بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن أبي ثور من أنه يكفّر من قال بخلق القرآن:
مرسل: الخميس إبريل 11, 2024 8:57 pm
بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن أبي ثور من أنه يكفّر من قال بخلق القرآن:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(459):
أبو ثور من أئمة الاجتهاد (170تقريباً ـ 240):
459- قال ابن أبي حاتم، نا أعين بن زيد، سمعت أبا ثور إبراهيم بن خالد الإمام يقول: من زعم أنَّ القرآن مخلوق فهو كافر بالله، ولا يكون الرجل صاحب سنة حتى يكون فيه ثلاث خصال: يقول القرآن ليس بمخلوق، ويقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، ويترك قراءة حمزة.
أبو ثور أحد أوعية العلم أخذ عن سفيان بن عُيَيْنَة والكبار، توفي سنة أربعين ومائتين ببغداد].
أقول بيان بطلان وعدم صحة هذا النقل:
هذا المروي عن أبي ثور لا يثبت من ناحية إسناده والمنقول عن أبي ثور خلاف هذا واسم أبي ثور إبراهيم بن خالد!! و(أعين بن زيد) لم أر من ترجمه إلا ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (2/325) وقال: ((صدوق))(!!) ولا عبرة بقول ابن أبي حاتم إذا انفرد بقوله (صدوق) عن الحنابلة ومن لف لفهم من المجسمة ورواة الأقوال الشاذة والباطلة والتجسيمية وما هو ضد الجهمية، وهذه قاعدة حديثية أُقَعِّدُها وأؤكِّد عليها بعد الاستقراء والتتبع لأقوال ابن أبي حاتم وما يصنعه ويتصرَّف فيه، وقد نص هو - ونقلناه فيما سبق - أن الصدوق قد لا يحتج بروايته! وقد مثَّلنا على ذلك أمثلة في التعليق على النص رقم (360) ومن ذلك: قول والده أبي حاتم: [أحمد بن هاشم: صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به] "الجرح" (2/80). وقول أبي حاتم في القاسم بن الحكم العرني: [محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وسئل أبو زرعة عنه فقال: صدوق]. "الجرح" (7/109). وما انفرد بروايته ابن أبي حاتم وخاصة في كتابه "الرد على الجهمية" فمما لا يعول عليه! بل يُضْرَب به عُرْض الحائط! فالمنقول عن أبي ثور أنه كان ممن يقولون بأن لفظهم بالقرآن مخلوق كما ذكر ذلك ابن عبد البر في "الانتقاء" ص (106) فنقله عن الكرابيسي وأبي ثور وداود بن علي وعبد الله بن كلاب وطبقاتهم، وأزيد أن ممن قال بذلك أيضاً البخاري ومسلم، مع أن أحمد بن حنبل وشيعته يقولون بأن ذلك كفر وتجهُّم! بل خالف أبو ثور أحمدَ بنَ حنبل في حديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن) فقال إنما هو على صورته وردَّ رواية (على صورة الرحمن)! فقد جاء في "طبقات الحنابلة" (1/211-212): [وقال زكريا بن الفرج: سألت عبد الوهاب غير مرة عن أبي ثور فأخبرني أن أبا ثور جهمي، وذلك أنه قطع بقول أبي يعقوب الشعراني، حكى أنه سأل أبا ثور عن خلق آدم على صورته فقال: إنما هو على صورة آدم ليس هو على صورة الرحمن. قال زكريا فقلت: بعد ذلك لعبد الوهاب ما تقول في أبي ثور فقال: ما أدين فيه إلا بقول أحمد بن حنبل يهجر أبو ثور ومن قال: بقوله]. كما تجدون ذلك أيضاً في كتاب التويجري الوهابي المتهاوي ((عقيدة أهل الإيمان)) ص (17) وما بعدهـا!! وفي "طبقات الحنابلة" (1/92) أيضاً: [إبراهيم بن أبان الموصلي عنده عن إمامنا مسائل: منها قال: سمعت أبا عبد الله وجاءه رجل فقال: إني سمعت أبا ثور يقول إن الله خلق آدم على صورة نفسه فأطرق طويلاً ثم ضرب بيده على وجهه. ثم قال: هذا كلام سوء هذا كلام جهم هذا جهمي لا تقربوه]. وكان ابن حنبل يقول عن أبي ثور قبل ذلك: [قال أحمد: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ الثوري.. وقال لرجل سأله عن مسألة: سل الفقهاء سل أبا ثور]. كما في "الكاشف" للذهبي (برقم 134) و"تهذيب التهذيب" (1/102) للحافظ ابن حجر. وقد حارب أحمدُ بن حنبل أيضاً الإمامَ الحافظ إسحاق بن أبي إسرائيل لأنه خالفه في القرآن وهو أسن من أحمد (150-246هـ) ففي "الميزان" للذهبي (1/182) والتاريخ له (18/170) نقلاً عن "تاريخ بغداد" (6/360): [قال السّرّاج: سمعتُ إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصِّبيان يقولون: كلام اللَّه غير مخلوق. ألا قَالُوا كلام اللَّه وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بن حنبل. قال إسحاق بْن دَاوُد: قال أحمد بْن حنبل: تجَّهمَ ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بْن يحيى الْمَكِّيّ: ذكرتُ لأبي عبد الله إسحاقَ بْنَ أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق. وقال إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ: سمعتُ أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل، ذَكَر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وَكَثْرة سماعه شكَّ، فصار ضالّا شكّاكاً]. والمسائل الثلاثة المذكورة هنا في النص أعلاه إن ثبتت عن أبي ثور فقد أخطأ فيها!! فالقرآن مخلوق ومحدث بنص التنزيل، والإمام أبو حنيفة وأتباعه وهم آلاف العلماء وملايين المسلمين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص كما هو مدوّن في كتب عقائد وآراء الماتريدية!! وقراءة حمزة أحدى القراءات السبعة المقبولة عند المسلمين!! والخلاصة أنه قد تبين أن أبا ثور ليس على عقيدة هؤلاء المجسمة، وواقعه وإنكاره عليهم وعلى أحمد بن حنبل يؤكّد ردَّ هذه الرواية التي ساقها الذهبي هنا عن رجل مجهول يروي عن أبي ثور قال عنه ابن أبي حاتم إنه صدوق. والكلام في أبي ثور رحمه الله تعالى طويل الذيل لا نريد أن نطيل فيه ههنا بما يخرج عن الحد، وإنما يكفي أن نكشف بطلان هذا المروي عن هذا الإمام رحمه الله. والله الموفق.
و أبو ثور رحمه الله تعالى كان ضد طائفة المتمسلفين أهل الحديث فيما أحسب وكان من أئمة الاجتهاد أصحاب العقول، لذا حاولت شيعة أحمد بن حنبل أن تنال منه، وأعجبني دفاع الذهبي عنه بعدما كَبر وعقل حيث يقول في ترجمة أبي ثور من ((سير أعلام النبلاء)) (12/57-76): ((وقال أبو حاتم: يتكلَّم بالرأي، فيخطىء ويصيب، ليس محله محل المُسْمِعين في الحديث. قلت: بل هو حجة بلا تردد)).
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(459):
أبو ثور من أئمة الاجتهاد (170تقريباً ـ 240):
459- قال ابن أبي حاتم، نا أعين بن زيد، سمعت أبا ثور إبراهيم بن خالد الإمام يقول: من زعم أنَّ القرآن مخلوق فهو كافر بالله، ولا يكون الرجل صاحب سنة حتى يكون فيه ثلاث خصال: يقول القرآن ليس بمخلوق، ويقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، ويترك قراءة حمزة.
أبو ثور أحد أوعية العلم أخذ عن سفيان بن عُيَيْنَة والكبار، توفي سنة أربعين ومائتين ببغداد].
أقول بيان بطلان وعدم صحة هذا النقل:
هذا المروي عن أبي ثور لا يثبت من ناحية إسناده والمنقول عن أبي ثور خلاف هذا واسم أبي ثور إبراهيم بن خالد!! و(أعين بن زيد) لم أر من ترجمه إلا ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (2/325) وقال: ((صدوق))(!!) ولا عبرة بقول ابن أبي حاتم إذا انفرد بقوله (صدوق) عن الحنابلة ومن لف لفهم من المجسمة ورواة الأقوال الشاذة والباطلة والتجسيمية وما هو ضد الجهمية، وهذه قاعدة حديثية أُقَعِّدُها وأؤكِّد عليها بعد الاستقراء والتتبع لأقوال ابن أبي حاتم وما يصنعه ويتصرَّف فيه، وقد نص هو - ونقلناه فيما سبق - أن الصدوق قد لا يحتج بروايته! وقد مثَّلنا على ذلك أمثلة في التعليق على النص رقم (360) ومن ذلك: قول والده أبي حاتم: [أحمد بن هاشم: صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به] "الجرح" (2/80). وقول أبي حاتم في القاسم بن الحكم العرني: [محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وسئل أبو زرعة عنه فقال: صدوق]. "الجرح" (7/109). وما انفرد بروايته ابن أبي حاتم وخاصة في كتابه "الرد على الجهمية" فمما لا يعول عليه! بل يُضْرَب به عُرْض