بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن يحيى بن معاذ من أنه يقول بمذهب المجسمة:
مرسل: الأربعاء إبريل 17, 2024 9:52 am
بيان بطلان وعدم صحة ما يروى عن يحيى بن معاذ من أنه يقول بمذهب المجسمة:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٤٧٠)
[ بن معاذ الرازي واعظ زمانه( 258):
470- قال أبو إسماعيل الأنصاري في الفاروق بإسناد إلى محمد بن محمود، سمعـت يحيى بن معاذ يقول: إنَّ الله على العرش بائن من خلقه، أحاط بكل شيء علماً، لا يشذ عن هذه المقالة إلا جهمي يمزج الله بخلقه].
أقول في بيان بطلان وعدم صحة هذا النقل:
يحيى بن معاذ الرازي رجمه الله تعالى ترجمته في "تاريخ بغداد" (14/211) وكان ينقل من الإسرائيليات أحياناً!! قال الحافظ الشريف أحمد ابن الصدّيق الغماري رحمه الله تعالى في"جؤنة العطار" (3/57): [اتفق الحفاظ والمحدثون.... ومن تبعهم من المتأخرين على أنَّ (حديث: مَنْ عرف نفسه عرف ربه) موضوع وأنه من كلام يحيى بن معاذ الرازي] ثمَّ ذكر أنه منقول من الإسرائيليات حيث جاء فيها: ((يا إنسان اعرف نفسك تعرف ربك)) ثم قال: [فكـان يحيى بـن معـاذ أخـذ ذلك من الإسرائيليات وذكره باللفظ المتداول فنسب إليه...].
( ) كذب على الرازي!! ولم نقف على إسناده لنحكم عليه ومحمد بن محمود لا يُعـرف من هو!! وقد اعترف بذلك متناقض عصرنا في "مختصر العلو" ص (208) فقال: [لم أعرفه ولم أقف على الإسناد إليه]. وكان عليه أن يحذف أسماء هؤلاء الرجال الذين لم تثبت الرواية عنهم فيما يريدون إثباته عن أصحابها، وخاصة إذا كانت تلك الأقوال في موضوع مغاير لعنوان الكتاب وموضوعه وهو العلو!! لكنه ذَكَر تلك الأسماء لِيُكَثِّرَ بها موافقيه زوراً ويخدع الأغرار بكثرتها!! قال الذهبي عن كتاب "الفاروق" لأبي إسماعيل الأنصاري المجسم في "سير أعلام النبلاء" (18/509): [وكان طوداً راسياً في السنة لا يتزلزل ولا يلين، لولا ما كدَّرَ كتابه "الفاروق في الصفات" بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها..]. ويقصد الذهبي بالسنة أي العقيدة التي يتبناها المجسمة من اعتماد أحاديث الصفات الواهية أو المؤوَّلة! وهذه المقالة المكذوبة المروية عن يحيى بن معاذ الرازي يرددها ابن تيمية في كتبه كثيراً ليقنع بها الصوفية فيقول: [وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ الرَّازِي" أَنَّهُ قَالَ: إنَّ اللَّهَ عَلَى الْعَرْشِ بَائِنٌ مِنْ الْخَلْقِ وَقَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا؛ لَا يَشُكُّ فِي هَذِهِ الْمَقَالَةِ إلَّا جهمي رَدِيءٌ ضِلِّيلٌ وَهَالِكٌ مُرْتَابٌ يَمْزُجُ اللَّهَ بِخَلْقِهِ وَيَخْلِطُ مِنْهُ الذَّاتَ بِالْأَقْذَارِ والأنتان]. انظر "مجموع الفتاوى" (5/49)، والاستقامة (1/186)، والحموية الكبرى ص (22) وغير ذلك. وقد جاء عن يحيى بن معاذ ما يخالف ذلك! فروى أبو نُعَيم في "الحلية" (10/60) قال: [أخبرنا عبد الواحد بن بكر، حدثني أحمد بن محمد بن علي البردعي، ثنا طاهر بن إسماعيل الرازي، قال: قيل ليحيى بن معاذ أخبرني عن الله ما هو؟ قال: إله واحد. قال: كيف هو؟ قال: ملك قادر. قال: أين هو؟ قال: بالمرصاد. قال: ليس عن هذا أسألك؟ قال يحيى: فذاك صفة المخلوق فأما صفة الخالق فقد أخبرتك]. ورواه أيضاً أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية" (برقم22)، والقشيري في "الرسالة القشيرية" (1/28).
