صفحة 1 من 1

بيان الافتراء على الإمام الشافعي فيما نقله الذهبي عنه في كتابه " العلو":

مرسل: الجمعة مارس 29, 2024 10:17 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان الافتراء على الإمام الشافعي فيما نقله الذهبي عنه في كتابه " العلو":

قال الذهبي في كتابه "العلو" :( طبقة الشافعي وأحمد) النص رقم(408):
[ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى(150-204):
408- روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهَكَّاري، والحافظ أبومحمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله قال: القول في السُّنَّة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وأنَّ الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وينزل إلى السماء الدنيا كيف شـاء،... وذكر سائر الاعتقاد].

أقول في بيان هذا الافتراء:

كل ما أوردوه عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى مما يوافقهم كذب وافتراء عليه!! قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/71): [قال محمد بن إبراهيم البوشنجي: قال إسحاق: قلت للشافعي: ما حال جعفر بن محمد عندكم؟ فقال: ثقة، كتبنا عن إبراهيم بن أبي يحيى عنه أربع مائة حديث]. وهذا من جملة الأدلة على أن الشافعي في كِفَّةِ وجانب أهل البيت عليهم سلام الله تعالى. وقد كان هناك من يفتري على الشافعي وينسب إليه ما لم يقله أو يرويه، فمن أولئك: القاضي القزويني الشافعي (ت315هـ) واسمه متوافق مع أبي الشيخ أبي حيان (274-369هـ) ويقع الخلط بينه وبين أبي الشيخ أبي حيان في بعض الأسانيد وهو مترجم في "لسان الميزان" (طبعة أبي غدة وما سواها وقع فيها تصحيف) (4/574) حيث قال في ترجمته: [عبد الله بن محمد بن جعفر أبو القاسم القزويني الفقيه القاضي. روى عن يونس بن عبد الأعلى ويزيد بن عبد الصمد وخلق. وعنه ابن عَدِي، وَابن المظفر. قال ابن المقرىء: رأيتهم يضعفونه وينكرون عليه أشياء. وقال ابن يونس: كان محموداً في القضاء فقيهاً على مذهب الشافعي كانت له حلقة بمصر وكان يظهر عبادة وورعاً وثقل سمعه جداً وكان يفهم الحديث ويحفظ ويملي ويجتمع إليه الخلق فخلط في الآخر ووضع أحاديث على متون معروفة وزاد في نسخ مشهورة فافتضح وخرقت الكتب في وجهه. وقال الحاكم عن الدارقطني: كذاب أَلَّفَ كتاب سنن الشافعي وفيها نحو مائتي حديث لم يحدِّث بها الشافعي. وقال ابن زبر: مات سنة 315. انتهى كلام الذهبي. وقال عبد الغني بن سعيد: سمعت علي بن زريق يقول: أحد ما أنكر على القزويني روايته عنِ أبي قرة عن سعيد بن تليد، عَنِ ابن القاسم عن مالك، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أنس رضي الله عنه يرفعه: إذا قرب العشاء وأقيمت الصلاة ... الحديث. وقال الدارقطني: وضع القزويني في نسخة عَمْرو بن الحارث أكثر من ماِئَة حديث. قال علي بن زريق: وكان إذا حدث يقول لأبي جعفر بن البرقي في حديث بعد حديث: كتبت هذا عن أحد؟ فكان يقول: نعم عن فلان وفلان فاتهمه الناس بأنه يفتعل الأحاديث ويدعيها ابن البرقي كعادته في الكذب قال: وكان يُصَحِّفُ أسماء الشيوخ. وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي: كان كثير الحديث والرواية وكان فيه بأو (أي تكبر وغرور) شديد وإعجاب وكان لا يرضى إذا عورض في الحديث أن يخرج لهم أصوله ويقول: هم أهون من ذلك. قال: فحدثني أبو بكر المأموني - وهو من أهل العلم العارفين بوجوهه - قال: ناظرته يوماً وقلت له: ما عليك لو أخرجت لهم أصلاً من أصولك فقال: لا، وَلا كرامة ثم قام فأخرجها إليَّ وعرض عليَّ كل حديث اتهموه فيه مثبتاً في أصوله. قلت: ثم ذكر وفاته سنة 315 قال: وكانت جنازته مهجورة من أصحاب الحديث. وقال الطحاوي: إن كان أبو القاسم قدم إلى مصر فسمع بها هذه الأحاديث من شيوخها ونحن بها فلم نكتبها فما كنا إلا بياطرة. وقال أبو سعيد بن يونس: مات بعد أن افتضح أمره بيسير]. فهو مع قولهم في ترجمته (كان محموداً في القضاء فقيهاً على مذهب الشافعي كانت له حلقة بمصر وكان يظهر عبادة وورعاً.. وكان يفهم الحديث ويحفظ ويملي ويجتمع الخلق) إلا أنه مع ذلك اكتشفوه بأنه كذاب وضاع يضع على الإمام الشافعي وغيره.