الحائط! فالمنقول عن أبي ثور أنه كان ممن يقولون بأن لفظهم بالقرآن مخلوق كما ذكر ذلك ابن عبد البر في "الانتقاء" ص (106) فنقله عن الكرابيسي وأبي ثور وداود بن علي وعبد الله بن كلاب وطبقاتهم، وأزيد أن ممن قال بذلك أيضاً البخاري ومسلم، مع أن أحمد بن حنبل وشيعته يقولون بأن ذلك كفر وتجهُّم! بل خالف أبو ثور أحمدَ بنَ حنبل في حديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن) فقال إنما هو على صورته وردَّ رواية (على صورة الرحمن)! فقد جاء في "طبقات الحنابلة" (1/211-212): [وقال زكريا بن الفرج: سألت عبد الوهاب غير مرة عن أبي ثور فأخبرني أن أبا ثور جهمي، وذلك أنه قطع بقول أبي يعقوب الشعراني، حكى أنه سأل أبا ثور عن خلق آدم على صورته فقال: إنما هو على صورة آدم ليس هو على صورة الرحمن. قال زكريا فقلت: بعد ذلك لعبد الوهاب ما تقول في أبي ثور فقال: ما أدين فيه إلا بقول أحمد بن حنبل يهجر أبو ثور ومن قال: بقوله]. كما تجدون ذلك أيضاً في كتاب التويجري الوهابي المتهاوي ((عقيدة أهل الإيمان)) ص (17) وما بعدهـا!! وفي "طبقات الحنابلة" (1/92) أيضاً: [إبراهيم بن أبان الموصلي عنده عن إمامنا مسائل: منها قال: سمعت أبا عبد الله وجاءه رجل فقال: إني سمعت أبا ثور يقول إن الله خلق آدم على صورة نفسه فأطرق طويلاً ثم ضرب بيده على وجهه. ثم قال: هذا كلام سوء هذا كلام جهم هذا جهمي لا تقربوه]. وكان ابن حنبل يقول عن أبي ثور قبل ذلك: [قال أحمد: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ الثوري.. وقال لرجل سأله عن مسألة: سل الفقهاء سل أبا ثور]. كما في "الكاشف" للذهبي (برقم 134) و"تهذيب التهذيب" (1/102) للحافظ ابن حجر. وقد حارب أحمدُ بن حنبل أيضاً الإمامَ الحافظ إسحاق بن أبي إسرائيل لأنه خالفه في القرآن وهو أسن من أحمد (150-246هـ) ففي "الميزان" للذهبي (1/182) والتاريخ له (18/170) نقلاً عن "تاريخ بغداد" (6/360): [قال السّرّاج: سمعتُ إسحاق بْن أَبِي إسرائيل يقول: هؤلاء الصِّبيان يقولون: كلام اللَّه غير مخلوق. ألا قَالُوا كلام اللَّه وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بن حنبل. قال إسحاق بْن دَاوُد: قال أحمد بْن حنبل: تجَّهمَ ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بْن يحيى الْمَكِّيّ: ذكرتُ لأبي عبد الله إسحاقَ بْنَ أبي إسرائيل فقال: ذاك أحمق. وقال إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ: سمعتُ أَبَا عبد الله أحمد بْن حنبل، ذَكَر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وَكَثْرة سماعه شكَّ، فصار ضالّا شكّاكاً]. والمسائل الثلاثة المذكورة هنا في النص أعلاه إن ثبتت عن أبي ثور فقد أخطأ فيها!! فالقرآن مخلوق ومحدث بنص التنزيل، والإمام أبو حنيفة وأتباعه وهم آلاف العلماء وملايين المسلمين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص كما هو مدوّن في كتب عقائد وآراء الماتريدية!! وقراءة حمزة أحدى القراءات السبعة المقبولة عند المسلمين!! والخلاصة أنه قد تبين أن أبا ثور ليس على عقيدة هؤلاء المجسمة، وواقعه وإنكاره عليهم وعلى أحمد بن حنبل يؤكّد ردَّ هذه الرواية التي ساقها الذهبي هنا عن رجل مجهول يروي عن أبي ثور قال عنه ابن أبي حاتم إنه صدوق. والكلام في أبي ثور رحمه الله تعالى طويل الذيل لا نريد أن نطيل فيه ههنا بما يخرج عن الحد، وإنما يكفي أن نكشف بطلان هذا المروي عن هذا الإمام رحمه الله. والله الموفق.
و أبو ثور رحمه الله تعالى كان ضد طائفة المتمسلفين أهل الحديث فيما أحسب وكان من أئمة الاجتهاد أصحاب العقول، لذا حاولت شيعة أحمد بن حنبل أن تنال منه، وأعجبني دفاع الذهبي عنه بعدما كَبر وعقل حيث يقول في ترجمة أبي ثور من ((سير أعلام النبلاء)) (12/57-76): ((وقال أبو حاتم: يتكلَّم بالرأي، فيخطىء ويصيب، ليس محله محل المُسْمِعين في الحديث. قلت: بل هو حجة بلا تردد)).