بيان تخريف حماد بن سلمة وبطلان قوله حين كان يحدث بحديث نزول الرب: (من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه).
[/size][/color][/size]
قال الذهبي في كتابه "العلو"نقلاً عن حماد بن سلمة في النص رقم(348):
حماد بن سلمة إمام أهل البصرة (167)
[348- كان رحمه الله من أئمة السنة لهجاً ببث أحاديث الصفات، رأساً في العلم والعمل، روى عبدالعزيز بن المغيرة، نا حمـاد بن سلمة بحديث نزول الرب فقال: مَنْ رأيتموه ينكر هذا فاتهموه].
أقول في بيان بطلان هذا التخريف:
أولاً:
حماد بن سلمة لا يلتفت لقوله لأنه كان مشبهاً مجسماً!! وما ذكره في الصفات وما يتعلَّق بالتشبيه مردود!! وكان له ربيبان يدسان في كتبه شيئاً كثيراً من التجسيم!! وقد تبيَّن هذا في بعض تعليقات هذا الكتاب. انظر التعليق على الحديث رقم (19و42). وانظر تعليقي على "دفع شبه التشبيه" ص (190). قال النَّسائي فيما ذكره الباجي في "رجال البخاري" [الكتاب مطبوع باسم "التعديل والتجريح" (2/523) طبع دار اللواء للنشر والتوزيع/الرياض/الطبعة الأولى 1406هـ] أن النَّسائي سئل عن حماد بن سلمة فقال: [لا بأس به، وكان قبل ذلك قال فيه: ثقة، قال القاسم بن مسعدة: فكلمته فيه فقال: ومَنْ يجترئ يتكلم فيه؟ لم يكن عند القطان هناك. ثم جعل النَّسائي يذكر الأحاديث التي انفرد بها في التشبيه: كأنه خاف أن يقول الناس إنه تكلم في حماد من طريقها، ثم قال: حمقى أصحاب الحديث]. فهذا تصريح من النَّسائي بحمق أصحاب الحديث الذين قبلوا من حماد بن سلمة أحاديث الصفات. وأورد الذهبي في "سير النبلاء" (9/253) والحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (7/303) في ترجمة علي بن عاصم أنَّ أحمد بن حنبل قال: [كان حماد بن سلمة يخطىء وأومأ أحمد بيده خطأً كثيراً ولم نَرَ بالرواية عنه بأساً]! وذلك لأنه كان يروي لهم تلك الروايات الشنيعة في الصفات، وكان – كما يصفونه - من الشُّدَّاد في السنة التي هي العقيدة الفاسدة عقيدة التشبيه والتجسيم! وفي "تهذيب التهذيب" (3/12) أنه كان صُلْباً في السنة، قال الحافظ السيوطي في "الحاوي للفتاوي" (2/226): [فإنَّ حماداً تُكُلِّمَ في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير، ذكروا أنَّ ربيبه دسها في كتبه، وكان حماد لا يحفظ فحدَّث بها فوهم فيها]. وقد ذكروا عن أحمد وابن معين وابن المديني أنهم قالوا: (إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد فاتهمه على الإسلام) هذا إن صح عنهم! رواه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (3/568) عن ابن معين وكلامهم هذا من جملة الخرافات الباطلة التي لا قيمة لها! فلقد رأوا من يتكلم في سيدنا علي الصحابي الذي شهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفضله فلم يتهموه كحريز بن عثمان! وجاءوا لحماد بن سلمة فجعلوه أفضل من الصحابة! فالله المستعان!
ثانياً:
ما نقله الذهبي عنه، هو كلام فارغ لا قيمة له! ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (7/451) وفي الأربعين (برقم55) بلا سند! وقوله فيه (فاتهموه) من تخريفات حماد بن سلمة! والمتهم حقيقة هو مَنْ يروي هذا الحديث ويروّج الاعتقادات المخطئة والمعاني الباطلة المردودة!! فيعتقد بأنَّ الله تعالى ينزل بذاته حقيقة إلى السماء أو غيرها ويثبت له تعالى الحركة والانتقال والحلول على العرش أو في السماء أو في أي مكان!! وتعالى الله أن يحلَّ في خلقه!! وعبدالعزيز بن المغيرة الراوي عن حماد هنا قال عنه الذهبي نفسه في "الكاشف)" (2/203/3457): ((شيخ)) أي: ضعيف. وقال أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل (5/397): [صدوق لا بأس به]. قلت: ومع هذا فلا يحتج به عنده فيما أرى، فقد قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/83): [سألت أبي رحمه الله عن عباد بن عباد المهلبي فقال: صدوق لا بأس به، قيل له: يحتج بحديثه؟ قال: لا]. وقال في "الجرح والتعديل" (3/204): [سألت أبي عن حكيم بن الديلم فقال: [لا بأس به - 5] هو صالح يكتب حديثه ولا يحتج به]. وقال فيه أيضاً (3/205): [حكيم بن سيف الرقى الأسدي.. سألت أبي عنه فقال: لا بأس به، هو شيخ صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالمتين]. إلا من صرح أبو حاتم مع ذلك بأنه يحتج به أو أنه ثقة!
بيان تخريف حماد بن سلمة وبطلان قوله حين كان يحدث بحديث نزول الرب: (من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه).
-
- Posts: 902
- Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm