بيان بطلان وعدم صحة تكفير النضر المروزي لمن قال بخلق القرآن:
مرسل: الجمعة مارس 29, 2024 9:43 pm
بيان بطلان وعدم صحة تكفير النضر المروزي لمن قال بخلق القرآن:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(407):
[ النضر بن محمد المروزي (203):
407- أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا علي بن الحسن بن شقيق، عن النضر بن محمد، سمعه يقول: من قال هذه الآية مخلوقة {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي}طه:14، فقد كفر].
أقول في بيان بطلان هذا النقل:
هذا ليس ثابتاً؛ رواه اللالكائي في "اعتقاد السنة" (2/282) والبيهقي في "الأسماء والصفات "(544)، وابن بطة الكذاب في "الإبانة" (6/37)، وأبو داود في "مسائل أحمد" (1724). كلهم من طريق محمد بن أعين عن النضر بن محمد، والنضر صاحب هذا القول قال عنه البخاري في "الضعفاء" (برقم377): [منكر الحديث سمع الأعمش ويزيد بن أبي زياد فيه ضعف]. وهذا الإسناد الذي ساقه الذهبي لم أقف عليه! ومع ذلك أقول فيه: أما الدورقي فلا أثق بمروياته التي في هذه البابة التي يدعو فيها لعقيدة المجسمة ويعارض بها الجهمية! وعلي بن الحسن بن شقيق، ضعيف كما تقدم في التعليق على النص رقم (361) من كتاب " العلو". وهذا سند غلط لم يُرْوَ القول بهذا الإسناد!! وإنما رواه من ذكرناهم عن محمد بن أعين عن النضر. والاختلاف في هذا السند يدل عندي على تلاعبهم وتركيبهم للأسانيد!! أما (أبو الوزير محمد بن أعين) (ت213هـ) الذي عليه مدار هذا القول فاسمه أكبر منه: والتحقيق عندنا أنه مجهول الحال ورواياته نادرة جداً وهي تفرُّدات كما سيأتي. وكان خادماً لابن المبارك، قال البخاري: هو مولى ابن المبارك، كما في "التاريخ الكبير" (1/41) و"تاريخ الإسلام" للذهبي (15/208)، وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (9/56): [قال أبو علي محمد بن علي بن حمزة المروزي يقال إن عبد الله أوصى إليه وكان من ثقاته وخواصه]. وقال ابن أبي حاتم: (وصي ابن المبارك) قلت: قوله (من ثقاته) ليست من قول ابن المبارك ولا من كلامه! وإنما هي حكاية أبو علي المروزي التي صدرها بقوله: (يقال)! فالظاهر أنه كان خادماً مطيعاً ومولى لابن المبارك لكن هذا الكلام ليس في الحديث والرواية وإنما في الخدمة وتولي الأرزاق كما هو ظاهر! لأنه ليس مشهوراً بالرواية ورواياته نادرة جداً! فاستغلال بعض المتطفلين لهذه الكلمة (من ثقاته) على أنها نص في توثيق ابن أعين من ابن المبارك كذب وتدليس مشين! وقول بعضهم بأنه وصي ابن المبارك من أين أتى بها وما هو معناها؟ يعني هو وصي على ماذا؟! ثم أصل الكلام في الوصاية ما نقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب" من قول أبي علي المروزي: (يقال أن عبد الله أوصى إليه) وهذا واضح في أن ابن المبارك أوصى إليه بشيء من ماله! وهذا لا علاقة له بالرواية ولا بالتوثيق! وفي "لسان العرب" لابن منظور (15/394): [والوَصِيُّ الذي يُوصي والذي يُوصى له وهو من الأَضداد... والوَصِيَّةُ ما أَوْصَيْتَ به وَسُمِّيَتْ وَصِيَّةً لاتصالها بأَمر الميت]. وقد ترجم لِـ (محمد بن أعين) ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/207) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول الحال عندهم، ولو كانوا يعلمون حاله لذكروه. وهو صاحب تفرُّداتٍ إذا روى، كما تبين في أوسط الطبراني (7/92) وقال البيهقي في حديث رواه ابن أعين في الآداب (639) (تفرَّد به محمد بن أعين). وقال ابن حِبَّان في "الثقات" (9/65): [روى عنه المراوزة الحكايات]. وقد رمزوا له بأنه من رجال الترمذي ولم أجد له رواية في الترمذي ولا في الكتب الستة ولا في مسند أحمد وسنن الدارمي! والذهبي لم يذكر فيه في الكاشف جرحاً ولا تعديلاً تأكيداً على جهالة حاله، وقول ابن حجر عنه (ثقة) تساهل مبني على إيراد ابن حِبَّان له في كتابه الثقات! وكم استدرك على التقريب كثيراً شعيب وغيره في "تحرير تقريب التهذيب". وعليه فهذا الرجل مجهول لا يعوَّل على ما يرويه وخاصة ما فيه تكفير وسفك دماء! فهذه الرواية عن النضر بن محمد الضعيف لا تصح! وهي في مهب الريح وأدراج الرياح!
