صفحة 1 من 1

بيان بطلان وعدم صحة ما ينقله المجسمة عن ابن سُريج فقيه العراق:

مرسل: السبت إبريل 27, 2024 10:20 am
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان وعدم صحة ما ينقله المجسمة عن ابن سُريج فقيه العراق:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(494):
[ ابن سُريج فقيه العراق (249 ـ 306):
494- قال الإمام أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني: سألت أيدك الله بيان ما صحَّ لدي من مذهب السلف وصالحي الخلف في الصفات فاستخرت الله وأجبتُ بجواب الفقيه أبا العباس أحمد بن عمر بن سريج وقد سئل عن هذا، ذكره أبو سعد عبدالواحد بن محمد الفقيه قال: سمعتُ بعض شيوخنا يقول: سئل ابن سريج رحمه الله عن صفات الله تعالى فقال: حرام على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الألباب أن تصفه، إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله، وقد صحَّ عند جميع أهل الديانة والسنة إلى زماننا أنَّ جميع الآي والأخبار الصادقة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجب على المسلمين الإيمان بكل واحد منها كما ورد، وأنَّ السؤال عن معانيها بدعة والجواب كفر وزندقة.
مثل قوله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ}البقرة:210، وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه:5، {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}الفجر:22، ونظائرها مما نطق به القرآن كالفوقية، والنفس، واليدين، والسمع والبصر، وصعود الكلام الطيب إليه، والضحك، والتعجب، والنزول، إلى أن قال: اعتقادنا فيه وفي الآي المتشابهة في القرآن أن نقبلها ولا نردّها ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية، ونسلِّم الخبر لظاهره والآية لظاهر تنزيلها.
كان ابن سريج إليه المنتهى في معرفة المذهب بحيث أنه كان يُفضَّل على جميع أصحاب الشافعي حتى على المزني.
قال الإمام أبو إسحاق صاحب "التنبيه": سمعت أبا الحسن الشيرجي يقول: إنَّ فهرست كتب أبي العباس تشمل على أربعمائة مصنَّف، وكان العلامة أبو حامد الاسفراييني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه دون الدقائق.
قلت: أخذ عن الزعفراني، والرمادي، وسعدان بن نصر، وتفقه بأبي القاسم ابن بشار الأنماطي صاحب المزني، توفي سنة ست وثلاثمائة رحمه الله]
.

أقول في بيان بطلان وعدم صحة هذا الكلام وكذبه:

أولاً:
كيف يكون السؤال عن معاني ما جاء في كتاب ربنا أو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدعة والإجابة كفر وزندقة وقد أُمرنا بفهم ما جاءنا في الكتاب والسنة؟! والظاهر أنَّ ذلك العصر كان يموج بأقوال المجسمة ولم يتمكن أئمة أهل الحق أن يبينوا بأن تلك النصوص التي يحتج بها المجسمة إسرائيليات ولم يمكنهم معارضتهـم لشوكتهم فقالوا ذلك!! هذا على فرض ثبوت مثل هذا القول عن ابن سريج مع أنه غير ثابت عنه!!

ثانياً:
في تخرصهم على عقيدة ابن سُريج نقول: هذا كذب على ابن سريج!! وهذه العقيدة مدسوسة على ابن سريج لأنه جاء في آخرها الذي لم يذكره الذهبي هنا وذكره ابن القيم في اجتماع جيوشه: (ولا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية..) والأشعرية لم تكن في زمن ابن سريج لأن ابن سريج توفي سنة (306هـ) والأشعري توفي بعده بـ (18) سنة! أي سنة (324هـ)! ولم تكن أشعرية يومها! وفي إسناد هذه العقيدة: (أبو سعد عبد الواحد بن محمد) وهو مجهول! وهناك ترجمة في "تاريخ بغداد" (11/11) لرجل بنفس الاسم وكنيته أبو سعيد لكن لم يذكر فيه توثيقاً فهو من مجهولي الحال. وهو يروي هذه العقيدة عن مجهول! فيقول: (سمعت بعض شيوخنا) ثم يقول: (سئل ابن سريج) وهذا من صيغ الانقطاع أيضاً! والزنجاني ولد سنة (380هـ) وتوفي سنة (470هـ)! وكنا قد رددنا على بعض ذلك في رسالة "تهنئة الصديق المحبوب"ص (14)، وقد اعترف متناقض العصر!! في "مختصر العلو"ص (227)، بجهالة عبد الواحد وشيخه الذي روى عنه!! فأنى تصح هذه الأسطورة؟!