صفحة 1 من 1

بيان بطلان مذهب ابن منده في التجسيم:

مرسل: الخميس مايو 09, 2024 8:24 am
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان مذهب ابن منده في التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(٥٣٠):
[ابن مَنْدَه (316 ـ 395):
530- قال الإمام الحافظ محدّث المشرق أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه العبدي الأصبهاني مصنّف كتاب ((التوحيد)) وكتاب ((الصفات)) وكتاب ((الإيمـان)) وكتاب ((النفس والروح)) وكتاب ((معرفة الصحابة)) وغير ذلك. ومن قول ابن مَنْدَه: (فهو تعالى موصوف غير مجهول، وموجود غير مُدرك، ومَرْئي غير محاط به لقربه، كأنك تراه، وهو يسمع ويرى، وهو بالمنظر الأعلى، وعلى العرش استوى، فالقلوب تعرفه والعقول لا تُكَـيِّفُهُ وهو بكل شيء محيط)
توفي ابن مَنْدَه سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وله بضع وثمانون سنة].

أقول في بيان بطلان مذهب هذا الرجل:

ابن منده هذا رجل حنبلي مجسم مشهور لا يعول على مقاله، واسمه: محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه بن الوليد بن مَنْدَه بن بُطَّه بن استندار بن جهاربخت بن فيروزان العبدي الحافظ من أهل أصبهان (ت395هـ).
قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/1033) في ترجمة ابن مَنْدَه هذا: [وله كتاب "معرفة الصحابة" قال الحافظ ابن عساكر: له فيه أوهام كثيرة. قال أبو نُعَيم الحافظ في تاريخه في ترجمة ابن مَنْدَه: هو حافظ من أولاد المحدثين اختلط في آخر عمره فحدَّث عن أبي أسيد وابن أخي أبي زُرْعة وابن الجارود بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة، وتخبَّط في أماليه، ونَسَبَ إلى جماعة أقوالاً في المعتقدات لم يُعرفوا بها نسأل الله الستر والصيانة]. وهذا في "تاريخ أصبهان" ص (2/278/1711) للحافظ أبي نُعَيم، وانظر "سير أعلام النبلاء" (17/34) وما قاله الذهبي عقب ذلك في محاولة له في الدفاع عنه تمحّل مردود باطل لا قيمة له!! وقصده فيه عدم انكشاف حقيقة الأقوال التي ينقلها ابن مَنْدَه وهؤلاء المجسمة عن الأئمة السابقين زوراً وبهتاناً حيث يُقَوِّلونَ الأئمة ما لم يقولوا!! ويفترون عليهم الكذب وهم يعلمون!! وقال الذهبي نفسه في ترجمة ابن مَنْدَه هناك ص (41): ((وإذا روى الحديث وسكت أجاد، وإذا بوَّب أو تكلَّم من عنده انحرف وحرفش)) يعني خلَّط، ونسي الذهبي أو تناسى أن يقول وإذا نقل عن السلف كذب وافترى!! وأما الإجادة فلا والله!! فقد اعترف الذهبي عقبها أنه يروي الأحاديث الساقطة والموضوعات!! أفهكذا تكون الإجادة؟! قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (17/41): [..عَنْ يَحْيَى بنِ مَنْدَه، قَالَ: سَمِعْتُ عمِّي عبد الرَّحْمَن، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ الطَّبَرَانِيّ يَقُوْلُ: قُمْتُ يَوْماً فِي مَجْلِس وَالدِك - رَحِمَهُ اللهُ - فَقُلْتُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، فِيْنَا جَمَاعَةٌ مِمَّنْ يدخلُ عَلَى هَذَا المشؤومِ - أَعنِي أَبَا نُعَيم الأَشْعَرِيَّ -، فَقَالَ: أَخرجُوْهُم. فَأَخْرَجْنَا مِنَ المَجْلِسِ فُلاَناً وَفلاَناً، ثُمَّ قَالَ: عَلَى الدَّاخلِ عَلَيْهِم حَرَجٌ أَنْ يَدخُلَ مَجلِسَنَا، أَوْ يَسمعَ منَّا، أَوْ يَرْوِي عَنَّا، فَإِنْ فعلَ فلَيْسَ هُوَ منَّا فِي حِلّ. قُلْتُ: رُبَّمَا آل الأَمْرُ بِالمَعْرُوف بصَاحِبه إِلَى الغضبِ وَالحِدَّة، فيقعُ فِي الهِجْرَان المُحَرَّمُ، وَرُبَّمَا أَفضَى إِلَى التَّكفيرِ وَالسَّعْي فِي الدَّمِ، وَقَدْ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَافرَ الجَاهِ وَالحُرمَةِ إِلَى الغَايَة بِبَلَدِهِ، وَشَغَّب عَلَى أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ الحَافِظِ (أي أبا نُعَيم)، بِحيث إِنَّ أَحْمَد اخْتَفَى. وَلأَبِي عَبْدِ اللهِ كِتَابٌ كَبِيْرٌ فِي الإِيْمَان فِي مُجَلَّد، وَكِتَابٌ فِي النَّفْس وَالرُّوحِ، وَكِتَابٌ فِي الرَّدِّ عَلَى اللَّفظيَّةِ. وَإِذَا رَوَى الحَدِيْثَ وَسكت، أَجَاد، وَإِذَا بوَّب أَوْ تَكَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ، انحرفَ، وَحَرْفَش، بَلَى ذَنْبُه وَذنبُ أَبِي نُعَيم أَنَّهُمَا يَرويَانِ الأَحَادِيْثَ السَّاقطَة وَالمَوْضُوْعَةَ، وَلاَ يَهتِكَانِهَا فنسأَلُ اللهَ الْعَفو]. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (29/278) في ترجمة أبي نُعَيم: [وقال السُّلَميّ: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبّار الفِرْسانيّ يقول: صرتُ إلى مجلس أبي بكر بن أبي عليّ المعدَّل في صِغَري مع أبي، فلمّا فرغ من إملائه قال إنسان: مَن أراد أن يحضر مجلس أبي نُعَيم فلْيَقُمْ، وكان أبو نُعَيم في ذلك الوقت مهجورًا بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشْعَريّة تعصُّبٌ زائدٌ يؤديّ إلى فتنةٍ وقال وقيل، وصراعٍ طويل، فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكاد يُقْتَل، وقال أبو القاسم عليّ بن الحسن الحافظ: ذكر الشّيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمّن أدرك من شيوخ أصبهان أنّ السّلطان محمود بن سُبُكْتِكِين لمّا استولى على أصبهان أمَّرَ عليها والياً من قِِبَله ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي فقتلوه. فردّ السّلطان محمود إليها، وأمّنهم حتّى اطمأنوا. ثمّ قصدهم يوم جمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة. وكانوا قبل ذلك قد منعوا أبا نُعَيم الْحَافِظُ من الجلوس في الجامع، فَسَلِِمَ ممّا جرى عليهم. وكان ذلك من كرامته] ثم ذكر الذهبي كلام الخطيب في أبي نُعَيم أنه يتساهل في الرواية بالإجازة فيقول فيها: (أخبرنا) من غير أن يُبَيِّن! ثم رد الذهبي على الخطيب بسوق دلائل تنفي ما يقول الخطيب ثم قال الذهبي في آخر ذلك: (فبطل ما تَخَيَّلَهُ الخطيب). وَجَدُّ ابنِ مَنْدَه هذا من متشددي الحنابلة! ففي كتاب "طبقات الحنابلة" (1/328): [محمد بن يحيى بن مَنْدَه الأصبهاني أبو عبدالله الحافظ نقل عن إمامنا أحمد فيما ذكره أبو نصر السجزي الحافظ في كتاب "الإبانة" في الرد على الأشعرية قال: وروى محمد بن يحيى بن مَنْدَه الأصبهاني جد أبي عبدالله الحافظ عن أحمد أنه قال: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل].

وما نقله من قول ابن منده هكذا وجدنا هذا الموضع في المخطوطة وفي المطبوع من النسخ والظاهر أنَّ هناك كلمة أو جملة سقطت؛ تقديرها: (ومن قول ابن مَنْدَه) في واحد من هذه الكتب المذكورة:!!

وقوله:( هو تعالى موصوف غير مجهول ....) لم أجد هذا الكلام في كتب ابن مَنْدَه، إلا أن يكون هذا كلاماً للذهبي! وهذا النص الذي أورده الذهبي ليس فيه ما يصح التمسُّك به للمعتقد الذي يريـده الذهبي البتة!! وقوله فيه (وعلى العرش استوى) ليس فيه إشكال لأنه يوافق ظاهر الآية الكريمة وقد بينَّا تفسيرها!!