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(407):
[ النضر بن محمد المروزي (203):
407- أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا علي بن الحسن بن شقيق، عن النضر بن محمد، سمعه يقول: من قال هذه الآية مخلوقة {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي}طه:14، فقد كفر].
أقول في بيان بطلان هذا النقل:
هذا ليس ثابتاً؛ رواه اللالكائي في "اعتقاد السنة" (2/282) والبيهقي في "الأسماء والصفات "(544)، وابن بطة الكذاب في "الإبانة" (6/37)، وأبو داود في "مسائل أحمد" (1724). كلهم من طريق محمد بن أعين عن النضر بن محمد، والنضر صاحب هذا القول قال عنه البخاري في "الضعفاء" (برقم377): [منكر الحديث سمع الأعمش ويزيد بن أبي زياد فيه ضعف]. وهذا الإسناد الذي ساقه الذهبي لم أقف عليه! ومع ذلك أقول فيه: أما الدورقي فلا أثق بمروياته التي في هذه البابة التي يدعو فيها لعقيدة المجسمة ويعارض بها الجهمية! وعلي بن الحسن بن شقيق، ضعيف كما تقدم في التعليق على النص رقم (361) من كتاب " العلو". وهذا سند غلط لم يُرْوَ القول بهذا الإسناد!! وإنما رواه من ذكرناهم عن محمد بن أعين عن النضر. والاختلاف في هذا السند يدل عندي على تلاعبهم وتركيبهم للأسانيد!! أما (أبو الوزير محمد بن أعين) (ت213هـ) الذي عليه مدار هذا القول فاسمه أكبر منه: والتحقيق عندنا أنه مجهول الحال ورواياته نادرة جداً وهي تفرُّدات كما سيأتي. وكان خادماً لابن المبارك، قال البخاري: هو مولى ابن المبارك، كما في "التاريخ الكبير" (1/41) و"تاريخ الإسلام" للذهبي (15/208)، وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (9/56): [قال أبو علي محمد بن علي بن حمزة المروزي يقال إن عبد الله أوصى إليه وكان من ثقاته وخواصه]. وقال ابن أبي حاتم: (وصي ابن المبارك) قلت: قوله (من ثقاته) ليست من قول ابن المبارك ولا من كلامه! وإنما هي حكاية أبو علي المروزي التي صدرها بقوله: (يقال)! فالظاهر أنه كان خادماً مطيعاً ومولى لابن المبارك لكن هذا الكلام ليس في الحديث والرواية وإنما في الخدمة وتولي الأرزاق كما هو ظاهر! لأنه ليس مشهوراً بالرواية ورواياته نادرة جداً! فاستغلال بعض المتطفلين لهذه الكلمة (من ثقاته) على أنها نص في توثيق ابن أعين من ابن المبارك كذب وتدليس مشين! وقول بعضهم بأنه وصي ابن المبارك من أين أتى بها وما هو معناها؟ يعني هو وصي على ماذا؟! ثم أصل الكلام في الوصاية ما نقله الحافظ ابن حجر في "التهذيب" من قول أبي علي المروزي: (يقال أن عبد الله أوصى إليه) وهذا واضح في أن ابن المبارك أوصى إليه بشيء من ماله! وهذا لا علاقة له بالرواية ولا بالتوثيق! وفي "لسان العرب" لابن منظور (15/394): [والوَصِيُّ الذي يُوصي والذي يُوصى له وهو من الأَضداد... والوَصِيَّةُ ما أَوْصَيْتَ به وَسُمِّيَتْ وَصِيَّةً لاتصالها بأَمر الميت]. وقد ترجم لِـ (محمد بن أعين) ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/207) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول الحال عندهم، ولو كانوا يعلمون حاله لذكروه. وهو صاحب تفرُّداتٍ إذا روى، كما تبين في أوسط الطبراني (7/92) وقال البيهقي في حديث رواه ابن أعين في الآداب (639) (تفرَّد به محمد بن أعين). وقال ابن حِبَّان في "الثقات" (9/65): [روى عنه المراوزة الحكايات]. وقد رمزوا له بأنه من رجال الترمذي ولم أجد له رواية في الترمذي ولا في الكتب الستة ولا في مسند أحمد وسنن الدارمي! والذهبي لم يذكر فيه في الكاشف جرحاً ولا تعديلاً تأكيداً على جهالة حاله، وقول ابن حجر عنه (ثقة) تساهل مبني على إيراد ابن حِبَّان له في كتابه الثقات! وكم استدرك على التقريب كثيراً شعيب وغيره في "تحرير تقريب التهذيب". وعليه فهذا الرجل مجهول لا يعوَّل على ما يرويه وخاصة ما فيه تكفير وسفك دماء! فهذه الرواية عن النضر بن محمد الضعيف لا تصح! وهي في مهب الريح وأدراج الرياح!