بطلان نسبة ما ينقله المجسمة عن أبي بكر الصبغي بما يؤيد مذهبهم في التجسيم:

أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم
Post Reply
عود الخيزران
Posts: 902
Joined: Sat Nov 04, 2023 1:45 pm

بطلان نسبة ما ينقله المجسمة عن أبي بكر الصبغي بما يؤيد مذهبهم في التجسيم:

Post by عود الخيزران »

بطلان نسبة ما ينقله المجسمة عن أبي بكر الصبغي بما يؤيد مذهبهم في التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(519):
[ العلامة أبو بكر الصِّـبْـغِـي (342):
519- قال أبو عبد الله الحاكم: قال الفقيه أبو بكر بن أحمد بن إسحاق الصبغي النيسابوري: قد تضع العرب (في) موضع (على) قال الله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ}التوبة:2، وقال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}طه:71، ومعناه على الأرض وعلى النخـل، فكذلك قوله {مَنْ فِي السَّمَاءِ}الملك:16، أي من على العرش. كما صحَّت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت: كان هذا الصبغي عديم النظير في الفقه، بصيراً بالحديث، كبير الشأن توفي سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة، أكثر عنه الحاكم].

أقول في بيان التلبيس الواقع في هذا النقل وأنه لا يؤيد على مذهب المجسمة:

لم أر أحداً ذكر هذا الكلام عن الصبغي إلا الذهبي في "العلو"، ولا أدري أيثبت هذا عنه أم لا، ويحتاج هذا لمراجعة "تاريخ نيسابور" للحاكم حتى نتحقق منه، وقد ذكر الذهبي في ترجمة الصبغي في "سير أعلام النبلاء" (15/485) أن من جملة مصنفات الصبغي كتاب "الصفات" إذ قال هناك: [قَالَ الحَاكِمُ: وَمن تَصَانِيْفه كتَابُ "الأَسْمَاءِ وَالصِّفَات"، وكتَابُ "الإِيْمَان"، وكتَاب "القَدر"، وكتَاب "الخُلَفَاء الأَرْبَعَة"، وكتَاب "الرُّؤْيَة"].
فالله أعلم بحقيقة الحال، ثم ليس في هذا الكلام دلالة لما يريد الذهبي هنا البتة!! بل في الكلام ما يثبت أنَّ الصبغي كان يؤوِّل فأوَّل من في السماء بمعنى على العرش والله تعالى على العرش استوى بالربوبية والقهر والملك!! والعرش هو الكون كله!! وقد نقلنا فيما علقناه على كتاب "دفع شبه التشبيه" ص (175) أنَّ أبـا بكر الصبغي أوَّل حديث: ((ضرس الكافر مثل أُحُد، وكثافة جلده إثنان وأربعون ذراعاً بذراع الجبار)) فقال: ((الجبار أي من جبابرة الأدميين ممن كان في القرون الأولى)) وبه يتبين أنَّ الرجل لم يكن على نحلة الذهبي وشيعته المجسمة!! والمتناقض صحَّف اسمه فظنَّ أنَّ اسمه (الضَّبعي)!!
وعلى كل الأحوال لا يصح تفسير قوله تعالى: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}الملك:16، مثل تفسير قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}طه:71، البتة! لأنَّ التصليب في جذوع النخل هو للآدميين وللمخلوقين لكن قوله {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} المقصود به عندهم هو الله تعالى الخالق الذي ليس كمثله شيء فكيف يقاس الخالق بالمخلوق؟! وكيف يفسرون لفظة (في) في حق الخالق والمخلوق بشيء واحد؟! وعليهم أن يستحوا ويرعووا بعد هذا اليوم من إيراد آية التصليب في جذوع النخل ونحوها ليفسروا بها آية {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ونحوها! والله الهادي إلى سواء السبيل.
Post Reply

Return to “أقوال لأئمة وعلماء ومشايخ في العقيدة ومدى صحتها عنهم”