بيان بطلان ما يُنقل عن القاسم بن سلام في أنّ مذهبه التفويض:
مرسل: الاثنين إبريل 08, 2024 4:16 pm
بيان بطلان ما يُنقل عن القاسم بن سلام في أنّ مذهبه التفويض:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(431):
[ أبو عبيد القاسم بن سلام(150 ـ 224):
431- أخبرنا ابن علوان، أنا البهاء عبدالرحمن، أنا عبدالمغيث بن زهير، أنا ابن كادش، أنا محمد بن علي العشاري، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمد بن مخلد، نا العباس الدوري، سمعت أبا عبيد وذكر الباب الذي يروى فيه حديث الرؤية و ((الكرسي موضع القدمين)) ، و ((ضحك ربنا)) وحديث ((أين كان ربنا؟)) فقال: هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل لنا: كيف وضع قدمه، وكيف يضحك؟ قلنا: لا نُفَسّر هذا ولا سمعنا أحداً يُفَسّره.
كان أبو عبيد من أئمة الاجتهاد رأساً في اللغة، حسبك أن إسحاق بن راهويه قال: الله يحب الإنصاف، أبو عبيد أعلم مني ومن الشافعي ومن أحمد. توفي أبو عبيد سنة أربع وعشرين ومائتين، وقد ألَّف كتاب ((غريب الحديث)) وما تعرَّض لأخبار الصفات بتفسير، بل عنده أن لا تفسير لذلك غير موضوع الخطاب العربي والله أعلم].
أقول في بيان بطلان هذا النقل ونسبته للقاسم بن سلام:
أولاً: ما يروى من قولهم :" أين كان ربنا"؛ هذا حديث موضوع تقدَّم تخريجه برقم (12) من كتاب " العلو"، وحديث: ((ضحك ربنا من قنوط عبده..)). رواه أحمد (4/11-12) وابن ماجه (181) وهو حديث باطل راويه حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عُدُس عن أبي رَزِين العُقَيلي، وحماد لا يؤخذ بأحاديثه في هذه المضائق وقد تكلمنا على هذا الإسناد التالف في التعليق على النص رقم (12) في هذا الكتاب " كتاب العلو" فارجع إليه!
ثانياً:
في حكمه على الأحاديث الوارده بأنها صحاح نقول : هل كان أبو عبيد يجهل أنَّ هذه الأحاديث موضوعة وهو من أئمة الاجتهاد؟! إن هذه الأكاذيب التي يأتي بها ابن كادش والعشاري على أبي عبيد ظاهرة الوضع والبطلان!!
ثالثاً:
في الترويج أن مذهب ابن سلام التفويض في قوله( لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره) ؛هذا كذب مبين لم يثبت عن القاسم بن سلام!! وأنى يصح وفي السند ابن كادش والعشاري الحنبليان الكذابان الوضاعان المشهوران؟! وما نقلاه عن الدارقطني وكتاب "الرؤية" له كذب لا يصح لأنه منقول من طريقهما!! ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (2/198/760) والأزهري في "تهذيب اللغة" (9/45) وقد استقصينا الكلام عليها في شرحنا على الجوهرة (1/501). وهذا القول المروي عن أبي عبيد باطل من جهتين رئيسيتين: (الأولى): أن راويه هو العباس الدوري وهو مردود الرواية وكان يشرب النبيذ حتى تتخابطه الحيطان كما في التعليق على النص رقم (359) وهو يَرْوِي أيضاً عن آخرين مثل هذا النص بالضبط، و(الجهة الثانية): ثبوت التأويل والتفسير عن القاسم بن سلام! وكل هذا يؤكّد كذب هذا النقل عن القاسم بن سلام! فقد نقل أبو عوانة في صحيحه (2/486/3937) عند حديث: (تأتي سورة البقرة وآل عمران كذا وكذا يوم القيامة كأنهما غمامتان) أن أبا عبيد القاسم بن سلام فسره بقوله: (يأتي ثوابهما) كما فسره وأوله أحمد بن حنبل فيما رواه الخلال، قال أبو عوانة: [قال أبو عبيد في قوله: يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان إنما هو الثواب وهو بَيِّنٌ في الكتاب والسنة]. وكذلك قال القاسم بن سلام (157-224هـ) في حديث السبحات - مُنْكِرَاً - إنَّه لا تُعرف (السُبُحات) في لغة العرب، ولم يُسمع بها إلا في هذا الحديث!! ونصه في كتابه "غريب الحديث" (3/173): (وهذا الحرف قوله: "سُبُحات وجهه" لم نسمعه إلا في هذا الحديث). ثم كيف يقر القاسم مثل هذه الأحاديث الموضوعة البينة الضعف؟! ثم إن من مشايخ أبي عبيد القاسم بن سلام: (معمر بن المثنى أبو عبيدة) - بزيادة التاء المربوطة - اللغوي المولود سنة 114هـ صاحب كتاب "مجاز القرآن" وأخذ القاسم أيضاً من النضر بن شميل والأصمعي فكيف يكون أبو عبيد لم يظفر بمن يفسر الآيات والأحاديث ويبين معانيها؟! وقد قال أبو عبيدة في كتاب "مجاز القرآن" الذي أوَّل فيه {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}، بالشدة، وأوَّل فيه {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}، بثواب الله تعالى، فكيف يقول أبو عبيد: (لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يُفَسِّرُه)؟! وبهذا يظهر أن هذه الرواية التي ينقلها الدوري عن أبي عبيد القاسم من جملة ما صنعه الحنابلة من أكاذيب الأقوال التي نسبوها إلى من قبلهم من علماء السلف!
رابعاً:
قول الذهبي ( وما تعرَّض لأخبار الصفات بتفسير) هذا غير صحيح وقد تقدم أنه قال بأن السبحات لا تعرف في لغة العرب ولم ترد إلا في هذا الحديث!! فالذهبي يهوِّل ويريد أن يجعل الرجل من مؤيدي عقيدته التيمية! وليس هذا بشيء! وعلى كل حال فقول أبو عبيد ليس من الحجج الشرعية! وقد فسَّرَ إتيان البقرة وآل عمران بإتيان ثوابهما.
خامساً:
قوله: (غير موضوع الخطاب العربي) كلام غير صحيح وهو من اجتهادات الذهبي الفاسدة ومن كيسه بلا علم!! استنباطاً من كلام مكذوب على أبي عبيد!! لا سيما وقد نصَّ في ميزانه وكتبه الأخرى على عدم الوثوق بابن كادش والعشاري!!
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(431):
[ أبو عبيد القاسم بن سلام(150 ـ 224):
431- أخبرنا ابن علوان، أنا البهاء عبدالرحمن، أنا عبدالمغيث بن زهير، أنا ابن كادش، أنا محمد بن علي العشاري، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمد بن مخلد، نا العباس الدوري، سمعت أبا عبيد وذكر الباب الذي يروى فيه حديث الرؤية و ((الكرسي موضع القدمين)) ، و ((ضحك ربنا)) وحديث ((أين كان ربنا؟)) فقال: هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهي عندنا حق لا نشك فيها، ولكن إذا قيل لنا: كيف وضع قدمه، وكيف يضحك؟ قلنا: لا نُفَسّر هذا ولا سمعنا أحداً يُفَسّره.
كان أبو عبيد من أئمة الاجتهاد رأساً في اللغة، حسبك أن إسحاق بن راهويه قال: الله يحب الإنصاف، أبو عبيد أعلم مني ومن الشافعي ومن أحمد. توفي أبو عبيد سنة أربع وعشرين ومائتين، وقد ألَّف كتاب ((غريب الحديث)) وما تعرَّض لأخبار الصفات بتفسير، بل عنده أن لا تفسير لذلك غير موضوع الخطاب العربي والله أعلم].
أقول في بيان بطلان هذا النقل ونسبته للقاسم بن سلام:
أولاً: ما يروى من قولهم :" أين كان ربنا"؛ هذا حديث موضوع تقدَّم تخريجه برقم (12) من كتاب " العلو"، وحديث: ((ضحك ربنا من قنوط عبده..)). رواه أحمد (4/11-12) وابن ماجه (181) وهو حديث باطل راويه حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عُدُس عن أبي رَزِين العُقَيلي، وحماد لا يؤخذ بأحاديثه في هذه المضائق وقد تكلمنا على هذا الإسناد التالف في التعليق على النص رقم (12) في هذا الكتاب " كتاب العلو" فارجع إليه!
