صفحة 1 من 1

الرد على كلام وتخبط الذهبي الذي تكلم فيه عن أبي الحسن الأشعري:

مرسل: الجمعة مايو 03, 2024 11:23 am
بواسطة عود الخيزران
الرد على كلام وتخبط الذهبي الذي تكلم فيه عن أبي الحسن الأشعري:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٥١٥):
[ 515- كان أبو الحسن أولاً معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبَّائي ثمَّ نابذه وردَّ عليه وصار متكلماً بالسنة، ووافق أئمة الحديث في جمهور ما يقولونه، وهو ما سقناه عنه، من أنه نقل إجماعهم على ذلك وأنه موافقهم، وكان يتوقَّد ذكاءً، أخذ علم الأثر عن الحافظ زكريا الساجي وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وله أربع وستون سنة رحمه الله تعالى، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن هذه ولزموها لأحسنوا، ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في أشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوَّة إلا بالله].



أقول في بيان التخبط و الافتراء الحاصل في هذا الكلام:

كلا!! لو التزم الأشاعرة بالمقولات المنسوبة إلى الأشعري في "الإبانة" وفي "المقالات" لضلوا وأساءوا وما أحسنوا ولأصبحوا من جملة المشبهة والمجسمة!! ومنهج مئات العلماء (الأشاعرة) المنزهين المؤولين أولى بالصواب من منهج الإبانة والمقالات المعارضة لقواعد الكتاب والسنة!! وكونه أخذ العلم عن الجبائي أربعين سنة فيه كلام! ومن العجيب الغريب أنه ينقل في كتبه عن الريوندي - الملحد عند السنة والمعتزلة - مذهب المعتزلة ويذكره باسمه في عدة مواضع من "مقالات الإسلاميين"! فأموره غامضة وأمره عجيب! قال الذهبي في "السير" (15/86): [مات ببغداد سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حَطَّ عليه جماعة من الحنابلة والعلماء، وكل أحد فيؤخذ من قوله ويترك ، إلا من عصم الله تعالى اللهم اهدنا وارحمنا]. وذكر القاضي عبد الجبار المعتزلي في "شرح الأصول الخمسة" ص (174) أن شيخه أبا القاسم بن سهلويه كان يُلَقَّب بقاتل الأشعري، قال: [وسبب تلقيبه به أنه ناظر الأشعري في مسألة فانقطع وحُمَّ]. قلت: اختلفوا في زمن موته ثلاث عشرة سنة! من سنة (320 إلى 333)! وهذا يثبت لنا أنه لم يكن من الأئمة ولا المشهورين آنذاك لأن الأئمة المشهورين تضبط وفاياتهم باليوم وبأدق من ذلك! وقال السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (3/352): [والصحيح أن وفاة الشيخ بين العشرين والثلاثين بعد الثلاثمائة؛ والأقرب أنها سنة أربع وعشرين، وهو ما صححه ابن عساكر وذكره أبو بكر بن فُوْرَك، ويقال: سنة نيِّف وثلاثين]. وتوفي ببغداد لكن لا يُعْرَف مكان قبره!