بيان عدم صحة ما ينقل عن ابن الأعرابي وأنه يقول:( العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد):
مرسل: الأربعاء إبريل 10, 2024 5:36 pm
بيان عدم صحة ما ينقل عن ابن الأعرابي وأنه يقول:( العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد):
قال الذهبي في كتابه " العلو "النص رقم(454):
[454- وبه قال الخطيب: وأنا الأزهري، أنا محمد بن العباس، أنا نفطويه، نا داود بن علي قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله: ما معنى قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه:5، قال: هو على عرشه كما أخبر. فقال الرجل: ليس كذاك، إنما معناه: استولى، فقال: اسكت ما يدريك ما هذا، العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له، وهو على عرشه كما أخبر. ثمَّ قال: والاستيلاء بعد المغالبة قال النابغة:
ألا لمثلك أو من أنت سابقــــه سبق الجواد إذا استولى على الأمـد
مات ابن الأعرابي رحمه الله تعالى في سنة إحدى وثلاثين ومائتين].
أقول في بيان عدم صحة هذا الكلام:
إذن العرب تستعمل استوى بمعنى استولى إذا كان فيه مضاد!! فتفسير الاستواء بالاستيلاء معروف عندها بإقرار ابن الأعرابي!! ولكنه لا يريد تفسير هذه الآية بالاستيلاء لأنه كما يزعم يقتضي المغالبة!!
ثم إن هذا الكلام إسناده ضعيف!! رواه الخطيب الغدادي في "تاريخ بغداد" (5/284)، و(محمد بن العباس) فيه كلام وهو: [محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ أبو عمر الخزاز المعروف بابن حيويه... قال الخطيب: كان ثقة سمع الكثير وكتب طول عمره وروى المصنفات الكبار كطبقات بن سعد ومغازي الواقدي ومصنفات أبي بكر الأنباري وتاريخ بن أبي خيثمة وأشياء. قال: وقال لنا البرقاني: سمعته يقول: ولدت سنة خمس وتسعين ومائتين. وقال الأزهري: كان مكثراَ وكان فيه تسامح ربما أراد ان يقرأ شيئا فيقرأ من غير أصله وكان مع ذلك ثقة .. وقال البرقاني: هو ثقة ثبت حجة. وقال ابن أبي الفوارس في تاريخه: مات سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة وكان فيه تساهل]. كما في "لسان الميزان" لابن حجر (5/214) و"تاريخ بغداد" (3/121). ونفطويه توفي سنة 319 كما في "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر (1/109) وهو: إبراهيم بن عرفة هو إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه النحوي (240-319هـ) وبعضهم يقول: (323)، قال الذهبي في "الميزان" : [إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه مشهور له تصانيف بقي إلى حدود العشرين وثلاث مائة قال الدارقطني: ليس بقوي. ومرَّة: لا بأس به، وقال الخطيب: كان صدوقاً]. إنما يحاول الخطيب والذهبي المقلد للخطيب تحسين حاله ووصفه بالصدق ليصححا ما يروي لهما من طامات العقيدة الحنبلية! وأورده الذهبي أيضاً في كتاب "الضعفاء" (برقم6668) وقال: (صدوق) ونقل طعن الدارقطني فيه. ولا عبرة هنا بقول الخطيب والذهبي بأنه صدوق. قلت: لما توفي نفطويه صلى عليه البربهاري الحنبلي المتشدد وهذا يدل على أنه كان على مذهبهم وتوجههم العقائدي. فصلاة البربهاري الحنبلي المتشدد عليه جعلته من أهل الصدق عند الخطيب الذي كان حنبلياً ساعة تأليفه التاريخ! ولنفطويه كتاب في الرد على من قال بخلق القرآن! وهذا يدل على أنه من المتحنبلة! وهذه الحكاية أوردها الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (13/406) على أنَّ الهروي رواها في ((ذم الكلام))، وأوردها ابن منظور في "لسان العرب"(14/414)، ورواها اللالكائي (3/399/666) من طريق محمد بن جعفر النحوي إجازة عن نفطويه، والنحوي هذا هو ابن النجار المقرىء وهو معمَّر مسند لم أر من وثقه في الرواية وترجمته في "تاريخ بغداد" (2/138)، كما روى القصة البيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (415) وهي مضطربة المتن. ولَإنْ ثبتت القصة فالسائل هو داود بن علي الظاهري وهو أحـد الحفـاظ والأئمـة الورعين الثقات، ولد سنـة (200) أو (202) وكان يقول بأنَّ القرآن مُحْدَث وأنَّ لفظه به مخلوق وهو القول الصواب الذي جاءت أدلته في الكتاب والسنة ولذا حاربه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وشيعتهم من المحدثين الجامدين كما تجدون ذلك في ترجمته في مثل "سير أعلام النبلاء" (13/97-108) و "لسان الميـزان" (2/517). فداود الظاهري كان منكراً على ابن الأعرابي هذه الأمور!! ومخالفاً له فيها!! كما يتبين من هذا النص والذي قبله!! لا سيما والاضطراب واقع فيه إذ كان سائل ابن الأعرابي تارة أحمد بن أبي دؤاد وتارة رجلاً مجهولاً وتارة داود الظاهري!! وكلام ابن الأعرابي مردود سواء ثبت عنه أم لم يثبت!! وادّعاؤه بأنَّ هذا يقتضي المغالبة باطل من القول!! وهو فاسد بدليل آيات كثيرة يقتضي ظاهرها معنى المغالبة مع أنه لا يوجد في الحقيقة من يغالب الله تعالى، ومع زعمهم أن ظاهرها يقتضي المغالبة فإن ذلك لا يضر!! فالله تعالى ذكر المغالبة صراحة في كتابه العزيز فقال سبحانه: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}يوسف:21، وقوله تعالى {لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}غافر:16، فنقول لمن يقول بأنه يقتضي معنى المغالبة هل كان الملك قبل ذلك اليوم في هذا الوجود لغيره سبحانه؟! إن قلتم: نعم فقد كفرتم وأنكرتم آيات كثيرة!! وإن قلتم: لا، فقد اتفقتم معنا منزهي أهل السنة ومع المعتزلة(!!) والجهمية(!!) من أن قولنا وقولهم لا يقتضي المغالبة في تفسير الاستواء بالاستيلاء!! والمهم أن كلام ابن الأعرابي هذا إن ثبت عنه فهو مردود عليه وهو من أبطل الباطل!! وأقوال الرجال وآراؤهم لا حجة فيها!! وخاصة إن كانت كما هنا مضادة للأدلة الشرعية واللغوية حقيقة!!
قال الذهبي في كتابه " العلو "النص رقم(454):
[454- وبه قال الخطيب: وأنا الأزهري، أنا محمد بن العباس، أنا نفطويه، نا داود بن علي قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله: ما معنى قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه:5، قال: هو على عرشه كما أخبر. فقال الرجل: ليس كذاك، إنما معناه: استولى، فقال: اسكت ما يدريك ما هذا، العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له، وهو على عرشه كما أخبر. ثمَّ قال: والاستيلاء بعد المغالبة قال النابغة:
ألا لمثلك أو من أنت سابقــــه سبق الجواد إذا استولى على الأمـد
مات ابن الأعرابي رحمه الله تعالى في سنة إحدى وثلاثين ومائتين].
أقول في بيان عدم صحة هذا الكلام:
إذن العرب تستعمل استوى بمعنى استولى إذا كان فيه مضاد!! فتفسير الاستواء بالاستيلاء معروف عندها بإقرار ابن الأعرابي!! ولكنه لا يريد تفسير هذه الآية بالاستيلاء لأنه كما يزعم يقتضي المغالبة!!
