Page 1 of 1

بيان وضع حديث " إذا جلس الرب على الكرسي..."، وبيان بطلان قول وكيع:( أدركنا الأعمش والثوري يحدّثون بهذه الأحاديـث ولا ينك

Posted: Mon Mar 25, 2024 3:12 pm
by عود الخيزران
بيان وضع حديث " إذا جلس الرب على الكرسي..."، وبيان بطلان قول وكيع:( أدركنا الأعمش والثوري يحدّثون بهذه الأحاديـث ولا ينكرونها):

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(396):
[ وكيع بن الجراح عالم الكوفة (127 ـ 197):
396- قال أحمد بن حنبل: نا وكيع، عن إسرائيل بحديث: ((إذا جلس الرب على الكرسي..))
فاقشعرَّ رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدّثون بهذه الأحاديـث ولا ينكرونها.
رواها أبو حاتم عـن أحمد].


أقول في بيان بطلان هذا الكلام :

هذا حديث موضوع مكذوب مفترى!! وهو منقول عن اليهود ونسب فيما بعد إلى عمر بن الخطاب ومرفوعاً!! ومثل هذا لا يقال إنه ضعيف الإسناد فقط وإنما يجب الجزم بأنه كذب مفترى!! وقد حذف الذهبي تمام الحديث لئلا ينكشف أمر سلفه وسقوط تفكيرهم وبطلان ما يعتقدون!! والحديث رواه ابن أحمد في كتاب الزيغ الذي سماه زوراً وبهتاناً بِـ ((السنة)) (1/301/585و587) وتمامه: ((... سُمِعَ له أطيط كأطيط الرحل الجديد)). فتأملوا!! يعني أن المولى - سبحانه وتعالى عما يقولون ويصفون - يجلس على كرسي فيسمع للكرسي أزيز أو صرير مِنْ ثِقَلِه عليه!!

وقوله:( فاقشعرَّ رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدّثون بهذه الأحاديـث ولا ينكرونها) :

أقول: هذا كذب ولا ريب! وهذا رواه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة (1/302) عن أبيه وليس أبو حاتم الرازي عن أحمد، إلا أن يبين لنا الذهبي أين روي عن أبي حاتم. وقد ساقه عبد الله بن أحمد هناك هكذا: [حدثني أبي نا وكيع بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالله بن خليفة عن عمر رضي الله عنه قال إذا جلس الرب عز وجل على الكرسي فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع فغضب وكيع وقال: أدركنا الاعمش وسفيان يحدثون بهذه الاحاديث لا ينكرونها]. فلم يذكر عبد الله بن خليفة المجهول لئلا يظهر سقوط بنيانه وهويه! وهذا تدليس مشين! ثم قد ثبت التأويل عن الثوري كما ثبتت رواية وكيع عن شيوخه وشيوخ شيوخه أنهم أوّلوا! وقد أفضنا في ذلك في شرحنا على جوهرة التوحيد (1/507)، وتلك الروايات المنقولة هناك عن وكيع تجعل هذه الأكاذيب التي يرويها ابن أحمد في سنته ويرددها الذهبي في كتبه أدراج الرياح وتدكها دكاً، وقد قال محقق كتاب سنة ابن أحمد عن هذا: (إسناده ضعيف). وقال الألباني في "ضعيفته" (13/723/6329):
[وإن مما يؤكد الوهم أن عبد الله بن أحمد قال (ص 70): حدثني أبي، حدثنا وكيع، بحديث إسرائيل... به إلا أنه قال: عن عبد الله بن خليفة عن عمر قال: "إذا جلس الرب عَزَّ وَجَلَّ على الكرسي" فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع فغضب وكيع وقال: "أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها". وأقول: نعم إذا كانت أحاديث صحيحة،... وأما الضعيفة والمنكرة فلا نرضاه، وقد قال الذهبي في كتابه "العلو" (النص228هنا): "وليس للأطيط مدخل في الصفات أبداً، بل هو كاهتزاز العرش لموت سعد، وكتفطر السماء يوم القيامة ونحو ذلك، ومعاذ الله أن نعده صفة لله عَزَّ وَجَلَّ. ثم لفظ الأطيط لم يأت في لفظ ثابت". وقال ابن خزيمة في "التوحيد"(ص 71): "وقد رواه وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة مرسلاً، ليس فيه ذكر عمر لا بيقين ولا ظن، وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد، لسنا نحتج في هذا الجنس من العلم بالمراسيل المنقطعات"]. انتهى ما أردنا نقله من كلام الألباني المتناقض. وهذا حقاً مما تقشعر من باطله الأبدان وتشمئز منه النفوس!! ومَنْ حَدَّث بمثل هذا سقط عن مرتبة العقلاء فضلاً عن الاعتبار والحجية!! سواء كان وكيعاً أو غيره!! والظنُّ أنَّ هذا مكذوب على هؤلاء والله تعالى أعلم!! وأحمد بن حنبل كيف يُقِرُّ هذا الهُرَاء إن صحَّ عنه؟!