابن النجار: وكان مخلطاً كذاباً لا يحتج بمثله وللأئمة فيه مقال. وقال أبو سعيد بن السمعاني: كان ابن ناصر سيئ القول فيه. وقال ابن الأنماطي: كان مخلطاً. وقال ابن عساكر: قال لي أبو العز بن كادش وسمع رجلاً قد وضع في حق علي حديثاً ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثاً بالله أليس فعلت جيداً؟ وقال ابن عساكر:أيضاً كان صحيح السماع].
أقول كيف يكون المخلط الكذاب صحيح السماع؟!
فهذا في الحك وادعاء السماعات على الكتب والمخطوطات.
ونعود لموضوع تلقي الأمة بالقبول، فقد قال الحفاظ أن الكتب الخمسة تلقاها العلماء بالقبول مع أن الجميع يقر بأن كتب السنن تلك فيها الضعيف والصحيح والمقبول والمردود!
فقد وصف الحافظ أبو طاهر السِّلَفي سنن أبي داود فقال: «وكتابُ أبي داود فهو أحد الكتب الخمسة التي اتفقَ أهلُ الحلِ والعقدِ من الفقهاءِ وحفاظِ الحديث على قبولها».
كما في النكت على مقدمة ابن الصلاح للحافظ الزركشي ص(119) طبعة دار الكتب العلمية.
إذن لا يوجب القول بأن الأمة تلقت الصحيحين بالقبول صحة جميع ما فيهما، كما هو ظاهر في وصف الحافظ ابن حجر لمسند أحمد بأن الأمة تلقته بالقبول، ومن وصف الحافظ السِّلَفي كتاب السنن لأبي داود، فكيف والأمة لم تصحح كل ما في الصحيحين كما بينّا في مقالات السابقة من أقوال الأئمة والعلماء والحفاظ المصرحة بذلك؟!