صفحة 1 من 1

بيان بطلان و تهافت استبدال ابن قتيبة لنصرة مذهب التجسيم:

مرسل: الثلاثاء إبريل 23, 2024 2:04 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان و تهافت استبدال ابن قتيبة لنصرة مذهب التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(479):
[ 479- قال: ولو أنَّ هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما رُكّبَتْ عليه ذواتهم من معرفة الخالق لعلموا أن الله هو العلي وهو الأعلى، وأن الأيدي ترتفع بالدعاء إليه، والأمم كلها عجمها وعربها تقول: إنَّ الله في السماء ما تُركت على فطرهـا].


أقول في الرد على هذا الكلام المتهافت وبيان التخليط و التجسيم الواقع فيه:

قوله أن الفطرة تدخل على علو الله نقول:
ليس هناك معلومات رُكِّبَتْ عليها الفطر من معرفة الخالق وما يتعلق بالتوحيد وغيره كالعلو!! فالإنسان ولد ولم تولد معه معلومات مركبة في فطرته!! لقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}النحل:78، وقد أبطلنا استدلال المجسمة بالفطرة وبهذا الأصل الباطل الفاسد في كتابنا "صحيح شرح العقيدة الطحاوية" ص (205) في فصل الأدلة الباطلة الموهومة التي يستدل بها بعض الناس في العقائد فليرجع إليها من شاء التوسع!!

قوله عن ارتفاع الأيديفي الدعاء وأنها دليل علو الله نقول: قد رددنا على هذه الأسطورة المتعلقة برفع الأيدي بالدعاء وبينَّا أنَّ الإنسان أيضاً عندما يسأل إنساناً آخر حاجة من الحاجات فإنه يرفع يديه إلى جهة السماء لا لاعتقاده أن ذلك الإنسان المعطي في السماء!! فارجع إلى تحقيق هذا الأمر للحديث رقم (99) في هذا الكتاب.

قوله أن الله في السماء نقول: كلام إنشائي فارغ!! إذ كل من تُرِكَ من البشر في الحاضر والعصور الغابرة دون تعليم وَخُلِّيَ مع فطرته فإنه يخرج على عقيدة عبادة العجل أو عبادة النار أو الأصنام والكواكب!! فلعلَّ عقائد أصحاب الأدغال هي عقيدة الفطرة التي يدّعيها أو يدعو إليها هؤلاء!! وانظر ردنا على أسطورة الفطرة هذه في رسلتنا "تنقيح الفهوم العالية بما ثبت وما لم يثبت في حديث الجارية" ص (49) و "تهنئة الصديق المحبوب بمغازلة سفر المغلوب" ص (51). وشرح الطحاوية والجوهرة! وبهذا يتبين أن ابن تيمية تلقف قضية الفطرة من ابن قتيبة!