وأقول في الكشف عن حال الهكَّاري :

هو دجال كذاب وضاع كما في "لسان الميزان" (4/225) و "الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث" برقم (497). قال عنه الحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/112) في ترجمته: [قال أبوالقاسم بن عساكر: لم يكن موثوقاً به، وقال ابن النجار: مُتَّهَمٌ بوضع الحديث وتركيب الأسانيد]اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "لسان الميزان" (4/195) من الطبعة الهندية: [وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنّه كان يضع الحديث بأصبهان]اهـ. ومع ذلك جعلوه (شيخاً للإسلام)(!!) ثُمَّ اعلم أنَّ أبا شعيب الذي زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في "تاريخ بغداد" (9/436). وهذه العقيدة المروية عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى مدسوسة عليه كما نقل ذلك الذهبي نفسه في "الميزان" (3/656) في ترجمة العشاري فلا غرو أن يتناقلها الحنابلة المجسمة ويعتنون بها!! وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (5/301) أيضاً نقلاً عن الذهبي: [أدخلوا عليه -أي العشاري- أشياء فحدّث بها بسلامة باطن، منها: حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء، ومنها عقيدة للشافعي...]اهـ فتنبهوا! قلت: ولعلَّ هذا العشاري في سند عقيدة الشافعي التي يرويها الهكّاري الوضاع والمقدسي المجسم، وكذلك في سندها ابن كادش الوضاع، ثم اطلعت على "تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم" للمحدّث الكوثري رضي الله عنه ص (108) فوجدته يقول: [واعتقاد الشافعي المذكور في ثَبَتْ الكوراني كذب موضوع مروي بطريق العشاري وابن كادش]. وبذلك يتم إسقاط ما احتج به المجسمه من تأييد الإمام الشافعي لآرائهم الفاسدة ولله تعالى الحمد. ووصية الشافعي الحقيقية موجودة في كتاب :مناقب الشافعي" للحافظ البيهقي وليس فيها شيء من عقائد التوحيد هذه التي يدعو إليها هؤلاء المجسمة! انظر كتاب "مناقب الإمام الشافعي" للحافظ البيهقي طبعة مكتبة دار التراث /القاهرة، بتحقيق السيد أحمد صقر، الطبعة الأولى 1970م [المقدمة ص27و33و34 و(1/250) ونصها: (2/288)]. لتعرف كذب هؤلاء الذين يدّعون بأن الإمام الشافعي موافق لهم في اعتقادهم الباطل!


وأقول في بيان تدليس ذكر إعتقاد الإمام الشافعي:

كـذب بحت وقد نص الذهبي عقب قول الذي بعد هذا أن هذا والذي بعده (إسنادهما واهٍ)!! ساق هذا ابن قدامة في "العلو" ص (181) من طريق ابن أبي حاتم عن أبي شعيب وأبي ثور، وابن أبي حاتم هذا ولد سنة (240هـ) وأبو ثور توفي في تلك السنة (240هـ)، أما أبو شعيب الحراني فولد سنة (206هـ) والشافعي توفي قبل ذلك بسنتين أي سنة (204هـ)، فهذا إسناد مقطّع الأوصال وهو من جملة الأكاذيب والمخترعات، فلتعلم إذاً أخي القارىء يرحمك الله تعالى أنَّ هؤلاء القوم فقدوا الضوابط الشرعية بل فقدوا القواعد العلمية الحديثية التي يدّعون التحاكم إليها فانساقوا وراء الروايات والحكايات التالفة التي وضعها وافتراها سلفهم الطالح!! فاندفعوا لتأييد آرائهم النازلة الساقطة بكل خرافة واضحة البطـلان!! وقد بينت كذب هذا عن الإمام الشافعي في مقدّمـة "دفع شبه التشبيه" ص (72). وتقدَّم في التعليق السابق أن هذه العقيدة مكذوبة على الإمام الشافعي: وأنَّ أبا شعيب الذي زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في "تاريخ بغداد" (9/436). وهي مدسوسة عليه كما نقل ذلك الذهبي نفسه في "الميزان" (3/656) في ترجمة العشاري فلا غرو أن يتناقلها الحنابلة المجسمة ويعتنون بها!! وقال أيضاً الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (5/301) نقلاً عن الذهبي: [أدخلوا عليه -أي العشاري- أشياء فحدّث بها بسلامة باطن، منها: حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء، ومنها عقيدة للشافعي...]اهـ فاستيقظوا! قلت: وهذا العشاري في سند عقيدة الشافعي التي يرويها الهكّاري الوضاع والمقدسي المجسم، وكذلك في سندها ابن كادش الوضاع، قال الإمام المحدث الكوثري رضي الله عنه في "تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم" ص (108): [واعتقاد الشافعي المذكور في ثَبَتْ الكوراني كذب موضوع مروي بطريق العشاري وابن كادش]. وبذلك يتم إسقاط ما احتج به المجسمه من تأييد الإمام الشافعي لآرائهم الفاسدة ولله تعالى الحمد. ووصية الشافعي الحقيقية موجودة في كتاب :مناقب الشافعي" للحافظ البيهقي وليس فيها شيء من عقائد التوحيد هذه التي يدعو إليها هؤلاء المجسمة! انظر كتاب مناقب الإمام الشافعي للحافظ البيهقي طبعة مكتبة دار التراث /القاهرة، بتحقيق السيد أحمد صقر، الطبعة الأولى 1970م [المقدمة ص27و33و34 و(1/250) ونصها: (2/288)]. لتعرف كذب هؤلاء الذين يدّعون بأن الإمام الشافعي موافق لهم في اعتقادهم الباطل!