الوهابية المتمسلفون يكذبون على الإمام الشافعي:
مرسل: الجمعة مارس 08, 2024 10:19 am
بعض الأقوال المكذوبة على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في العقيدة والتي يتناقلها الوهابية المتمسلفون:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله، وبعد:
فقد أرسل لنا بعض محبينا من أندونيسيا يستشكل نصوصاً نقلها له بعض الوهابية المتمسلفين عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وهذا نص ما أرسله لي:
[قال الامام الشافعي (من فوق السماء على العرش كما قال: {الرحمن على العرش استوى} وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السموات، فهو تعالى على العرش كما أخبر بلا كيف، بائن من خلقه) {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} "مناقب الشافعى للبيهقي" (1/397,398) "تفسير الإمام الشافعي" (3/1063) (القول فى السنة التى أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لاإله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه فى سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء) "اجتماع الجيوش لإبن القيم" عندى (ص 240) و "العلو للعلي الغفار للذهبى" عندى (ص 1055) (وأن الله عزوجل يرى فى الآخرة، ينظر إليه المؤمنون أعيانا جهاراً، يسمعون كلامه وأنه فوق العرش) "وصية الإمام الشافعي" (ص 39,38).
يا سيدي هذه المقولة تنسب الى الامام الشافعي وكيف نجيب على هذه ؟ من فضلك يا شيخي! بين لي حتى ينشرح صدري].
وأقول إليك الجواب ليستفيد منه بقية طلبة العلم:
قال الوهابية المتمسلفون:
[قال الإمام الشافعي (من فوق السماء على العرش كما قال: ((الرحمن على العرش استوى)) وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السموات، فهو تعالى على العرش كما أخبر بلا كيف، بائن من خلقه) ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) "مناقب الشافعى للبيهقي" (1/397,398) "تفسير الإمام الشافعي" (3/1063)].
والجواب على هذا:
أولاً: ليس للإمام الشافعي تأليف اسمه (تفسير الشافعي)، وهذا الكتاب هو عبارة عن رسالة دكتوراة لأحمد مصطفى الفرَّان جمع فيه نصوص الشافعي من كتب مختلفة وزوَّر فيها، وهذا الكلام ليس للشافعي وإنما هو للبيهقي وسنذكره بتمامه (وتفسير الشافعي الذي ليس من تصنيفه طبعته دار التدمرية في السعودية الطبعة الأولى 1427هـ - 2006م في ثلاثة أجزاء)!
ثانياً: قال البيهقي في مناقب الشافعي (1/396):
[قال الشافعي في رواية الربيع: أخبر الله تعالى عن قوم من الأعراب، فقال: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} فأَعْلَمُه أنّه لم يدخل الإيمان قلوبهم، وأنهم أظهروه وحَقَن به دماءهم.
قال الشافعي: قال مجاهد في قوله: {أَسْلَمْنَا} قال: استسلمنا مخافة القتل والسَّبْي.
قلت -أي البيهقي-: وأما حديث «معاوية بن الحكم» فقد خالفه «عبيد الله» في لفظ الحديث، وهو، وإن كان مُرْسَلاً، فرواته أفقه. ووافقه «الشريد بن سويد الثقفي» مرسلاً.
وروى عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه، واختلف عليه في إسناده ومتنه، وهو إن صح فكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاطبها على قدر معرفتها؛ فإنها وأمثالها قبل الإسلام كانوا يعتقدون في الأوثان أنها آلهة في الأرض، فأراد أن يعرف إيمانها، فقال لها: أين الله؟ حتى إذا أشارت إلى الأصنام عرف أنها غير مؤمنة، فلما قالت: في السماء، عرف أنها برئت من الأوثان، وأنها مؤمنة بالله الذي في السماء إله وفي الأرض إله، أو أشار وأشارت إلى ظاهر ما ورد به الكتاب.
ثم معنى قوله في الكتاب: {مَنْ فِي السَّمَاءِ}: مَن فوق السماء على العرش كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السموات، فهو على العرش كما أخبر بلا كيف، بائِنُ من خلقه، غير مُمَاسّ من خلقه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}].
وقول البيهقي (غير مماس من خلقه) يعني أن الله تعالى ليس جالساً ولا قاعداً على العرش كما يعتقد المجسمة والمشبهة!
فالكلام ليس للشافعي وإنما هو للبيهقي! والبيهقي رد حديث الجارية هنا بلفظ (أين الله) وأشار أنه إنما يروى بلفظ (أتشهدين أن لا إله إلا الله..) ونفى المماسة!
