بيان بطلان وعدم صحة ما ينقله المجسمة عن أبي العباس السّراج من أنه ينصر مذهب المجسمة:
مرسل: الأربعاء مايو 01, 2024 9:14 am
بيان بطلان وعدم صحة ما ينقله المجسمة عن أبي العباس السّراج من أنه ينصر مذهبهم:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(500):
[ أبو العباس السَّرَّاج (216 ـ 313):
500- أجاز لنا إسماعيل بن جوسلين، أنا أحمد بن تميم الحافظ، أنا عبد المعز بن محمد، أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو عمر المُلَيْحِي، أنا أبو الحسين الخفاف، ثنا أبو العباس السراج إملاء سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة قال:
من لم يقر بأنَّ الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقـول: من يسألني فأعطيه، فهو زنديق كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ولا يُصلَّى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين .
قلت: إنما يكفر بعد علمه بأنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك، ثمَّ إن جحد ذلك ولم يؤمن به، ولقد كان أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي النيسابوري السراج من حفاظ الحديث أكثر عن قتيبة وطبقته، وصنَّف المسند على الأبواب وعُمِّر دهراً، توفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة].
أقول في بيان عدم صحة هذا النقل:
أولاً: سنترجم لمن ذكرهم الذهبي في سند هذا النقل:
عبد العزيز بن محمّد ؛ هو أبو روح الساعدي الخراساني الهروي وصفه الذهبي بالصدق في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (22/114). ولم يعرفه المتناقض في "مختصر العلو"(233).
محمّد بن إسماعيل؛ هو الفضيلي له ترجمـة في السير (20/64) ولم يوثقه أحد!! وظنه المتناقض في "مختصر العلو" رجلاً آخر سماه هناك التفليسي!! ووصفه بالثقة!! وليس كذلك!! وأما الذهبي فقال في ترجمته هناك: [حدث عنه: السمعاني، وابن عساكر، وأبو روح عبدالمعز، وجماعته. قال السمعاني في "تحبيره": أملى مدة بجامع هراة، وأجاز لي، وورد مرو وأنا بالعراق]. قلت: قال السمعاني نفسه في "الأنساب" (4/391): [أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان مشهوراً بالعدالة والتزكية عالماً باللغة، سمع الحديث الكثير وكان من بيت الحديث غير أنه ولي الاوقاف ولم تحمد سيرته فيما ولي وفوض إليه.. لم أسمع منه فإنه قدم مرو وحدَّث بها وكنت غائباً عنها في الرحلة ولما رحلت إلى هراة كان قد توفي. وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة].
أبو عمر المُلَيْحِي؛ عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن داود الهروي (ت463هـ)، مترجم في "السير" (18/255) وثقه الساجي.
وفيما يخص أبا الحسين الخفاف ،فنقول :
لما توفي أبو العباس السراج كان عُمُر الخفاف (11) سنة!! والخفاف اسمه: أحمد بن محمد ابن أحمد بن عمر النيسابوري الخفاف القنطري ولد الشيخ أبي نصر. ترجمته في ((سير أعلام النبلاء)) (16/481). قال الحاكم: كان مجاب الدعوة، سماعاته صحيحة بخط أبيه من أبي العباس السَّراج وأقرانه. مات في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وله ثلاث وتسعون سنة. ومعنى هذا أن روايته عن السراج من كتب أبيه وليس مباشرة عنه فهي وجادة!
ثانيًا:
فيما يخص النقل الذي أورده الذهبي و ما تعقب به هذا النقل ،فنقول:
لا يثبت هذا!! ولا أدري من أين أتى الذهبي بهذه المقولة وهو يزعم أن الحاكم رواها! وهو كلام باطل إن ثبت عن السَّرَّاج!! متهاوٍ بنفسه!! وهذا من جملة أصول الفكر التكفيري الدموي الذي لا تعضده الشريعة! فكيف يصح أن يقال بأن من لم يؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك فهو كافر زنديق حلال الدم تضرب عنقه ولا يدفن في مقابر المسلمين وغالب أئمة المسلمين من أهل السنة لا يؤمنون بأن هذه من صفات الله تعالى؟!
