صفحة 1 من 1

بيان بطلان كلام أبي الحسن الأشعري ونقض مذهبه في الجبر:

مرسل: الجمعة مايو 03, 2024 10:51 am
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان كلام أبي الحسن الأشعري ونقض مذهبه في الجبر:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٥١١):
[ 511- وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله في شكاية أهل السنة: ما نقموا من أبي الحسن الأشعري إلا أنه قال بإثبات القدر، وإثبات صفات الجلال لله من قدرته وعلمه وحياته وسمعه وبصره ووجهه ويده وأنَّ القرآن كلامه غير مخلوق].


أقول في بيان بطلان هذا الكلام:

يعني بإثبات القدر أن العبد مجبور على أفعاله ومُكْرَه عليها! وقد خالف في ذلك إمام الحرمين والغزالي والفخر الرازي والسبكي!! قال الإمام السبكي: [والأشعري إمامنا لكننا //// في ذا نخالفه بكل لسان]. وقال التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (3/386) عند تحدثه عن الكسب والاختيار: [وللقاضي أبي بكر مذهب يزيد على مذهب الأشعري، فلعله رأي القوم - أي الحنفية الماتريدية - ولإمام الحرمين والغزالي مذهب يزيد على المذهبين جميعاً ويدنو كل الدنو من الاعتزال وليس هو هو]. ونقل الشيخ الدردير في "شرح الخريدة" ص (62) أن الإمام الغزالي والإمام السبكي يقولان بالتأثير بواسطة القوة. أي أن المؤثّر في فعل العبد هي قدرة العبد المُحدَثة التي أودعها الله تعالى في الإنسان.
وأما اللفظ في القرآن وكونه مخلوقاً فيقول الأشعري في "مقالات الإسلاميين" ص (292): [ويقولون أن القرآن كلام الله غير مخلوق والكلام في الوقف واللفظ من قال باللفظ أو بالوقف فهو مبتدع عندهم لا يقال اللفظ بالقرآن مخلوق ولا يقال غير مخلوق]. وكذلك يوافقه الباقلاني في "الإنصاف" على ما يقول ويطيلان الكلام في القراءة والمقروء والتلاوة والمتلو بلا فائدة والمسألة لا تحتاج لهذا الكلام الكثير! ويخالف هذا السادة الأشاعرة المنزهون فيقول إمام إمام الحرمين رحمه الله تعالى في "الإرشاد" ص (116): [فإن معنى قولهم - أي المعتزلة - هذه العبارات كلام الله أنها خَلْقُهُ، ونحن لا ننكر أنها خلق الله، ولكن نمتنع من تسمية خالق الكلام متكلماً به]. ويقول الباجوري في "شرح الجوهرة" ص (72-73): [ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثاً لا يجوز أن يقال: القرآن حادث إلا في مقام التعليم... فربما يتوهم من إطلاق أن القرآن حادث أن الصفة القائمة بذاته تعالى حادثة... وقد أُضيف له تعالى كلام لفظي كالقرآن، فإنه كلام الله قطعاً، بمعنى أنه خلقه في اللوح المحفوظ]. وقال الباجوري أيضاً هناك ص (94): [ومذهب أهل السنة أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق، وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلوق]. وبذا يتبين أن الأشاعرة أو علماء أهل السنة المنزهين لم يتفقوا مع الأشعري في الصفات وكذا في القدر أو في خلق الأفعال وفي خلق القرآن وأن بينهم اختلافاً يجده من يراجع مصنفات أولئك العلماء.