بطلان مذهب الباقلاني وبيان ضعف مُدعاه:
مرسل: الجمعة مايو 10, 2024 10:39 am
بطلان مذهب الباقلاني وبيان ضعف مُدعاه:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(534):
[ ابن الباقلانـي ( 403):
534- قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني الذي ليس في المتكلّمين الأشعرية أفضل منه مطلقاً، في كتاب ((الإبانة)) من تأليفه: ((فإن قيل: فما الدليل على أنَّ لله وجهاً ويداً؟ قيل له: قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}الرحمن:27، وقولـه: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}ص:75، فأثبت لنفسه وجهاً ويداً، فإن قيل: فما أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إذ كنتم لا تعقلون وجهاً ويداً إلا جارحة؟ قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب في كل شيء كان قائماً بذاته أن يكون جوهراً، لأنَّا وإياكم لم نجد قائماً بنفسه في شاهدنا إلا كذلك، وكذلك الجواب لهم إن قالوا: فيجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضاً، واعتلّوا بالوجود. فإن قيل: فهل تقولون إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على عرشه كما أخبر في كتابه فقال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}فاطر:10، وقـال: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}الملك:16. قال: ولو كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان وفمه وفي الحشوش، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، ولصحَّ أن يُرْغَب إليه إلى نحو الأرض وإلى خلفنا ويميننا وشمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله. إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم تزل ولا يزال موصوفاً بها: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضا)).
وقال مثل هذا القول في كتاب ((التمهيد)) له، وقال في كتاب الذب عن أبي الحسن الأشعري: ((كذلك قولنا في جميع المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صفات الله إذا صحَّ من إثبات اليدين والوجه والعينين، ويقول: إنه يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا كما في الحديث، وأنه مستوٍ على عرشه، إلى أن قال: وقد بينَّا دين الأئمة وأهل السنة أنَّ هذه الصفات تُمَرُّ كما جاءت بغير تكييف ولا تحديد، ولا تجنيس ولا تصوير، كما روي عن الزهري وعن مالك في الاستواء، فمن تجاوز هذا فقد تعدّى وابتدع وضلَّ)).
فهذا النَفَس نَفَسُ هذا الإمام وأين مثله في تبحّره وذكائه وبصره بالملل والنِّحل، فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف، ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردّها، صمٌ بكمٌ غُتْمٌ عجمٌ يدعون إلى العقل، ولا يلوون على النقل، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.
مات القاضي أبو بكر في سنة ثلاث وأربعمائة، وهو في عشر السبعين، حدَّث عن القطيعي وابن ماسى، وقد سارت بمصنَّفاته الركبان].
أقول في بيان فساد هذه الأقاويل:
الباقلاني فيما أرى ليس من المنزهة وإن نفى الجوارح والأعضاء! وهو من جملة السائرين في رَكْب الحنابلة والقائلين بإثبات الجهة والصفات التي يتنزه المولى سبحانه عنها كالاستواء والوجه والعينين واليدين وغير ذلك مما هو معلوم ومذكور في كتبه كـ"الإنصاف" و"التمهيد" وغيرهما! وأقواله مردودة عندنا ومردودة في المعتمد من مذهب الأشاعرة المنزهة من أصحاب المتون والشروح والحواشي الذين لم يعتبروا هذه الأمور من الصفات! وكتبه هو والأشعري لم يتداولها الأشاعرة بالشرح والتدريس على طوال القرون! وقد ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" (11/350) أنَّ له شرحاً على"الإبانة"، لكن قال القاضي عياض في"ترتيب المدارك" (3/601) أنَّ من مؤلفاته كتاب " الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة".
والذي لفت نظري في ترجمته أمران:
(الأول): ما ذكره ابن كثير في"البدايـة" (11/350) حيث قال: ((وقيل إنه كان يكتب على الفتاوى: كتبه محمد بن الطيب الحنبلي، وهذا غريب جداً)).
والأمـر (الثاني): ما ذكره الذهبي في"السير" (17/193) في ترجمته: ((أَمَرَ شيخ الحنابلة أبو الفضل التميمي منادياً يقول بين يدي جنازته: هذا ناصر السنة والدين، والذاب عن الشريعة)) فهذا أمر عجب عجاب مع ما عرف به الحنابلة من معاداتهم للأشعرية!! وشدة بغضهم لهم!! وقال الذهبي في ترجمة شيخ الحنابلة التميمي في "السير" (17/273) أيضاً: ((كان صديقاً للقاضي أبي بكر الباقلاني وموادَّاً له)).
وفي كتاب "تبيين كذب المفتري" لابن عساكر بيان أكثر من هذا عن هذه الصداقة!! وكان الباقلاني ناصبياً ومنه دخل النصب لهذا المذهب!! ومنه اقتبس أبوبكر بن العربي المالكي ما كتبه في أواخر "العواصم" مما يتعلَّق بالخلفاء!! اقتبسه من آخر كتاب" تمهيد الأوائل" للباقلاني!! على أنَّ الباقلاني يقول أشياء كثيرة ليست في صالح الذهبي والمجسمة!! منها: قوله بأنَّ خبر الواحد لا يفيد العلم!! ومن ذلك قوله في "تمهيد الأوائل" ص (441): ((غير أنَّ الفقهاء والمتكلمين قد تواضعوا على تسمية كل خبر قصر عن إيجاب العلم بأنه خبر واحد، وسواء عندهم رواه الواحد أو الجماعة التي تزيد على الواحد. وهذا الخبر لا يوجب العلم على ما وصفناه أولاً ولكن يوجب العمل إن كان ناقله عدلاً ولم يعارضه ما هو أقوى منه...)) اهـ. فتأملوا!!
