تأويل السلف الصالح، سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى (توفي198هـ) في قضية الصفات:
مرسل: الجمعة مارس 08, 2024 10:58 am
نقلنا في المقال السابق تأويلات عن الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى في قضايا التوحيد وما يسمى بالصفات واليوم ننقل تأويلا في نفس الموضوع عن سفيان بن عيينة لنثبت التأويل عن السفيانين ليتعظ ويعتبر المكابرون بذلك!
أوَّل سفيان بن عُيَيْنَة حديث: (آخر وَطْأَةٍ وطأها الرحمنُ بِوَجٍّ) أي: آخر غزاةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواد بالطائف اسمه وادي وَجٍّ.
قال الحافظ ابن الجوزي في "دفع شبه التشبيه" ص (223):
[وقال سفيان بن عيينة في تفسير هذا الحديث: آخر غزاةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف].
وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (462):
[قال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي: معناه عند أهل النظر: أن آخر ما أوقع الله سبحانه وتعالى بالمشركين بالطائف، وكان آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل فيها العدو، ووج واد بالطائف قال: وكان سفيان بن عيينة رضي الله عنه يذهب في تأويل هذا الحديث إلى ما ذكرناه].
وهذا المروي عن سفيان بن عيينة ثابت عنه رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (5/175) بأسانيد صحيحة.
وأما هذا الحديث الذي أوله ابن عيينة فقد رواه أحمد (4/172) و (6/409)، والطبراني في "الكبير" (22/275) و (24/241برقم614و609) والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص (461) وغيرهم وهو حديث منكر ضعيف أو تالف. وقد خرجناه في التعليق على "دفع شبه التشبيه" للحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى ص (221-222).
وهذا كله يثبت لنا التأويل عن السلف في قضايا الصفات.
____________(تعليقات مفيدة)____________
السؤال: وهنا سؤال علمي هو:
قد يقول أحدهم: إن مذهب سفيان بن عيينة هو تفويض الصفات الخبرية محتجا برواية ابن منده حيث قال: " أخبرنا محمد بن أبي عمرو، حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد، حدثنا محمد بن الليث المروزي، حدثنا عبدة بن عبد الرحيم، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: هذه الأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات والنزول والرؤية حق نؤمن بها ولا نفسرها إلا ما فسر لنا من فوق " اهـ.
فما صحة هذه الرواية؟
ابن منده، "التوحيد"، (308/3) رواية رقم 897، طبعة 1، مطبعة الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، سنة الطبع 1413هـ.
جواب سماحة السيد:
هذا الذي رواه ابن منده لا يثبت عن سفيان بن عيينة، وابن منده كان ينسب لأقوام من العلماء أقوالا في المعتقدات لا يعرفون بها كما قال الحافظ أبو نعيم، والحنابلة دبوا ودرجوا على ذلك، أما هذه الرواية فأقول فيها:
أما محمد بن أبي عمرو شيخ ابن مندة فلم أقف على ترجمته فهو مجهول!
وأما محمد بن منذر بن سعيد فهو من الحفاظ ولكن لم أرَ أحداً وثَّقه، كما في "تاريخ ابن عساكر" (56/34).
وأما محمد بن الليث المروزي فليس هناك مروزي بهذا الاسم! بل هناك من اسمه (محمد بن الليث الجوهري) ويروي عنه أبو بكر القطيعي مترجم في "تاريخ بغداد " (3/196) ولا أعتقد أنه هو، وعليه فهذا من جملة المجهولين!
وأما عبدة بن عبد الرحيم: فقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (3906):
[عبدة بن عبد الرحيم المروزي عن ابن عيينة قال أبو داود: لا أُحدّث عنه]. وفي "تهذيب الكمال" أن أبا حاتم والنسائي قالا: صدوق. وفي رواية وثقه النسائي واختلف قوله فيه.
وعليه فهذا إسناد لا يثبت بمثله قول وهو من جملة الواهيات.
أوَّل سفيان بن عُيَيْنَة حديث: (آخر وَطْأَةٍ وطأها الرحمنُ بِوَجٍّ) أي: آخر غزاةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواد بالطائف اسمه وادي وَجٍّ.
قال الحافظ ابن الجوزي في "دفع شبه التشبيه" ص (223):
[وقال سفيان بن عيينة في تفسير هذا الحديث: آخر غزاةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف].
وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (462):
[قال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي: معناه عند أهل النظر: أن آخر ما أوقع الله سبحانه وتعالى بالمشركين بالطائف، وكان آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل فيها العدو، ووج واد بالطائف قال: وكان سفيان بن عيينة رضي الله عنه يذهب في تأويل هذا الحديث إلى ما ذكرناه].
وهذا المروي عن سفيان بن عيينة ثابت عنه رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (5/175) بأسانيد صحيحة.
وأما هذا الحديث الذي أوله ابن عيينة فقد رواه أحمد (4/172) و (6/409)، والطبراني في "الكبير" (22/275) و (24/241برقم614و609) والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص (461) وغيرهم وهو حديث منكر ضعيف أو تالف. وقد خرجناه في التعليق على "دفع شبه التشبيه" للحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى ص (221-222).
وهذا كله يثبت لنا التأويل عن السلف في قضايا الصفات.
____________(تعليقات مفيدة)____________
السؤال: وهنا سؤال علمي هو:
قد يقول أحدهم: إن مذهب سفيان بن عيينة هو تفويض الصفات الخبرية محتجا برواية ابن منده حيث قال: " أخبرنا محمد بن أبي عمرو، حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد، حدثنا محمد بن الليث المروزي، حدثنا عبدة بن عبد الرحيم، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: هذه الأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات والنزول والرؤية حق نؤمن بها ولا نفسرها إلا ما فسر لنا من فوق " اهـ.
فما صحة هذه الرواية؟
ابن منده، "التوحيد"، (308/3) رواية رقم 897، طبعة 1، مطبعة الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، سنة الطبع 1413هـ.
جواب سماحة السيد:
هذا الذي رواه ابن منده لا يثبت عن سفيان بن عيينة، وابن منده كان ينسب لأقوام من العلماء أقوالا في المعتقدات لا يعرفون بها كما قال الحافظ أبو نعيم، والحنابلة دبوا ودرجوا على ذلك، أما هذه الرواية فأقول فيها:
أما محمد بن أبي عمرو شيخ ابن مندة فلم أقف على ترجمته فهو مجهول!
وأما محمد بن منذر بن سعيد فهو من الحفاظ ولكن لم أرَ أحداً وثَّقه، كما في "تاريخ ابن عساكر" (56/34).
وأما محمد بن الليث المروزي فليس هناك مروزي بهذا الاسم! بل هناك من اسمه (محمد بن الليث الجوهري) ويروي عنه أبو بكر القطيعي مترجم في "تاريخ بغداد " (3/196) ولا أعتقد أنه هو، وعليه فهذا من جملة المجهولين!
وأما عبدة بن عبد الرحيم: فقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (3906):
[عبدة بن عبد الرحيم المروزي عن ابن عيينة قال أبو داود: لا أُحدّث عنه]. وفي "تهذيب الكمال" أن أبا حاتم والنسائي قالا: صدوق. وفي رواية وثقه النسائي واختلف قوله فيه.
وعليه فهذا إسناد لا يثبت بمثله قول وهو من جملة الواهيات.