صفحة 1 من 1

حديث الجارية وقول البيهقي بأن مسلماً لم يروه لاضطراب ألفاظه ومكابرة المجسمة في هذا باللف والدوران

مرسل: الأربعاء نوفمبر 01, 2023 7:49 am
بواسطة cissoso
عندي وعند كل عاقل لبيب ابتعد عن التعصب والتعنت والعناد أن البيهقي نفى وجود حديث الجارية من حديث معاوية بن الحكم السلمي من أن يكون في صحيح مسلم ولم يصححه!
وعلى فرض أن حديث الجارية صححه البيهقي – جدلا - فأنا أضعفه بالدليل والحجة حسب مقاييس وموازين العلم المعروفة عند أهل الحديث!

وقول من سيقول (أنت أعلم أم البيهقي) هو قول الجاهل العاجز المفلس وليس قول من ينظر إلى البرهان والدليل والحجة!

أقول: قال البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات" (427/2) بعد أن ساق حديث معاوية بن الحكم السلمي المكون من عدة قصص أو من عدة مواضيع:

[وهذا صحيح، قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه . وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث].

فالبيهقي يقول بكل وضوح:
1- حديث معاوية بن الحكم السلمي صحيح
2- دددددووووووون قصة الجارية (دون قصة الجارية).
3- قصة الجارية اختلف الرواة في لفظها! أي فهي مضطربة!
4- وروى وبين في سننه الكبرى (7/388) وما قبلها وبعده أن الحديث مروي بثلاثة ألفاظ وهي: (أتشهدين أن لا إله إلا الله) و (أين الله) و (من ربك).
وبيَّن في "الأسماء والصفات" أنه لاختلاف الرواة في هذا لم يخرجه مسلم في صحيحه وأن حديث معاوية بن الحكم صحيح دون قصة الجارية! كما تقدم من كلامه الواضح المنقول!

المجسمة المتمسلفون يكابرون ويعاندون ويقولون:
1- البيهقي صحح حديث الجارية بلفظ (أين الله) !! مع أن الواقع ليس كذلك.
2- يذكرون كلام البيهقي حيث قال (صحيح) ويبترون بقية كلامه فلا يذكرون تمامه وهو قوله (دون قصة الجارية) !! وهذا غش وخداع !!
3- وإذا كشفنا للناس ذلك يجادلون في قول البيهقي (دون قصة الجارية) فيقولون عنى بذلك كذا وكذا فيأتون بمعاني مضطربة بعيدة عن الواقع والحقيقة الواضحة!
4- يأتون بآيات وأحاديث أخرى في موضوع العلو الحسي الذي يتخيلونه ليتيه ويضيع القارى عن أساس البحث في رواية (أين الله) الباطلة المردودة!!

نحن نعرف أن هناك آيات وأحاديث في الموضوع! وقد بينا معنى الآيات الكريمة وما هو تفسيرها المتناسب مع قوله تعالى (ليس كمثله شيء) وبينا معاني الأحاديث وكشفنا ما هو الصحيح من غير الصحيح منها في عدة مؤلفات منها في تعليقاتنا على كتاب العلو للذهبي!

فكل من يقفز عن موضوع رواية (أين الله) ويأتينا بآيات وأحاديث يزعم أنها تدل على العلو الحسي الذي يعتقده فهو عاجز ومفلس ومكابر ومعاند مغلوب على أمره!

هذا هو بياننا على كلام البيهقي، وأنقل إتماماً له ما قاله الحافظ البزار والحافظ ابن حجر كذلك مما يوافق كلام الحافظ البيهقي في اختلاف الرواة واضطرابهم في حكاية حديث الجارية!

قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (4/412):
[وَفِي اللَّفْظِ مُخَالَفَةٌ كَثِيرَةٌ].

والحديث المضطرب هو الذي يروى بعدة ألفاظ متخالفة! أي فيها مخالفة واختلاف! وقد اعترف الحافظ ابن حجر بأن في لفظ هذا الحديث (مخالفة كثيرة)!

