صفحة 1 من 1

بيان بطلان الأحاديث التي يرويها المجسمة بواسطة الطبرانيّ:

مرسل: الأربعاء مايو 08, 2024 9:15 am
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان الأحاديث التي يرويها المجسمة بواسطة الطبرانيّ:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(520):
[أبو القاسم الطبراني محدّث الدنيا(260 ـ 360):
520- صنَّف الحافظ الكبير أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشامي نزيل أصبهان في ((كتاب السنة)) له: (باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه بائنٌ من خلقه) فساق في الباب حديث أبي رزين العُقَيلي قلت: يا رسول الله أين كان ربنا؟ وحديث عبدالله بن خليفة عن عمر في علو الرب على عرشه، وحديث الأوعال وأنَّ العرش على ظهورهنَّ وأنَّ الله فوقه، وقول مجاهد في المقام المحمود.
انتهى إلى الطبراني علو الإسناد في الدنيا وعاش مائة سنة وأياماً، وعمل المعاجم الثلاثة، وصنَّف كتباً كثيرة تدل على حفظه وبراعته وسعة روايته، مات سنة ستين وثلاثمائة رحمه الله تعالى].


أقول في بيان بطلان هذه الأحاديث:

حديث " أين كان ربنا..." هو حديث موضوع تقدَّم تخريجه برقم (12) من كتاب " العلو" .

وحديث " عبدالله بن خليفة عن عمر في علو الرب على عرشه" ؛ هو موضوع شنيع رواه ابن أبي عاصم في سنته (1/252/574) وغيره عن عمر رضي الله عنه أنَّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال: فعظَّمَ الرب تبارك وتعالى وقال: ((إنَّ عرشه فوق سبع سماوات وإنَّ له لأطيطاً كأطيط الرَّحل الجديد إذا رُكِبَ من ثقله)) عبدالله بن خليفة مجهول الحال، قال الحافظ في"اللسان"(7/266): ((لا يكاد يعرف وثقه ابن حبان)) وقال في التقريب: ((مقبول)). والحديث ضعَّفه متناقض عصرنا!! في " مختصر العلو" ص (246)، وفي تخريجه لسنة ابن أبي عاصم وهو موضوع جزماً.
وحديث الأوعال كذلك موضوع تقدم تخريجه برقم (86) من كتاب" العلو".

ونقل الذهبي لقول مجاهد " في المقام المحمود" نقول :
لاحظوا كيف يحرص المجسمة على هذا القول الباطل المروي عن مجاهد بسند لا يثبت ويتمسكون به! ولاحظوا وانتبهوا كيف يحتج هؤلاء المجسمة بالأحاديث والآثار الشنيعة المنكرة الإسرائيلية على عقيدتهم التي يدعون أنها عقيدة أهل السنة والجماعة! تباً لها من عقيدة فاسدة! وهذا الأثر عن مجاهد قول منكر واهٍ تقدَّم الكلام عليه كرَّات ومرات!! وقد صرَّح الذهبي والألباني بنكارته فاعترفا بذلك وأقرَّا!! فإذا كان ما أورده الطبراني من الأقوال والاستدلال بهذا الحال من الضعف والنكارة والوضع كان ما قاله باطلاً مردوداً بلا ريـب!! فمن جاءنا بقول رجل يقول قولاً عَرَضْنا قوله على الثوابت العلمية فإن كان ما يقوله حقاً أخذنا به وتبين أن قائله مصيب، وإذا كان باطلاً رددناه ولم نأخذ به ويتبين لنا أنه ليس بحجة ولا دلالة فيه ولا يصح إلزام الناس بقوله لأنَّ قائله مخطىء كائناً من كان!! وأنتم ترون هنا أنَّ ما أورده الذهبي من قول الطبراني مردود باطل لا يصح التعويل عليه!! والطبراني مشهور برواية المنكرات والغرائب في كتبه والتي لا يجوز التعويل عليها بحال من الأحوال!! وفي "تذكرة الحفاظ" للذهبي (2/219) ما مختصره في ترجمة: [محمد بن يحيى بن مَنْدَه الأصبهاني (ت301هـ) محمد بن يحيى بن مَنْدَه إبراهيم بن الوليد.. أبو عبد اللَّه الأصبهاني، جد صاحب التصانيف الحافظ أبي عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن محمد... وروى عنه: القاضي أبو أحمد العسال، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الشيخ. قال أبو الشيخ: هو أستاذ شيوخنا وإمامهم]. والطبراني تكلَّموا فيه ولينه بعضهم وهو مخطىء في تأليف تلك التآليف المستشنعة ككتابه "السنة"، والظاهر أن التجسيم كان فاشياً في تلك الرفقة الأصبهانية التي منها العسَّال والطبراني وأبو الشيخ والسِّلَفي ونحوهم! وأما كلام أهل النقد من الأقدمين في الطبراني: فقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة الطبراني: [لا ينكر له التفرّد في سعة ما روى. لينه الحافظ أبو بكر بن مردويه لكونه غلط، أو نسي]. زاد الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (4/125): [وذكر الحاكم في علوم الحديث، عَن أبي علي النيسابوري أنه كان سَيِّءَ الرأي فيه...
وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار عن يزيد بن هارون وروح بن عبادة فلم أجد إلا أحاديث معدودة وقد روى الطبراني عن إدريس عن يزيد كثيراً وكان الطبراني لقي هذا الشيخ فاغتنمه والبغاددة لم يكن عندهم إدريس بذاك فلم يكثروا عنه... وقد عاب عليه إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي جمعه الأحاديث الأفراد مع ما فيها من النكارة الشديدة والموضوعات وفي بعضها القدح في كثير من القدماء من الصحابة، وَغيرهم.
وهذا أمر لا يختص به الطبراني فلا معنى لإفراده باللوم بل أكثر المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين وهلم جرا إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته والله أعلم].