صفحة 1 من 1

بيان عدم ثبوت ما ينسب لإسحاق بن راهوية من أنه يقول في حديث النزول:( لا يقال كيف، إنما ينزل بلا كيف):

مرسل: الأربعاء إبريل 10, 2024 5:24 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان عدم ثبوت ما ينسب لإسحاق بن راهوية من أنه يقول في حديث النزول:( لا يقال كيف، إنما ينزل بلا كيف):

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(449):
[449- قال أبـو حامد بن الشرقي: سمعت حمدان السلمي، وأبا داود الخفاف يقولان: سمعنا إسحاق يقول: قال لي ابن طاهر: يا أبا يعقوب، هذا الذي ترويه ينزل ربنا كل ليلة كيف ينزل؟ قلت: أعزَّ الله الأمير لا يقال كيف، إنما ينزل بلا كيف].

أقول في بيان عدم صحة ثبوت هذا الكلام عن إسحاق:

لا يثبت هذا!! وهذا فيما يظهر نقله الذهبي من كتاب "المعلم بشيوخ البخاري ومسلم" ص (99و593) لأبي بكر بن خلفون (636هـ) فقال هناك: [فذكر أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي قال: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول:...] فذكره، والجوزقي توفي سنة (388هـ)!! فبين ابن خلفون والجوزقي انقطاع إلا أن يثبت لنا الإسناد أو نراه في كتاب الجوزقي! وهذا الكلام من إسحاق إن ثبت عنه فإنه يفيد تفويض معناه وتنزيه الله تعالى عن الكيف! لا أنه له كيفاً مجهولاً! وذكر ابن خلفون هناك أن يحيى بن يحيى كتب إلى الأمير عبد الله بن طاهر أن يقضي دَين إسحاق بن راهويه: [وقضى دينه ثلاثين ألف درهم وصيره من جلسائه].
[ملاحظة مهمة جداً]: قال الألباني المتناقض!! في "مختصر العلو" ص (193): [... حمدان السلمي لم أعرفه، ومثله قرينه أبو داود الخفاف....] وذكر كلاماً طويلاً ثمَّ قال في آخره: [فاستبعدت أن يكون الخفاف هذا هو أحمد بن نصر الحافظ، وفي الوقت نفسه لم يتبين لي من هو؟ فمن كان عنده علم فليتفضل به علينا نكن له من الشاكرين]. وأقـول لهذا الألمعي المتناقض!!: اعلم أنَّ (أبا داود الخفاف هو سليمان بن داود) وهو مترجـم في "الجرح والتعديل" (4/115)!! قال ابن أبي حاتم الرازي هناك: ((سليمان بن داود أبو داود الخفاف النيسابوري، روى عن يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه، صدوق)). وله ترجمة أيضاً في ثقات ابن حِبَّان (8/282). وأما (حمدان السلمي فهو أحمد بن يوسف بن خالد) الإمام الحافظ محدث نيسابور أبو الحسن السلمي النيسابوري المعروف بحمدان السلمي، وهو من رجال مسلم وأبي داود والنَّسائي وابن ماجه، له ترجمة في كتب رجال الستة كـ "تهذيب الكمال" (1/522)، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/81): ((أحمد بن يوسف المعروف بحمدان بن يوسف السلمي..)). فتأمل!! فهل يشكر هذا الكنود أم لا؟!! وأما (ابن الشرقي واسمه أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن 240-325هـ) فقد تكلَّم فيه الحافظ ابن عقدة كما في "تذكرة الحفـاظ" (3/821) و "لسان الميزان" (1/335). وهو ممن روى عنه وابن عقدة حافظ كبير وإمام شهير عاداه بعض نواصب الحفاظ للتشيع ولا يضرّه ذلك وقال الدارقطني أنه لو تكلم في ابن الشرقي يحيى بن معين فإن ذلك لن يضر ابن الشرقي! ولا قيمة لذلك!! وهو مترجم في عدة كتب منها"لسان الميزان" (1/287).