وبذلك تم ما نريد وانهدم ما يريد المجسمة والمشبهة والحمد لله رب العالمين!
قال الوهابية المتمسلفون أن الإمام الشافعي قال:
[(القول فى السنة التى أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لاإله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه فى سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء) "اجتماع الجيوش لإبن القيم" عندى (ص 240) و "العلو للعلي الغفار للذهبى" عندى (ص 1055)].
وجوابنا عليه:
أن هذا كلام مكذوب مفترى وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، والألباني الذي اختصر كتاب "العلو" للذهبي! إما أنه يعلم ذلك وإما أنه لا يعلم وأحلاهما مُرٌ، وإليك البيان:
أما الملقّب بشيخ الإسلام أبي الحسن الهكّاري فهو أحد الكذّابين الوضّاعين قال عنه الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/112) في ترجمته:
[قال أبوالقاسم بن عساكر: لم يكن موثوقاً به، وقال ابن النجار: مُتَّهَمٌ بوضع الحديث وتركيب الأسانيد]اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "لسان الميزان" (4/195) من الطبعة الهندية:
[وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنّه كان يضع الحديث بأصبهان] اهـ.
وأمّا أبومحمد المقدسي: فهو ممّن أباح العلماء دمه كما يجد ذلك من يطالع ترجمته لكونه مجسماً صرفاً انظر كتاب "الذيل على الروضتين" المسمى أيضاً تراجم رجال القرنين للحافظ أبي شامة الدمشقي ص (46 ـ 47).
وأين إسناد أبومحمد المقدسي هذا حتى نحكم عليه أيضاً ؟!!
ثُمَّ اعلم أنَّ أبا شعيب الذي زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في "تاريخ بغداد" (9/436).
وأمّا هذه العقيدة المروية عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فهي مدسوسة عليه كما نقل ذلك الذهبي نفسه في "الميزان" (3/656) في ترجمة العشاري فلا غرو أن يتناقلها الحنابلة المجسمة ويعتنون بها!! وقال أيضاً الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (5/301) نقلاً عن الذهبي:
[أدخلوا عليه ـ أي العشاري ـ أشياء فحدّث بها بسلامة باطن، منها: حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء، ومنها عقيدة للشافعي....]اهـ فاستيقظوا!
ولعلَّ هذا العشاري أيضاً في سند عقيدة الشافعي التي يرويها الهكّاري الوضاع والمقدسي المجسم، وكذلك في سندها ابن كادش الوضاع، ثم اطلعت على "تبديد الظلام المخيم" للمحدّث الكوثري ص (108) فوجدته يقول: [واعتقاد الشافعي المذكور في ثَبَتْ الكوراني كذب موضوع مروي بطريق العشاري وابن كادش]. وبذلك يتم إسقاط ما احتج به المجسمه من تأييد الإمام الشافعي لآرائهم الفاسدة ولله تعالى الحمد.
فملخص الأمر أن النقطة الثانية التي أودها المتمسلفون نقلاً عن الإمام الشافعي هي محض كذب وافتراء وهي من وضع الحنابلة والمجسمة، والقوم لهم عادة في نسبة أقوال إلى غير قائليها وإلى تأليف كتب ومصنفات ونسبتها إلى بعض العلماء والأئمة كذلك.
قال الوهابية المتمسلفون أن الإمام الشافعي قال:
[(وأن الله عزوجل يرى فى الآخرة، ينظر إليه المؤمنون أعيانا جهاراً، يسمعون كلامه وأنه فوق العرش) "وصية الإمام الشافعي" (ص 39,38)].
والجواب على هذا:
أن هذا من جملة الأكاذيب أيضاً على الإمام الشافعي، وفي إسنادها أبو إسماعيل الأنصاري كذلك! وهي نفس عقيدة الشافعي السابقة، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة أبي إسماعيل الأنصاري كما تقدَّم في "لسان الميزان" (4/195) من الطبعة الهندية:
[وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنّه كان يضع الحديث بأصبهان] اهـ.
وقد قام المكتب الإسلامي في بيروت -بقيادة زهير الشاويش الذي شهد شيخه الألباني فيه أنه ليس بعالم- بطبع رسالة صغيرة اسمها (وصية الشافعي) فيها عقيدة الشافعي تلك وأكثر رجالها مجاهيل وهي محض كذب وليس للشافعي بها خبر ولا معرفة.
