صفحة 1 من 1

بطلان ما ينقل عن أبي الشيخ من عقيدة التجسيم:

مرسل: الأربعاء مايو 08, 2024 9:19 am
بواسطة عود الخيزران
بطلان ما ينقل عن أبي الشيخ من عقيدة التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(522):
[ الحافظ أبو الشيخ (274 ـ 369):
522- قال محدّث أصبهان مع الطبراني أبو محمد بن حيان رحمه الله في كتاب "العظمة" لـه: (ذِكْرُ عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما وعلو الرب فوق عرشـه) ثمَّ ساق جملة من الأحاديـث في ذلـك قد مضت، وله ((كتاب السنة)) و ((كتاب فضائل الأعمال)) و ((السنن الكبير)) وقع لنا جملة من تصانيفه. وكان إماماً في الحديث ، رفيع الإسناد، سمع أبا بكر بن أبي عاصم وطبقته، ولحق بالكوفة أبا عمر القتات وبالبصرة أبا خليفة، توفي سنة تسع وستين وثلاثمائة وهو في عشر المائة].


أقول في بطلان هذا النقل:

فيما يخص أبي الشيخ فقد قال الذهبي في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (16/279): ((قلت: قد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة واتباع، لولا ما يملأ تصانيفه بالواهيات)). وقال قبل ذلك: ((وعن بعض الطلبة قال: ما دخلتُ على أبي القاسم الطبراني إلا وهو يمزح أو يضحك، وما دخلتُ على أبي الشيخ إلا وهو يصلي)). وقال أبو بكر الخطيب: كان أبو الشيخ حافظاً ثبتاً متقناً.
قلت: ليس هو بثبت ولا متقن!! فإنَّ كتاب "العظمة" مليء بالإسرائيليات عن وهب بن منبه وكعب الأحبار وأمثالهما!! وجُلُّهُ أحاديث واهيات وضعاف لو كان يتقي الله تعالى ما رواها!! وقد عاب الذهبي على الخطيب البغدادي أنه روى حديثاً موضوعاً فوصفه بأنه: (روى حديثاً بقلة ورع) كما في "الميزان" (1/513)!! هذا لأن الخطيب صار أشعرياً فيما بعد!! فكيف بمن روى مئات الأحاديث الواهية والموضوعة؟! والخطيب البغدادي يوثِّق هو وابن أبي حاتم وغيرهما ضعفاء الرجال وأصحاب العقائد الزائغة والمصنفين في التشبيه والتجسيم لمجرّد أنهم كانوا من أهل الحديث!! وهذا من أعجب العجب!! فإذا انفردوا بتوثيق من هذه حاله لا يُقْبَل توثيقهم!! والله المعين!!

وهنا فائدة لطيفة أود ذكرها وهي: أن الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى قال: (في سنده أبو شيخ الأصبهاني ضعفه بلديه الحافظ أبو أحمد العسال، وله ميل إلى التجسيم) ولم يذكر المصدر الذي فيه تضعيف العسَّال لأبي الشيخ، فأبرق الوهابية وأرعدوا كالشيخ المعلمي اليماني في "التنكيل" ولم يعلموا أن الحافظ الدمياطي هو من نص على ذلك في كتاب: "المستفاد من تاريخ بغداد" (2/129) حيث قال: [وإن كان غيره فهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر الأصفهانى ابن حيان المعروف بأبى الشيخ، ضَعَّفَهُ أبو أحمد العسَّال الأصفهانى]. وقال الدمياطي أيضاً هناك (2/133): [ثم ذكر حكاية عن أبى نُعَيم الحافظ أحمد بن عبد الله الأصبهاني صاحب "الحلية" وقد تقدم ذكره، عن أبى محمد عبد الله بن محمد بن حيان وهو أبو الشيخ وقد ضعفه أبو أحمد العسال وهو من أهل بلده]. وكان الألباني المتناقض قد كتب في التعليق على كتاب "التنكيل" (1/31): [كتب الشيخ محمد نصيف إلى فضيلة الشيخ سليمان الصنيع عضو مجلس الشورى بمكة المكرمة، ومدير مكتبة الحرم المكي سابقاً يسأله عن عبارة المعلمي المذكورة آنفاً فكتب فضيلته يقول بعد السلام والتسمية والحمدلة: (وجوابي على ذلك أني اجتمعت بالكوثري عدة مرات في داره بمصر في ذلك الحين وسألته عن ذلك فلم أحصل على نتيجة منه ولو كان صادقاً فيما نسبه إلى أبي أحمد العسال لأوضحه لي حين سؤالي له، والذي يظهر لي أن الرجل يرتجل الكذب ويغالط كما يظهر ذلك مما أوضحه الشيخ عبد الرحمن في "الطليعة" وفي "التنكيل" يضاف إلى ذلك أن الحافظ الذهبي قد ترجم لأبي الشيخ الأصبهاني..] إلى آخر ما هذى به. وهذا يكشف لنا جهل هذه الطائفة وأنها تتقول على أهل العلم وترميهم بالكذب بباطل القول! فالكوثري رضي الله عنه صادق وهم الكاذبون!

والكلام الذي أورده الذهبي فهو مردود باطل بسبب روايته الإسرائيليات والواهيات!! لقد تعلَّق هؤلاء القوم واهتمُّوا بالأحاديث الواهية والأخبار التالفة ولا ندري ما هو سبب ذلك! ولم يتفرغوا لنقد تلك الأخبار وبيان أنها من الواهيات والموضوعات والمنكرات! وإنما قاموا بتصنيف تلك المؤلفات وحشوها بتلك الآثار والأحاديث الموضوعة المستنكرة المستبشعة!