صفحة 1 من 1

بيان عدم صحة ما نسب إلى الإمام الليث وأنه قال عن أحاديث الرؤية وغيرها من أحاديث الصفات: (أمضها بلا كيف).

مرسل: السبت مارس 09, 2024 9:53 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان عدم صحة ما نسب إلى الإمام الليث وأنه قال عن أحاديث الرؤية وغيرها من أحاديث الصفات: (أمضها بلا كيف):

قال الذهبي في كتابه "العلو" ناقلاً عن الإمام الليث بن سعد في النص رقم(346):
[346- أخبرنا ابن علوان وبنت عمه ست الأهل قالا: أخبرنا البهاء عبدالرحمن الفقيه، أنا عبد المغيث بن زهير، أنا ابن كادش، أنا محمد بن علي الحربي، نا أبو الحسن الدارقطني، نا محمد بن مخلد، نا أحمد بن سعد أبو إبراهيم الزهري، نا الهيثم بن خارجة، نا الوليد قال: سألت الأوزاعي والليث بن سعد ومالكاً والثوري عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك فقالوا: امضها بلا كيف].

أقول في بيان عدم صحة هذا النقل:

هذا كذب بحت على الإمام الليث بن سعد رحمه الله تعالى. أخرجه اللالكائي (3/527برقم930) والخلال (1/259) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (برقم955) وغيرهم. وقد تقدم الكلام على إسناده في الأوزاعي ومالك، وتقدم الكلام على الوليد بن مسلم، وابن كادش والعشاري من مجسمة الحنابلة وهما كذابان تقدّم الكلام عليهما في التعليق على النص رقم (57) في كتاب العلو، ومن ذلك: أن في إسناده: أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "لسان الميزان" (1/235): ((قال ابن النجار: كان مخلطاً كذاباً لا يحتج بمثله وللأئمة فيه مقال)). وكتاب "الصفات" و "الرؤية" للدارقطني من وضع ابن كادش هذا أو العُشاري . ومما يدل على كذب القصة أن الإمام مالكاً رحمه الله تعالى أنكر حديث الرؤية الطويل كما في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (8/103). وأنكر أن يُحَدَّث بأحاديث الصفات! كما تقدَّم وسيأتي في التعليق على النص (350) من كتاب العلو، ومن قرأ ما نقلوه عن الإمام مالك في ترجمته هناك وخاصة ص (105)في ترجمته في سير النبلاء في قضية قراءة (إبراهام) علم كم كذبوا ولفقوا على الأئمة ما لم يقولوه!!