هذا جوابنا على هذه الأقوال المنقولة عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى والله تعالى أعلم.
_____________________________
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله، وبعد:
فقد أرسل لنا بعض محبينا من أندونيسيا يستشكل نصوصاً نقلها له بعض الوهابية المتمسلفين عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وهذا نص ما أرسله لي:
[قال الامام الشافعي (من فوق السماء على العرش كما قال: {الرحمن على العرش استوى} وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السموات، فهو تعالى على العرش كما أخبر بلا كيف، بائن من خلقه) {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} "مناقب الشافعى للبيهقي" (1/397,398) "تفسير الإمام الشافعي" (3/1063) (القول فى السنة التى أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لاإله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه فى سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء) "اجتماع الجيوش لإبن القيم" عندى (ص 240) و "العلو للعلي الغفار للذهبى" عندى (ص 1055) (وأن الله عزوجل يرى فى الآخرة، ينظر إليه المؤمنون أعيانا جهاراً، يسمعون كلامه وأنه فوق العرش) "وصية الإمام الشافعي" (ص 39,38).
يا سيدي هذه المقولة تنسب الى الامام الشافعي وكيف نجيب على هذه ؟ من فضلك يا شيخي! بين لي حتى ينشرح صدري].
وأقول إليك الجواب ليستفيد منه بقية طلبة العلم:
قال الوهابية المتمسلفون:
[قال الإمام الشافعي (من فوق السماء على العرش كما قال: ((الرحمن على العرش استوى)) وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السموات، فهو تعالى على العرش كما أخبر بلا كيف، بائن من خلقه) ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) "مناقب الشافعى للبيهقي" (1/397,398) "تفسير الإمام الشافعي" (3/1063)].
والجواب على هذا:
أولاً: ليس للإمام الشافعي تأليف اسمه (تفسير الشافعي)، وهذا الكتاب هو عبارة عن رسالة دكتوراة لأحمد مصطفى الفرَّان جمع فيه نصوص الشافعي من كتب مختلفة وزوَّر فيها، وهذا الكلام ليس للشافعي وإنما هو للبيهقي وسنذكره بتمامه (وتفسير الشافعي الذي ليس من تصنيفه طبعته دار التدمرية في السعودية الطبعة الأولى 1427هـ - 2006م في ثلاثة أجزاء)!
ثانياً: قال البيهقي في مناقب الشافعي (1/396):
[قال الشافعي في رواية الربيع: أخبر الله تعالى عن قوم من الأعراب، فقال: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} فأَعْلَمُه أنّه لم يدخل الإيمان قلوبهم، وأنهم أظهروه وحَقَن به دماءهم.
قال الشافعي: قال مجاهد في قوله: {أَسْلَمْنَا} قال: استسلمنا مخافة القتل والسَّبْي.
قلت -أي البيهقي-: وأما حديث «معاوية بن الحكم» فقد خالفه «عبيد الله» في لفظ الحديث، وهو، وإن كان مُرْسَلاً، فرواته أفقه. ووافقه «الشريد بن سويد الثقفي» مرسلاً.
وروى عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه، واختلف عليه في إسناده ومتنه، وهو إن صح فكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاطبها على قدر معرفتها؛ فإنها وأمثالها قبل الإسلام كانوا يعتقدون في الأوثان أنها آلهة في الأرض، فأراد أن يعرف إيمانها، فقال لها: أين الله؟ حتى إذا أشارت إلى الأصنام عرف أنها غير مؤمنة، فلما قالت: في السماء، عرف أنها برئت من الأوثان، وأنها مؤمنة بالله الذي في السماء إله وفي الأرض إله، أو أشار وأشارت إلى ظاهر ما ورد به الكتاب.
ثم معنى قوله في الكتاب: {مَنْ فِي السَّمَاءِ}: مَن فوق السماء على العرش كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السموات، فهو على العرش كما أخبر بلا كيف، بائِنُ من خلقه، غير مُمَاسّ من خلقه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}].
وقول البيهقي (غير مماس من خلقه) يعني أن الله تعالى ليس جالساً ولا قاعداً على العرش كما يعتقد المجسمة والمشبهة!
فالكلام ليس للشافعي وإنما هو للبيهقي! والبيهقي رد حديث الجارية هنا بلفظ (أين الله) وأشار أنه إنما يروى بلفظ (أتشهدين أن لا إله إلا الله..) ونفى المماسة!
