بيان عدم صحة ما يُروى عن الساجي من أنه يقول بمذهب المجسمة:
مرسل: الجمعة إبريل 26, 2024 9:56 am
بيان عدم صحة ما يُروى عن الساجي من أنه يقول بمذهب المجسمة:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(489):
[ زكريا الساجي 307:
489- قال الإمام أبو عبدالله ابن بطة العكبري مصنِّف الإبانة الكبرى في السُّنَّة وهو أربع مجلدات: ثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال: قال أبي القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم: أنَّ الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وساق سائر الاعتقاد( ).
كان الساجي شيخ البصرة وحافظها، وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري علم الحديث ومقالات أهل السُّنَّة، رحل إلى المزني والربيع( )، فتفقه بهما، وله كتاب علل الحديث، وكتاب اختلاف الفقهاء، لقي أبا الربيع الزهراني وطبقته، وعاش بضعاً وثمانين سنة، توفي سنة سبع وثلاثمائة].
أقول في بيان عدم صحة هذا النقل:
لا يثبت هذا من ناحية الإسناد. والمشهور أن الساجي من أولئك المحدثين الذين يأخذون بظواهر النصوص في الصفات. والساجي هو شيخ أبي الحسن الأشعري في الاعتقاد على التحقيق، قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/488): [..وحدَّث عنه أيضاً أبو الحسن الأشعري وأخذ عنه مذاهب أهل الحديث]. وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/709): [وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الأصولى تحرير مقالة أهل الحديث والسلف]. وقال الذهبي في "السير" (14/198): [أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف]. وابن بطة كذاب وضاع مجسم مشهور تقدَّم الكلام عليه وترجمته في "لسان الميزان"!! فخبره مردود نحكم بكذبه!! ومن الدلائل على كذب ابن بطة أنه اخترع للساجي ولداً يروي هذه العقيدة الفاسدة عنه!! وقد اعترف متناقض عصرنا!! في "مختصر العلو" ص (223) أنَّ أحمد بن زكريا الساجي لا يُعْـرَف!!
والساجي من محدِّثي البصرة وكان شافعيَّ المذهب! ترجمه أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الشافعية"، فإن ثبتت عنه تلك العقائد فهو حنبلي المعتقد! مات بالبصرة سنة (307هـ) وهو فوق التسعين من عمره، ليست له ترجمة واسعة، فلم يترجمه الخطيب في تاريخه، وقال الذهبي في "سير النبلاء" (14/199): [ولم تبلغنا أخباره كما في النَّفْس، وقد همَّ بمن أدخل عليه، فقال الخليلي: سمعت عبد الرحمن بن أحمد الشيرازي الحافظ يقول: سألت ابن عَدِي عن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، فقال: كنا بالبصرة عند زكريا الساجي، فقرأ عليه إبراهيم حديثين، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه عن مالك، فقلتُ: هما عن يونس، فأخذ الساجي كتابَه، فتأمل وقال لي: هو كما قلتَ. وقال لإبراهيم: ممن أخذت هذا؟ فأحال على بعض أهل البصرة، قال: عليَّ بصاحب الشرطة حتى اسودَّ وجه هذا. فكلَّموه حتى عفا عنه. ومزَّق الكتاب]. فهذه مثلبة على إبراهيم ابن مَنْدَه.
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(489):
[ زكريا الساجي 307:
489- قال الإمام أبو عبدالله ابن بطة العكبري مصنِّف الإبانة الكبرى في السُّنَّة وهو أربع مجلدات: ثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال: قال أبي القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم: أنَّ الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وساق سائر الاعتقاد( ).
كان الساجي شيخ البصرة وحافظها، وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري علم الحديث ومقالات أهل السُّنَّة، رحل إلى المزني والربيع( )، فتفقه بهما، وله كتاب علل الحديث، وكتاب اختلاف الفقهاء، لقي أبا الربيع الزهراني وطبقته، وعاش بضعاً وثمانين سنة، توفي سنة سبع وثلاثمائة].
أقول في بيان عدم صحة هذا النقل:
لا يثبت هذا من ناحية الإسناد. والمشهور أن الساجي من أولئك المحدثين الذين يأخذون بظواهر النصوص في الصفات. والساجي هو شيخ أبي الحسن الأشعري في الاعتقاد على التحقيق، قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/488): [..وحدَّث عنه أيضاً أبو الحسن الأشعري وأخذ عنه مذاهب أهل الحديث]. وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/709): [وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الأصولى تحرير مقالة أهل الحديث والسلف]. وقال الذهبي في "السير" (14/198): [أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات، واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف]. وابن بطة كذاب وضاع مجسم مشهور تقدَّم الكلام عليه وترجمته في "لسان الميزان"!! فخبره مردود نحكم بكذبه!! ومن الدلائل على كذب ابن بطة أنه اخترع للساجي ولداً يروي هذه العقيدة الفاسدة عنه!! وقد اعترف متناقض عصرنا!! في "مختصر العلو" ص (223) أنَّ أحمد بن زكريا الساجي لا يُعْـرَف!!
والساجي من محدِّثي البصرة وكان شافعيَّ المذهب! ترجمه أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الشافعية"، فإن ثبتت عنه تلك العقائد فهو حنبلي المعتقد! مات بالبصرة سنة (307هـ) وهو فوق التسعين من عمره، ليست له ترجمة واسعة، فلم يترجمه الخطيب في تاريخه، وقال الذهبي في "سير النبلاء" (14/199): [ولم تبلغنا أخباره كما في النَّفْس، وقد همَّ بمن أدخل عليه، فقال الخليلي: سمعت عبد الرحمن بن أحمد الشيرازي الحافظ يقول: سألت ابن عَدِي عن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه، فقال: كنا بالبصرة عند زكريا الساجي، فقرأ عليه إبراهيم حديثين، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه عن مالك، فقلتُ: هما عن يونس، فأخذ الساجي كتابَه، فتأمل وقال لي: هو كما قلتَ. وقال لإبراهيم: ممن أخذت هذا؟ فأحال على بعض أهل البصرة، قال: عليَّ بصاحب الشرطة حتى اسودَّ وجه هذا. فكلَّموه حتى عفا عنه. ومزَّق الكتاب]. فهذه مثلبة على إبراهيم ابن مَنْدَه.