ثم إن هذا الكلام إسناده ضعيف!! رواه الخطيب الغدادي في "تاريخ بغداد" (5/284)، و(محمد بن العباس) فيه كلام وهو: [محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ أبو عمر الخزاز المعروف بابن حيويه... قال الخطيب: كان ثقة سمع الكثير وكتب طول عمره وروى المصنفات الكبار كطبقات بن سعد ومغازي الواقدي ومصنفات أبي بكر الأنباري وتاريخ بن أبي خيثمة وأشياء. قال: وقال لنا البرقاني: سمعته يقول: ولدت سنة خمس وتسعين ومائتين. وقال الأزهري: كان مكثراَ وكان فيه تسامح ربما أراد ان يقرأ شيئا فيقرأ من غير أصله وكان مع ذلك ثقة .. وقال البرقاني: هو ثقة ثبت حجة. وقال ابن أبي الفوارس في تاريخه: مات سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة وكان فيه تساهل]. كما في "لسان الميزان" لابن حجر (5/214) و"تاريخ بغداد" (3/121). ونفطويه توفي سنة 319 كما في "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر (1/109) وهو: إبراهيم بن عرفة هو إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه النحوي (240-319هـ) وبعضهم يقول: (323)، قال الذهبي في "الميزان" : [إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه مشهور له تصانيف بقي إلى حدود العشرين وثلاث مائة قال الدارقطني: ليس بقوي. ومرَّة: لا بأس به، وقال الخطيب: كان صدوقاً]. إنما يحاول الخطيب والذهبي المقلد للخطيب تحسين حاله ووصفه بالصدق ليصححا ما يروي لهما من طامات العقيدة الحنبلية! وأورده الذهبي أيضاً في كتاب "الضعفاء" (برقم6668) وقال: (صدوق) ونقل طعن الدارقطني فيه. ولا عبرة هنا بقول الخطيب والذهبي بأنه صدوق. قلت: لما توفي نفطويه صلى عليه البربهاري الحنبلي المتشدد وهذا يدل على أنه كان على مذهبهم وتوجههم العقائدي. فصلاة البربهاري الحنبلي المتشدد عليه جعلته من أهل الصدق عند الخطيب الذي كان حنبلياً ساعة تأليفه التاريخ! ولنفطويه كتاب في الرد على من قال بخلق القرآن! وهذا يدل على أنه من المتحنبلة! وهذه الحكاية أوردها الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (13/406) على أنَّ الهروي رواها في ((ذم الكلام))، وأوردها ابن منظور في "لسان العرب"(14/414)، ورواها اللالكائي (3/399/666) من طريق محمد بن جعفر النحوي إجازة عن نفطويه، والنحوي هذا هو ابن النجار المقرىء وهو معمَّر مسند لم أر من وثقه في الرواية وترجمته في "تاريخ بغداد" (2/138)، كما روى القصة البيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (415) وهي مضطربة المتن. ولَإنْ ثبتت القصة فالسائل هو داود بن علي الظاهري وهو أحـد الحفـاظ والأئمـة الورعين الثقات، ولد سنـة (200) أو (202) وكان يقول بأنَّ القرآن مُحْدَث وأنَّ لفظه به مخلوق وهو القول الصواب الذي جاءت أدلته في الكتاب والسنة ولذا حاربه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وشيعتهم من المحدثين الجامدين كما تجدون ذلك في ترجمته في مثل "سير أعلام النبلاء" (13/97-108) و "لسان الميـزان" (2/517). فداود الظاهري كان منكراً على ابن الأعرابي هذه الأمور!! ومخالفاً له فيها!! كما يتبين من هذا النص والذي قبله!! لا سيما والاضطراب واقع فيه إذ كان سائل ابن الأعرابي تارة أحمد بن أبي دؤاد وتارة رجلاً مجهولاً وتارة داود الظاهري!! وكلام ابن الأعرابي مردود سواء ثبت عنه أم لم يثبت!! وادّعاؤه بأنَّ هذا يقتضي المغالبة باطل من القول!! وهو فاسد بدليل آيات كثيرة يقتضي ظاهرها معنى المغالبة مع أنه لا يوجد في الحقيقة من يغالب الله تعالى، ومع زعمهم أن ظاهرها يقتضي المغالبة فإن ذلك لا يضر!! فالله تعالى ذكر المغالبة صراحة في كتابه العزيز فقال سبحانه: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}يوسف:21، وقوله تعالى {لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}غافر:16، فنقول لمن يقول بأنه يقتضي معنى المغالبة هل كان الملك قبل ذلك اليوم في هذا الوجود لغيره سبحانه؟! إن قلتم: نعم فقد كفرتم وأنكرتم آيات كثيرة!! وإن قلتم: لا، فقد اتفقتم معنا منزهي أهل السنة ومع المعتزلة(!!) والجهمية(!!) من أن قولنا وقولهم لا يقتضي المغالبة في تفسير الاستواء بالاستيلاء!! والمهم أن كلام ابن الأعرابي هذا إن ثبت عنه فهو مردود عليه وهو من أبطل الباطل!! وأقوال الرجال وآراؤهم لا حجة فيها!! وخاصة إن كانت كما هنا مضادة للأدلة الشرعية واللغوية حقيقة!!