وبذلك تم ما نريد وانهدم ما يريد المجسمة والمشبهة والحمد لله رب العالمين!
قال الوهابية المتمسلفون أن الإمام الشافعي قال:
[(القول فى السنة التى أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لاإله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه فى سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء) "اجتماع الجيوش لإبن القيم" عندى (ص 240) و "العلو للعلي الغفار للذهبى" عندى (ص 1055)].
وجوابنا عليه:
أن هذا كلام مكذوب مفترى وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، والألباني الذي اختصر كتاب "العلو" للذهبي! إما أنه يعلم ذلك وإما أنه لا يعلم وأحلاهما مُرٌ، وإليك البيان:
أما الملقّب بشيخ الإسلام أبي الحسن الهكّاري فهو أحد الكذّابين الوضّاعين قال عنه الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/112) في ترجمته:
[قال أبوالقاسم بن عساكر: لم يكن موثوقاً به، وقال ابن النجار: مُتَّهَمٌ بوضع الحديث وتركيب الأسانيد]اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "لسان الميزان" (4/195) من الطبعة الهندية:
[وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنّه كان يضع الحديث بأصبهان] اهـ.
وأمّا أبومحمد المقدسي: فهو ممّن أباح العلماء دمه كما يجد ذلك من يطالع ترجمته لكونه مجسماً صرفاً انظر كتاب "الذيل على الروضتين" المسمى أيضاً تراجم رجال القرنين للحافظ أبي شامة الدمشقي ص (46 ـ 47).
وأين إسناد أبومحمد المقدسي هذا حتى نحكم عليه أيضاً ؟!!
ثُمَّ اعلم أنَّ أبا شعيب الذي زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في "تاريخ بغداد" (9/436).
وأمّا هذه العقيدة المروية عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فهي مدسوسة عليه كما نقل ذلك الذهبي نفسه في "الميزان" (3/656) في ترجمة العشاري فلا غرو أن يتناقلها الحنابلة المجسمة ويعتنون بها!! وقال أيضاً الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (5/301) نقلاً عن الذهبي:
[أدخلوا عليه ـ أي العشاري ـ أشياء فحدّث بها بسلامة باطن، منها: حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء، ومنها عقيدة للشافعي....]اهـ فاستيقظوا!
ولعلَّ هذا العشاري أيضاً في سند عقيدة الشافعي التي يرويها الهكّاري الوضاع والمقدسي المجسم، وكذلك في سندها ابن كادش الوضاع، ثم اطلعت على "تبديد الظلام المخيم" للمحدّث الكوثري ص (108) فوجدته يقول: [واعتقاد الشافعي المذكور في ثَبَتْ الكوراني كذب موضوع مروي بطريق العشاري وابن كادش]. وبذلك يتم إسقاط ما احتج به المجسمه من تأييد الإمام الشافعي لآرائهم الفاسدة ولله تعالى الحمد.
فملخص الأمر أن النقطة الثانية التي أودها المتمسلفون نقلاً عن الإمام الشافعي هي محض كذب وافتراء وهي من وضع الحنابلة والمجسمة، والقوم لهم عادة في نسبة أقوال إلى غير قائليها وإلى تأليف كتب ومصنفات ونسبتها إلى بعض العلماء والأئمة كذلك.
قال الوهابية المتمسلفون أن الإمام الشافعي قال:
[(وأن الله عزوجل يرى فى الآخرة، ينظر إليه المؤمنون أعيانا جهاراً، يسمعون كلامه وأنه فوق العرش) "وصية الإمام الشافعي" (ص 39,38)].
والجواب على هذا:
أن هذا من جملة الأكاذيب أيضاً على الإمام الشافعي، وفي إسنادها أبو إسماعيل الأنصاري كذلك! وهي نفس عقيدة الشافعي السابقة، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة أبي إسماعيل الأنصاري كما تقدَّم في "لسان الميزان" (4/195) من الطبعة الهندية:
[وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنّه كان يضع الحديث بأصبهان] اهـ.
وقد قام المكتب الإسلامي في بيروت -بقيادة زهير الشاويش الذي شهد شيخه الألباني فيه أنه ليس بعالم- بطبع رسالة صغيرة اسمها (وصية الشافعي) فيها عقيدة الشافعي تلك وأكثر رجالها مجاهيل وهي محض كذب وليس للشافعي بها خبر ولا معرفة.
هذا جوابنا على هذه الأقوال المنقولة عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى والله تعالى أعلم.
_____________________________