إسناد هذه الرواية عن يحيى بن معاذ الرازي حسن وإليكم ذلك: أبو الفرج (عبد الواحد بن بكر) الورثاني له ترجمة في "تاريخ جرجان" ص (253) لحمزة الجرجاني، و"الأنساب" للسمعاني (5/587)، وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/207): [دخل جرجان في سنة خمس وستين في أيام الشيخ أبي بكر الإسماعيلي وسمع وحدث بجرجان بأخبار وأحاديث وحكايات توفي بالحجاز سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة]. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (26/521): [من فضلاء الصوفية]. و (أحمد بن محمد بن علي البردعي) نقل ابن عساكر في تاريخه (5/415) في ترجمة (أحمد بن محمد بن علي بن هارون البردعي): [كان من معادن الصدق]. قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" (1/184): [قلت: ومن شيوخ أبي سعد الإدريسي أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون البردعي الصوفي حدث عن طاهر بن إسماعيل الرازي]. وهناك رجل آخر وهو (محمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي) وقد ترجمه العطار في "نزهة الناظر" (برقم63) فقال: [محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي البردعي الحافظ يكنى أبا الحسن ويعرف بابن حرارة. أحد الحفاظ المشهورين والأكابر المكثرين... وذكر الخليلي أنه روى من حفظة سنتين زيادة على ثلاثين ألف حديث ولم يكن معه ورقة من الأصول وفي أماليه غرائب وكلام يستفيده كل من رآه، وأنه مات بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة]. وهو في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للحافظ الخليلي (2/783) وقال: (حافظ مذكور). وفي "إكمال الكمال" (2/74) لمغلطاي: [الحافظ، كان من الرحالة المجودين]. وفي كتاب "التدوين في أخبار قزوين" (1/66): [محمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي الحافظ المعروف بابن جرادة الأسدي أبو الحسن ورد قزوين وحدَّث بها قال الخليلي الحافظ في الإرشاد: هو وأبوه حافظان مذكوران]. ووصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (16/233) بالإمام الحافظ الرحَّال وأنه من شيوخ الحافظ الخليلي. وقال ابن العماد في "شذرات الذهب" (2/376): [وفيها محمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي الأسدي بن حرارة وحرارة لقب أبيه وكان محمد هذا حافظاً كبيراً نقاداً مكثراً]. ومع هذا كله يقول ابن تيمية في كتابه الاستقامة عن يحيى بن معاذ ومقولته هذه في التنزيه: [قلت: لا تعلم صحة هذا الكلام عن يحيى بن معاذ، إذ في الإسناد من لا نعرفه، وكلام يحيى بن معاذ عندهم دون كلام الكبار من أهل التحقيق في المعاملات وغيرها، فإنه يتكلم في الرجاء بكلام يشبه كلام سفلة المرجئة، لا يوافق أصول المشايخ الكبار المتمسكين بالسنة ويدَّعي في التوحيد مقاماً هو الغاية وقد عاب عليه أبو يزيد وغيره، وكلامه يشبه كلام الوعاظ وهي طريقة أبي القاسم ونحوه]. فجعله ابن تيمية من بابة سفلة المرجئة مع أنَّ الذهبي وابن تيمية يحتجان بكلامه الذي يرويه الأنصاري في "الفاروق" بسند مجهول! فتأملوا!
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٤٧٠)
[ بن معاذ الرازي واعظ زمانه( 258):
470- قال أبو إسماعيل الأنصاري في الفاروق بإسناد إلى محمد بن محمود، سمعـت يحيى بن معاذ يقول: إنَّ الله على العرش بائن من خلقه، أحاط بكل شيء علماً، لا يشذ عن هذه المقالة إلا جهمي يمزج الله بخلقه].
أقول في بيان بطلان وعدم صحة هذا النقل:
يحيى بن معاذ الرازي رجمه الله تعالى ترجمته في "تاريخ بغداد" (14/211) وكان ينقل من الإسرائيليات أحياناً!! قال الحافظ الشريف أحمد ابن الصدّيق الغماري رحمه الله تعالى في"جؤنة العطار" (3/57): [اتفق الحفاظ والمحدثون.... ومن تبعهم من المتأخرين على أنَّ (حديث: مَنْ عرف نفسه عرف ربه) موضوع وأنه من كلام يحيى بن معاذ الرازي] ثمَّ ذكر أنه منقول من الإسرائيليات حيث جاء فيها: ((يا إنسان اعرف نفسك تعرف ربك)) ثم قال: [فكـان يحيى بـن معـاذ أخـذ ذلك من الإسرائيليات وذكره باللفظ المتداول فنسب إليه...].