و الكلام من الذهبي يثبت أنه أدرك تهافت هذا الكلام المحكي عن السراج!! قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/732): [قال أبو العباس بن حمدان بخوارزم سمعت السراج يقول: رأيت في النوم كأني أرقى في سلم طويل فصعدت تسعاً وتسعين درجة فكل من أقص عليه يقول تعيش تسعاً وتسعين سنة. قال ابن حمدان فكان كذلك. قلت: ما بلغها، فان أبا إسحاق المزكى حدَّث عنه أنه قال: ولدت سنة ثماني عشرة ومائتين] فالنتيجة أن هذا غير صحيح فلم يعش 99 سنة [وختمت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنى عشر ألف ختمة، وضحيت عنه اثنى عشر ألف أضحية، قال محمد بن أحمد الدقاق: رأيت السراج يضحى كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يجمع أصحاب الحديث] وهذه الأرقام مبالغ فيها وهي تنادي على كذب ما يُرْوَى عن السَّرَّاج أو ما يدعيه لنفسه! [... قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني وأظهر خلق القرآن سمعت السراج غير مرة يقول إذا مر بالسوق: العنوا الزعفراني فيصيح الناس بلعنه، فراح الى بخارى] هذه ممارسة واضحة للإرهاب الفكري... [وقال أبو الحسين الخفاف: حدثنا أبو العباس السراج املاء قال من لم يقر ويؤمن بان الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة الى السماء الدنيا فيقول من يسألني فأعطيه فهو زنديق كافر يستتاب فان تاب والا ضرب عنقه] وهذا هو الأثر الذي نقله الذهبي هنا ونحن بصدد الكلام عليه وهو من جملة الفكر الدموي التكفيري! [قال الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول لما وقع بنيسابور من أمر الكلابية ما وقع كان السراج يمتحن أولاد الناس فلا يحدث أولاد الكلابية، فأقامنى في المجلس مرة فقال قل: أبرأ إلى الله من الكلابية، فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز، فضحك وقال: دعوا هذا...]. وهذه كلها تصرفات مستنكرة مستشنعة! تنادي أن هذا السَّراج لا عبرة بقوله وهو من جملة المشبهة المجسمة!
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(500):
[ أبو العباس السَّرَّاج (216 ـ 313):
500- أجاز لنا إسماعيل بن جوسلين، أنا أحمد بن تميم الحافظ، أنا عبد المعز بن محمد، أنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو عمر المُلَيْحِي، أنا أبو الحسين الخفاف، ثنا أبو العباس السراج إملاء سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة قال:
من لم يقر بأنَّ الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقـول: من يسألني فأعطيه، فهو زنديق كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ولا يُصلَّى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين .
قلت: إنما يكفر بعد علمه بأنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك، ثمَّ إن جحد ذلك ولم يؤمن به، ولقد كان أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي النيسابوري السراج من حفاظ الحديث أكثر عن قتيبة وطبقته، وصنَّف المسند على الأبواب وعُمِّر دهراً، توفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة].
أقول في بيان عدم صحة هذا النقل:
أولاً: سنترجم لمن ذكرهم الذهبي في سند هذا النقل:
عبد العزيز بن محمّد ؛ هو أبو روح الساعدي الخراساني الهروي وصفه الذهبي بالصدق في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (22/114). ولم يعرفه المتناقض في "مختصر العلو"(233).
محمّد بن إسماعيل؛ هو الفضيلي له ترجمـة في السير (20/64) ولم يوثقه أحد!! وظنه المتناقض في "مختصر العلو" رجلاً آخر سماه هناك التفليسي!! ووصفه بالثقة!! وليس كذلك!! وأما الذهبي فقال في ترجمته هناك: [حدث عنه: السمعاني، وابن عساكر، وأبو روح عبدالمعز، وجماعته. قال السمعاني في "تحبيره": أملى مدة بجامع هراة، وأجاز لي، وورد مرو وأنا بالعراق]. قلت: قال السمعاني نفسه في "الأنساب" (4/391): [أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان مشهوراً بالعدالة والتزكية عالماً باللغة، سمع الحديث الكثير وكان من بيت الحديث غير أنه ولي الاوقاف ولم تحمد سيرته فيما ولي وفوض إليه.. لم أسمع منه فإنه قدم مرو وحدَّث بها وكنت غائباً عنها في الرحلة ولما رحلت إلى هراة كان قد توفي. وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة].
