صفحة 1 من 1

بطلان الخرافة التي ينقلها المجسمة عن نفطويه من أنه يثبت المكان الحسيّ لله تعالى:

مرسل: الجمعة مايو 03, 2024 9:56 am
بواسطة عود الخيزران
بطلان الخرافة التي ينقلها المجسمة عن نفطويه من أنه يثبت المكان الحسيّ لله تعالى:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٥٠٤):
[ نفطويه شيخ العربية (243 ـ 323):
504- صنَّف الإمام أبو عبدالله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحْوي نفطويه كتاباً في الرد على الجهمية، وذكر فيه أشياء منها قول ابن الأعرابي الذي مضى ثمَّ قال: وسمعتُ داود بن علي يقول: كان المريسي لا رحمه الله يقول: سبحان ربي الأسفل! قال: وهذا جهل من قائله وردٌّ لنص كتاب الله إذ يقول: {ءأمنتم من في السماء}، توفي نفطويه في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة].

أقول في بيان بطلان هذه القصة المُتَخرَّصة الخرافيّة:

هذه حكاية خرافية مكذوبة على ابن الأعرابي!! وهذا الكلام ليس لنفطويه فلا أدري لماذا يذكر اسمه مكثراً به بالباطل أسماء من يزعم أنهم يوافقونه على عقيدته النكراء التي تراجع عنها فيما بعد!! وما حكوه عن المريسي كذب بحت! والمريسي لا يقول مثل هذا وهو أفهم منهم بالعقيدة الحقة بكرَّات ومرَّات! ولكن التعصب المقيت يجعل صاحبه يؤلف الكذب على أعدائه وخصومه!! فلا تغفلوا عن هذا!! وقد تقدَّم في التعليق على ترجمة ابن الأعرابي (68) في التعليق على النص (454) أننا قلنا هناك كلاماً منه قولنا:
ونفطويه توفي سنة 319 كما في "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر (1/109) وهو: إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه النحوي (240-319هـ) وبعضهم يقول: 323، قال الذهبي في "الميزان" : [إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه مشهور له تصانيف بقي إلى حدود العشرين وثلاث مائة قال الدارقطني: ليس بقوي. ومرَّة: لا بأس به، وقال الخطيب: كان صدوقاً]. وأورده الذهبي أيضاً في كتاب "الضعفاء" (برقم6668) وقال: (صدوق) ونقل طعن الدارقطني فيه. ولا عبرة هنا بقول الخطيب والذهبي بأنه صدوق. قلت: لما توفي نفطويه صلى عليه البربهاري الحنبلي المتشدد وهذا يدل على أنه كان على مذهبهم وتوجههم العقائدي. وله كتاب في الرد على من قال بخلق القرآن! وهذه الحكاية أوردها الحافظ ابن حجر في"الفتح" (13/406) على أنَّ الهروي رواها في "ذم الكلام"، وأوردها ابن منظور في "لسان العرب"(14/414)، ورواها اللالكائي (3/399/666) من طريق محمد بن جعفر النحوي إجازة عن نفطويه، والنحوي هذا هو ابن النجار المقرىء وهو معمَّر مسند لم أر من وثقه في الرواية وترجمته في "تاريخ بغداد" (2/138)، كما روى القصة البيهقي في "الأسماء والصفات" ص (415) وهي مضطربة المتن. ولَإنْ ثبتت القصة فالسائل هو داود بن علي الظاهري وهو أحـد الحفـاظ والأئمـة الورعين الثقات، ولد سنـة (200) أو (202) وكان يقول بأنَّ القرآن مُحْدَث وأنَّ لفظه به مخلوق وهو القول الصواب الذي جاءت أدلته في الكتاب والسنة ولذا حاربه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وشيعتهم من المحدثين الجامدين كما تجدون ذلك في ترجمته في مثل "سير أعلام النبلاء" (13/97-108) و"لسان الميـزان" (2/517). فداود الظاهري كان منكراً على ابن الأعرابي هذه الأمور!! ومخالفاً له فيها!! كما يتبين من هذا النص والذي قبله!! لا سيما والاضطراب واقع فيه إذ كان سائل ابن الأعرابي تارة أحمد بن أبي دؤاد وتارة رجلاً مجهولاً وتارة داود الظاهري!!