Page 1 of 1

بيان بطلان القصة التي ساقها الذهبي والتي جاء فيها أن القاضي أبو يوسف أمر بحبس وضرب من أُتهموا بقول: الله في كل مكان :

Posted: Mon Mar 18, 2024 5:47 pm
by عود الخيزران
بيان بطلان القصة التي ساقها الذهبي والتي جاء فيها أن القاضي أبو يوسف أمر بحبس وضرب من أُتهموا بقول: الله في كل مكان :

قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم(371):
[371- قال ابن أبي حاتم: نا الحسن بن علي بن مهران، نا بشار بن موسى الخفاف قال: جاء بشر بن الوليد الكندي إلى القاضي أبي يوسف فقال له: تنهاني عن الكلام وبشر المريسي وعلي الأحول وفلان يتكلمون، قال: وما يقولون؟ قال: يقولون الله في كل مكان. فقال أبو يوسف: عليَّ بهم. فانتهوا إليهم وقد قام بشر، فجيء بعلي الأحول وبالآخر شيخ، فقال أبو يوسف ونظر إلى الشيخ: لو أنَّ فيك موضع أدب لأوجعتك، فأمر به إلى الحبس، وضرب الأحول وطوّف به].


أقول في بيان بطلان هذه القصة:

جاء في المخطوطة لأوقعتك بدل لأوجعتك...
وهذه القصة واهٍية باطلة مردودة، وعلامات الوضع ظاهرة عليها، وفي سندها بشار بن موسى الخفاف، قال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث. وكان من رهـط أحمد بن حنبل. انظر "الجرح والتعديل" (2/417) و "ضعفاء العُقَيلي" (1/146) و "الكامـل في الضعفـاء" لابن عَدِي. والراوي عن أبي يوسف بشر الكندي تقدم الكلام عليه في التعليق قبل السابق ومن ذلك: قول الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/35): [وفي آخر أمره يقال أنه وقف في القرآن فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه لذلك. قال صالح بن محمد جزرة: وهو صدوق لكنه لا يعقل قد كان خرف. وقال سليمان: منكر الحديث..]. وضعفه متناقض عصرنا في "مختصر العلو". وابن أبي حاتم يلملم الترهات والبواطيل ويضعها في كتابه "الرد على الجهمية"، ويدلس ويتلاعب بالنصوص!