ثانياً:
في حكمه على الأحاديث الوارده بأنها صحاح نقول : هل كان أبو عبيد يجهل أنَّ هذه الأحاديث موضوعة وهو من أئمة الاجتهاد؟! إن هذه الأكاذيب التي يأتي بها ابن كادش والعشاري على أبي عبيد ظاهرة الوضع والبطلان!!
ثالثاً:
في الترويج أن مذهب ابن سلام التفويض في قوله( لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره) ؛هذا كذب مبين لم يثبت عن القاسم بن سلام!! وأنى يصح وفي السند ابن كادش والعشاري الحنبليان الكذابان الوضاعان المشهوران؟! وما نقلاه عن الدارقطني وكتاب "الرؤية" له كذب لا يصح لأنه منقول من طريقهما!! ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (2/198/760) والأزهري في "تهذيب اللغة" (9/45) وقد استقصينا الكلام عليها في شرحنا على الجوهرة (1/501). وهذا القول المروي عن أبي عبيد باطل من جهتين رئيسيتين: (الأولى): أن راويه هو العباس الدوري وهو مردود الرواية وكان يشرب النبيذ حتى تتخابطه الحيطان كما في التعليق على النص رقم (359) وهو يَرْوِي أيضاً عن آخرين مثل هذا النص بالضبط، و(الجهة الثانية): ثبوت التأويل والتفسير عن القاسم بن سلام! وكل هذا يؤكّد كذب هذا النقل عن القاسم بن سلام! فقد نقل أبو عوانة في صحيحه (2/486/3937) عند حديث: (تأتي سورة البقرة وآل عمران كذا وكذا يوم القيامة كأنهما غمامتان) أن أبا عبيد القاسم بن سلام فسره بقوله: (يأتي ثوابهما) كما فسره وأوله أحمد بن حنبل فيما رواه الخلال، قال أبو عوانة: [قال أبو عبيد في قوله: يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان إنما هو الثواب وهو بَيِّنٌ في الكتاب والسنة]. وكذلك قال القاسم بن سلام (157-224هـ) في حديث السبحات - مُنْكِرَاً - إنَّه لا تُعرف (السُبُحات) في لغة العرب، ولم يُسمع بها إلا في هذا الحديث!! ونصه في كتابه "غريب الحديث" (3/173): (وهذا الحرف قوله: "سُبُحات وجهه" لم نسمعه إلا في هذا الحديث). ثم كيف يقر القاسم مثل هذه الأحاديث الموضوعة البينة الضعف؟! ثم إن من مشايخ أبي عبيد القاسم بن سلام: (معمر بن المثنى أبو عبيدة) - بزيادة التاء المربوطة - اللغوي المولود سنة 114هـ صاحب كتاب "مجاز القرآن" وأخذ القاسم أيضاً من النضر بن شميل والأصمعي فكيف يكون أبو عبيد لم يظفر بمن يفسر الآيات والأحاديث ويبين معانيها؟! وقد قال أبو عبيدة في كتاب "مجاز القرآن" الذي أوَّل فيه {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}، بالشدة، وأوَّل فيه {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}، بثواب الله تعالى، فكيف يقول أبو عبيد: (لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يُفَسِّرُه)؟! وبهذا يظهر أن هذه الرواية التي ينقلها الدوري عن أبي عبيد القاسم من جملة ما صنعه الحنابلة من أكاذيب الأقوال التي نسبوها إلى من قبلهم من علماء السلف!
رابعاً:
قول الذهبي ( وما تعرَّض لأخبار الصفات بتفسير) هذا غير صحيح وقد تقدم أنه قال بأن السبحات لا تعرف في لغة العرب ولم ترد إلا في هذا الحديث!! فالذهبي يهوِّل ويريد أن يجعل الرجل من مؤيدي عقيدته التيمية! وليس هذا بشيء! وعلى كل حال فقول أبو عبيد ليس من الحجج الشرعية! وقد فسَّرَ إتيان البقرة وآل عمران بإتيان ثوابهما.
خامساً:
قوله: (غير موضوع الخطاب العربي) كلام غير صحيح وهو من اجتهادات الذهبي الفاسدة ومن كيسه بلا علم!! استنباطاً من كلام مكذوب على أبي عبيد!! لا سيما وقد نصَّ في ميزانه وكتبه الأخرى على عدم الوثوق بابن كادش والعشاري!!