أبو عمر المُلَيْحِي؛ عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن داود الهروي (ت463هـ)، مترجم في "السير" (18/255) وثقه الساجي.
وفيما يخص أبا الحسين الخفاف ،فنقول :
لما توفي أبو العباس السراج كان عُمُر الخفاف (11) سنة!! والخفاف اسمه: أحمد بن محمد ابن أحمد بن عمر النيسابوري الخفاف القنطري ولد الشيخ أبي نصر. ترجمته في ((سير أعلام النبلاء)) (16/481). قال الحاكم: كان مجاب الدعوة، سماعاته صحيحة بخط أبيه من أبي العباس السَّراج وأقرانه. مات في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وله ثلاث وتسعون سنة. ومعنى هذا أن روايته عن السراج من كتب أبيه وليس مباشرة عنه فهي وجادة!
ثانيًا:
فيما يخص النقل الذي أورده الذهبي و ما تعقب به هذا النقل ،فنقول:
لا يثبت هذا!! ولا أدري من أين أتى الذهبي بهذه المقولة وهو يزعم أن الحاكم رواها! وهو كلام باطل إن ثبت عن السَّرَّاج!! متهاوٍ بنفسه!! وهذا من جملة أصول الفكر التكفيري الدموي الذي لا تعضده الشريعة! فكيف يصح أن يقال بأن من لم يؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك فهو كافر زنديق حلال الدم تضرب عنقه ولا يدفن في مقابر المسلمين وغالب أئمة المسلمين من أهل السنة لا يؤمنون بأن هذه من صفات الله تعالى؟!
و الكلام من الذهبي يثبت أنه أدرك تهافت هذا الكلام المحكي عن السراج!! قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/732): [قال أبو العباس بن حمدان بخوارزم سمعت السراج يقول: رأيت في النوم كأني أرقى في سلم طويل فصعدت تسعاً وتسعين درجة فكل من أقص عليه يقول تعيش تسعاً وتسعين سنة. قال ابن حمدان فكان كذلك. قلت: ما بلغها، فان أبا إسحاق المزكى حدَّث عنه أنه قال: ولدت سنة ثماني عشرة ومائتين] فالنتيجة أن هذا غير صحيح فلم يعش 99 سنة [وختمت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنى عشر ألف ختمة، وضحيت عنه اثنى عشر ألف أضحية، قال محمد بن أحمد الدقاق: رأيت السراج يضحى كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يجمع أصحاب الحديث] وهذه الأرقام مبالغ فيها وهي تنادي على كذب ما يُرْوَى عن السَّرَّاج أو ما يدعيه لنفسه! [... قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني وأظهر خلق القرآن سمعت السراج غير مرة يقول إذا مر بالسوق: العنوا الزعفراني فيصيح الناس بلعنه، فراح الى بخارى] هذه ممارسة واضحة للإرهاب الفكري... [وقال أبو الحسين الخفاف: حدثنا أبو العباس السراج املاء قال من لم يقر ويؤمن بان الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة الى السماء الدنيا فيقول من يسألني فأعطيه فهو زنديق كافر يستتاب فان تاب والا ضرب عنقه] وهذا هو الأثر الذي نقله الذهبي هنا ونحن بصدد الكلام عليه وهو من جملة الفكر الدموي التكفيري! [قال الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول لما وقع بنيسابور من أمر الكلابية ما وقع كان السراج يمتحن أولاد الناس فلا يحدث أولاد الكلابية، فأقامنى في المجلس مرة فقال قل: أبرأ إلى الله من الكلابية، فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز، فضحك وقال: دعوا هذا...]. وهذه كلها تصرفات مستنكرة مستشنعة! تنادي أن هذا السَّراج لا عبرة بقوله وهو من جملة المشبهة المجسمة!