بطلان ما ينسبه ويتعلق به المجسمة للدارقطني من كلام ينصر مذهبهم:

[عود الخيزران]

بطلان ما ينسبه ويتعلق به المجسمة للدارقطني من كلام ينصر مذهبهم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٥٢٩):
[ الدارقطني (306 ـ 385):
529- كان العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر نادرة العصـر وفرد الجهابذة، خُتِمَ به هذا الشأن، فمما صنَّف كتاب ((الرؤية)) وكتاب ((الصفات))، وكان إليه المنتهى في السنة ومذاهب السلف، وهو القائل: ما أنبأني أحمد بن سلامة، عن يحيى ابن يونس، أنا ابن كادش، أنشدنا أبو طالب العشاري، أنشدنا الدارقطني رحمه الله تعالى:

حديث الشفاعة في أحمـد
وأما حديث بإقعـاده

أمـرّوا الحديث على وجهـه
إلى أحمد المصطفى نسنـدهْ

على العرش أيضـاً فلا نجحـدهْ
ولا تدخلوا فيه ما يفسـدهْ

توفي الدارقطني رحمه الله في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة عن ثمانين سنة، وكان يقـول: ما شيءٌ أبغض إليَّ من علم الكلام].

أقول في بيان عدم صحة هذه النسبة للدارقطني:

كلا الكتابين ((الرؤية)) و ((الصفات)) موضوعـان على الدارقطني من قِبَلِ مجسمة الحنابلة!! وفي سنديهمـا ابن كادش والعشاري وهما كذابان حنبليان مجسمان وكنت قد بيَّنت ذلك في رسالتي "البيان الكافي بغلط نسبة كتاب الرؤية للدارقطني بالدليل الوافي"! وهي مطبوعة في ذيل "دفع شبه التشبيه" فليرجع إليها من شاء الاستزادة!! وفي الكتابين أحاديث موضوعة ومنكرة يندى لها الجبين!! ويجل مثل الدارقطني في معرفته ونقده أن يوردها في ذلك الكتاب - لو كان من تصنيفه - الذي يحتج به الدارقطني في مسائل العقائد!!

ثُمَّ إنَّ هذه أبيات مكذوبة على الدارقطني في سندها ابن كادش والعشاري!! فجميع ما أورده الذهبي ههنا عن الدارقطني لا يصح عنه!! وقد اعترف بعدم الثبوت متناقض عصرنا في "مختصر العلو"ص (254)!! حيث قال: [قلت: إن ثبت، وهيهات! وفي الطريق إلى الدارقطني يحيى بن يوش أو بوش أو نوش أو غير ذلك فإنه في المخطوطة مهمل الحرف الأول، ولم أجد له ترجمة كما سبق، وابن كادش هو أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وهو مُخَلِّط. انظر الأحاديث الضعيفة (870)]. أقول: أما (يحيى بن بوش 510-593هـ): فقد كان عمره حينما توفي شيخه اليوسفي (6 سنوات) وهو أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الأزجي الحنبلي الخباز. قال الذهبي عنه في "العبر" (4/283): [كان عامياً]. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (42/153): [.. سمع الكثير في صغره بإفادة خاله علي بن أبي سعد الخباز من أبي طالب عبد القادر بن يوسف ... وأبي العز ابن كادش... ذكره أبو عبد الله الدُّبيثي وقال: كان سماعه صحيحاً بورك في عمره واحتيج إليه وحدث نحواً من أربعين سنة ولم يكن عنده من العلم شيء ... وآخر من روى عنه بالإجازة أحمد بن أبي الخير تُوفي في ثالث ذي القعدة فجأة من لقمةٍ غص بها فمات، وكان فقيراً قانعاً وربما كان يُعطى على التسميع، وَوُلِدَ سنة عشر وقيل سنة ثمانٍ وخمسمائة..]. ومن شيوخ يحيى بن بوش هذا من الحنابلة أبو العز ابن كادش وهو وضاع كبير يروي عقائد باطلة! روى عقيدة باطلة للشافعي عن شيخه العشاري وروى كتاب "الصفات" و"الرؤية" للدارقطني وكل ذلك باطل مردود! قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "لسان الميزان" (1/218): [أحمد بن عبيد الله أبو العز بن كادش مشهور من شيوخ بن عساكر، أقرَّ بوضع حديث وتاب وأناب انتهى (كلام الذهبي) وقد ساق له ابن النجار نسباً إلى عتبة بن فرقد السلمي الصحابي وقال: سمع الكثير بنفسه وقرأ على المشائخ وكتب بخطه وكان يكتب خطاً ردياً وكان يفهم طرفاً من علم الحديث وقد خرَّج وألَّف... وكان مخلطاً كذاباً لا يُحْتَجُّ بمثله، وللأئمة فيه مقال. وقال أبو سعد ابن السمعاني: كان ابن ناصر سيء القول فيه. وقال ابن الأنماطي: كان مخلطاً،..]. وقال ابن عساكر: كان صحيح السماع واعترف هو لابن عساكر بأنه يضع الحديث. فملخص القول أن صحيح السماع هذا كذاب مخلِّط وضَّاع! والسلام. وبه يثبت بطلان كل هذا المروي والمحكي عن الدارقطني.