ثم قبل ذلك صرح الإمام البزار باضطراب الحديث أيضاً في مسنده وأنه روي بألفاظ مختلفة، فقال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه كما في "كشف الاستار" (1/14):
[وهذا قد رُويَ نحوه بألفاظ مختلفة].

أما بالنسبة لكون الحديث في صحيح مسلم الموجود بين أيدينا فالمطبوع الموجود بين أيدينا لا يمثل الشيء الحقيقي الموجود في المخطوط الأصلي للكتاب الذي تلقاه الحافظ البيهقي بالسماعات والإسناد المتصل عن الإمام مسلم بن الحجاج!
مع التنبه إلى أن الإمام مسلما رحمه الله تعالى ليس من المعصومين عندنا!
ومن المعلوم الاختلاف والزيادات في نُسَخ البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وغيرهما، وهذا أمر يعرفه المعتنون بهذه الصناعة والمتتبعون للنسخ والروايات!

هذا وقد تكلمت على هذا الحديث وفي هذا الموضوع قبل نحو ثلاثين سنة وحاول الألباني أن يرد علي وأن يلبس على القرآء فظن أنه بالتهويش والتنقيص والطعن والسباب يقنع القارىء بأن البيهقي صححه وقد رددت عليه في الجزء الثالث من كتابي (تناقضات الألباني الواضحات) المطبوع قبل نحو (28) سنة وبينت خطأه في ذلك!
فافهم ولا تلبس مثل الألباني!!

هذا ما حضرنا الآن وللحق كرة بعد كرة!
والحمد لله رب العالمين!
(تعليقات مفيدة لغير حسن السقاف على المقال:)
فمقطع الكلام يكفي بهذه الحجة عليهم
اذا هم اعتقدوا بأن الله جالس في السماء لكن لا أعلم هم يظنون بأي سماء جالس لأن السماء مبني على سبعة أطباق
هذا أولاً؛
ثانياً:
يقول الله سبحانه وتعالى عن السماء:
(يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) صدق الله العظيم.
نطوي يعني تلف كما أحدنا يلف كتبه ويختفيه
على زعمهم هؤلاء بان يقولون ان الله في السماء اذا انطوت السماء اين يكون الله فيه في ذلك الوقت
وسبحان الله عن ذالك علوا كبيرا
ثالثا يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
( كان الله ولا شيء معه )
لا سماء ولا ارض ولا عرش ولا كرسي ولا كان ولا مكان ولا زمان وهو الآن مثل ما كان لم يتغير ولم يتبدل هو هذا عقيدة أهل السنة والجماعة من اهل التصوف والصوفي الكرام من الأشاعرة والماتريدية
اما قصة الجارية
ليس لتحديد مكانا لله سبحانه وتعالى
و انما فقط لتأكيد من ايمانها ايمان الجارية هل هي مؤمنة ام لا
لانه شرط عتقها في ايمانها لما سألها النبي صلى الله عليه وسلم اين الله حتى اذا جاء باين الله ليس القصد للمكان وانما سؤال لايمانها هل هي تؤمن بان الله موجود في ايمانها ام لا لما قالت في السماء لانه لا يوجد الاصنام في السماء
لو هي اشارت نحو الارض لشككوا في ايمانها لان الارض في ذالك الوقت كثر فيه الاصنام وإنما هي ذكية اشارت نحوا السماء لأن الاصنام لا يوجد في السماء
وقال الله تعالى عن نفسه سبحانه وتعالى
( وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله )
يعني كما هو موجود في السماء وكذالك موجود في الارض بغير استقرار والمكان لان السماء والأرض من خلق الله والله لا يحتاج الى خلقه وهو غني عن العالمين

ثم تأكيدا لتأكيد ايمانها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم من أنا قالت أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام اعتقها فإنها مؤمنة
وفي رواية بعد ما سألها اين الله ثم قال لها اتشهدين اني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم قال اعتقها فإنها مؤمنة
هو هذا كل قصة الجارية وليس لتحديد مكانا لله سبحانه وتعالى لأن الله سبحانه وتعالى موجود بلا مكان ولا زمان وهو الآن مثل ما كان لم يتغير ولم يتبدل
وهو غني عن العالمين و هو ليس كمثله شيء.

_______________________