( ) كذب على الرازي!! ولم نقف على إسناده لنحكم عليه ومحمد بن محمود لا يُعـرف من هو!! وقد اعترف بذلك متناقض عصرنا في "مختصر العلو" ص (208) فقال: [لم أعرفه ولم أقف على الإسناد إليه]. وكان عليه أن يحذف أسماء هؤلاء الرجال الذين لم تثبت الرواية عنهم فيما يريدون إثباته عن أصحابها، وخاصة إذا كانت تلك الأقوال في موضوع مغاير لعنوان الكتاب وموضوعه وهو العلو!! لكنه ذَكَر تلك الأسماء لِيُكَثِّرَ بها موافقيه زوراً ويخدع الأغرار بكثرتها!! قال الذهبي عن كتاب "الفاروق" لأبي إسماعيل الأنصاري المجسم في "سير أعلام النبلاء" (18/509): [وكان طوداً راسياً في السنة لا يتزلزل ولا يلين، لولا ما كدَّرَ كتابه "الفاروق في الصفات" بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها..]. ويقصد الذهبي بالسنة أي العقيدة التي يتبناها المجسمة من اعتماد أحاديث الصفات الواهية أو المؤوَّلة! وهذه المقالة المكذوبة المروية عن يحيى بن معاذ الرازي يرددها ابن تيمية في كتبه كثيراً ليقنع بها الصوفية فيقول: [وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ الرَّازِي" أَنَّهُ قَالَ: إنَّ اللَّهَ عَلَى الْعَرْشِ بَائِنٌ مِنْ الْخَلْقِ وَقَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا؛ لَا يَشُكُّ فِي هَذِهِ الْمَقَالَةِ إلَّا جهمي رَدِيءٌ ضِلِّيلٌ وَهَالِكٌ مُرْتَابٌ يَمْزُجُ اللَّهَ بِخَلْقِهِ وَيَخْلِطُ مِنْهُ الذَّاتَ بِالْأَقْذَارِ والأنتان]. انظر "مجموع الفتاوى" (5/49)، والاستقامة (1/186)، والحموية الكبرى ص (22) وغير ذلك. وقد جاء عن يحيى بن معاذ ما يخالف ذلك! فروى أبو نُعَيم في "الحلية" (10/60) قال: [أخبرنا عبد الواحد بن بكر، حدثني أحمد بن محمد بن علي البردعي، ثنا طاهر بن إسماعيل الرازي، قال: قيل ليحيى بن معاذ أخبرني عن الله ما هو؟ قال: إله واحد. قال: كيف هو؟ قال: ملك قادر. قال: أين هو؟ قال: بالمرصاد. قال: ليس عن هذا أسألك؟ قال يحيى: فذاك صفة المخلوق فأما صفة الخالق فقد أخبرتك]. ورواه أيضاً أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية" (برقم22)، والقشيري في "الرسالة القشيرية" (1/28).
إسناد هذه الرواية عن يحيى بن معاذ الرازي حسن وإليكم ذلك: أبو الفرج (عبد الواحد بن بكر) الورثاني له ترجمة في "تاريخ جرجان" ص (253) لحمزة الجرجاني، و"الأنساب" للسمعاني (5/587)، وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/207): [دخل جرجان في سنة خمس وستين في أيام الشيخ أبي بكر الإسماعيلي وسمع وحدث بجرجان بأخبار وأحاديث وحكايات توفي بالحجاز سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة]. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (26/521): [من فضلاء الصوفية]. و (أحمد بن محمد بن علي البردعي) نقل ابن عساكر في تاريخه (5/415) في ترجمة (أحمد بن محمد بن علي بن هارون البردعي): [كان من معادن الصدق]. قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" (1/184): [قلت: ومن شيوخ أبي سعد الإدريسي أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون البردعي الصوفي حدث عن طاهر بن إسماعيل الرازي]. وهناك رجل آخر وهو (محمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي) وقد ترجمه العطار في "نزهة الناظر" (برقم63) فقال: [محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي البردعي الحافظ يكنى أبا الحسن ويعرف بابن حرارة. أحد الحفاظ المشهورين والأكابر المكثرين... وذكر الخليلي أنه روى من حفظة سنتين زيادة على ثلاثين ألف حديث ولم يكن معه ورقة من الأصول وفي أماليه غرائب وكلام يستفيده كل من رآه، وأنه مات بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة]. وهو في "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للحافظ الخليلي (2/783) وقال: (حافظ مذكور). وفي "إكمال الكمال" (2/74) لمغلطاي: [الحافظ، كان من الرحالة المجودين]. وفي كتاب "التدوين في أخبار قزوين" (1/66): [محمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي الحافظ المعروف بابن جرادة الأسدي أبو الحسن ورد قزوين وحدَّث بها قال الخليلي الحافظ في الإرشاد: هو وأبوه حافظان مذكوران]. ووصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (16/233) بالإمام الحافظ الرحَّال وأنه من شيوخ الحافظ الخليلي. وقال ابن العماد في "شذرات الذهب" (2/376): [وفيها محمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي الأسدي بن حرارة وحرارة لقب أبيه وكان محمد هذا حافظاً كبيراً نقاداً مكثراً]. ومع هذا كله يقول ابن تيمية في كتابه الاستقامة عن يحيى بن معاذ ومقولته هذه في التنزيه: [قلت: لا تعلم صحة هذا الكلام عن يحيى بن معاذ، إذ في الإسناد من لا نعرفه، وكلام يحيى بن معاذ عندهم دون كلام الكبار من أهل التحقيق في المعاملات وغيرها، فإنه يتكلم في الرجاء بكلام يشبه كلام سفلة المرجئة، لا يوافق أصول المشايخ الكبار المتمسكين بالسنة ويدَّعي في التوحيد مقاماً هو الغاية وقد عاب عليه أبو يزيد وغيره، وكلامه يشبه كلام الوعاظ وهي طريقة أبي القاسم ونحوه]. فجعله ابن تيمية من بابة سفلة المرجئة مع أنَّ الذهبي وابن تيمية يحتجان بكلامه الذي يرويه الأنصاري في "الفاروق" بسند مجهول! فتأملوا!