سيدي ما تقول في الاحباش وهل حقا ما قالوه بان الهرري يخفظ الكتب السنة باسانيدها وهل هذا الحفظ كحفظه والفاتحة ام هو حفظ قراءة واطلاع وهل التقيت بالشيخ الهرري افيدونا جزاكم الله خيرا مع وقد لا حظت تعصبهم الشديد وتكفيرهم للمعتزلة في خلق الافعال واظن أن حفظ الكتب السنة باسانيدها كالقرءان مبالغ فيه فوق طاقته مع حفظه كما قالوا لعدة متون واشياء اخرى كثيرة؟
جواب سماحة السيد:
سيدي الفاضل: الشيخ عبدالله الحبشي الهرري رجل فاضل وفقيه شافعي وصالح وعالم غير متمكن في مسائل الاعتقاد بأدلتها، يعني غير مدرك لبعض القضايا التي فيها اختلاف بين الأشاعرة أنفسهم مثل مسألة خلق الأفعال، وله فضل كبير في نشر تيار عالمي يناهض فكر الوهابية وابن تيمية ومن على مشربهم، انتفع به كثيرون، وتلاميذه لا يمثلون صورة حقيقية عنه وبعضهم يقوله ما لم يقل وبعض طلبته فضلاء مثل الشيخ نبيل الشريف الذي كنت اعرفه من نحو ٣٥ سنة، وأنا أعرف هذا الشيخ الهرري شخصيا فقد التقيت به مرارا، ولم يكن محدثا ولا له قدرة على التصحيح والتضعيف، وكذلك قال سيدي عبدالله ابن الصديق: (الشيخ الحبشي صوفي وفقيه شافعي أشعري وليس محدثاً).
وما يقال إنه كان يحفظ الكتب الستة وغير الستة فليس شيء من ذلك صحيحا، وتخريجاته على بعض الكتب تدل أنه ليس من المحدثين، لكن له اطلاع على الحديث أكثر من اطلاع كثير من معاصريه من المشايخ الذين لا يعرفون في الحديث قليلا ولا كثيرا، وعنده مقدرة أن يتوصل إلى حكم كثير من الأحاديث عند الحفاظ.. لكن ليس لديه قدرة على التصحيح والتضعيف!
وهو إنسان متواضع، لكن تلامذته كانوا يسيطرون عليه أحياناً ويوجهونه إلى ما يريدون، ولي معه في ذلك قصص عديدة لعلي أن أذكرها مستقبلا وهي مدونة في كناشة لي. هذا مختصر جوابي على سؤالك.
__________________________