و الله تعالى لم يثبت لنفسه وجهاً ويداً!! وإنما أثبت من هاتين الآيتين أنه لا يلحقـه موت في الأولى، وأنه هو الذي خلق سيدنا آدم ولم يخلقه غيره في الثانية!!
ولفظة (قائماً بذاته) لا دليل عليها!! وإثبات الوجه والعينين واليدين ونحوها مع ادّعاء أنه ليس جارحة ولا عضواً ثم نفي باقي معانيه اللغوية كلام باطل لا قيمة له ولا معنى! وليس وراءه إلا المكايدة أو النطق بما يوافق الخصوم إما خوفاً لظروف وضغوطات كانت واقعة عليه في ذلك الزمن وهو لا يعتقد هذا الذي يقوله! كما وقع لجماعة في عصرنا حيث كتبوا أشياء لا يعتقدونها في قلوبهم كما صرَّحوا لي بذلك ومنهم: الشيخ عبد الفتاح أبو غده رحمه الله تعالى في ابن تيمية ونحوه، والشيخ شعيب كذلك في ابن تيمية وفي عقائد الوهابية المجسمة!
و ليس هناك من الفرق الإسلامية فرقة تقول بأنَّ الله تعالى في كل مكان!! ولا حتى من يسمونهم الجهمية!!
وتعليقه على كلام من يقول أنّ الله في كل مكان هو كلام فارط لا معنى له!! وإذا كان المسلمون قد أجمعوا على خلافه فَلِمَ تورده؟
وكلامه عن الوجه واليدين و العينين كلام باطل مردود واستدلال غير مستقيم!! وقد تقدَّم الكلام في تفنيد مثله!! والوجه والعينان واليدان ليست صفات وإنما هي أعضاء!! والعقلاء لا يثبتون لله تعالى شيئاً من هذه الثلاثة!!
و لا أريد التعليق على كل كلمة مما قاله الآن!! ولكن أريد أن أُبيّن أنَّ الزهري لم يقل في الاستواء شيئاً مثل ما قاله مالك!! وما روي عن الزهري في الإمرار بينا عدم صحته عنه في "عقد الزبرجد النضيد في شرح جوهرة التوحيد" (1/515-518) فليراجعه من شاء.
ثُمَّ لا بُد أن يعلم أنَّ الصحابة والسلف أوَّلوا تلك النصوص كما هو ثابت عنهم بالأسانيد الصحيحة والحسنة المشهورة! بل المبتدع الضال المتعدي من أثبت لله عينين!! تعالى الله عن خرطكم وهذركم أيها الأئمة النجباء والجهابذة النبغاء علواً كبيراً!! وأنتم لا تملكون يا مَنْ تقولون هذه الأقوال الحكم بالتعدي والابتداع والضلال على من خالفكم في هذا أو تجاوز ما تريدون!! فليس الأمر بيدكم ولا إليكم ولا أنتم آلهة من دون الله تعالى!! ولا بيدكم مقاليد ومفاتيح الأمر!! بل إنَّ أقوالكم التي تقولونها وتجمدون بها على ظواهر بعض النصوص وتؤولون لأجلها البعض الآخر من النصوص مما يعارض أفكاركم وما في نفوسكم هي خطأ محض!! وهي مردودة عليكم!! ويكفي هذا ولا أريد أن أتكلَّم بأكثر من هذا!!
وقوله:( ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردّها)، فنقول:
السلوب هي منهج وأسلوب القرآن الكريم أيها الألمعي!! ألم تر إلى سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن وفيها التوحيد الخالص يقول الله تعالى فيها: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} فأثبت التوحيد بالسلوب وهي بأداة النفي (لم) فكررها هنا ثلاث مرات!! وقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فنفى بِـ (ليس) وقال: {لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ} وكل ذلك بالنفي. فثبت بهذا أنَّ مذهب محاربة السلوب والنفي الذي يلهج به الذهبي وأهل نحلته مذهب معارض للقرآن ولعقيدة الإسلام!! فالتوحيد بنفي المشابهة والمشاركة لا في إثبات التشبيه والتجسيم المسمى عند هؤلاء المساكين مذهب أهل الإثبات!!
و لقد تبيَّن من هو صاحب هذه الصفات يا ذهبي من التعليقات السابقة!!
وقوله:( ولا يلوون على النقل )، فنقول :
وهذا الموضوعات والواهيات والإسرائيليات التي تحتجُّ بها هنا في هذه المسألة العقائدية هل هي عندك النقل الذي يجب أن يلوي الناس عليه؟ ويتركوا العقل المدرك لسقوط هذه الأدلة النقلية وعدم صلاحيتها للحجة أم ماذا؟
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(534):
[ ابن الباقلانـي ( 403):
534- قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني الذي ليس في المتكلّمين الأشعرية أفضل منه مطلقاً، في كتاب ((الإبانة)) من تأليفه: ((فإن قيل: فما الدليل على أنَّ لله وجهاً ويداً؟ قيل له: قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}الرحمن:27، وقولـه: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}ص:75، فأثبت لنفسه وجهاً ويداً، فإن قيل: فما أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إذ كنتم لا تعقلون وجهاً ويداً إلا جارحة؟ قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب في كل شيء كان قائماً بذاته أن يكون جوهراً، لأنَّا وإياكم لم نجد قائماً بنفسه في شاهدنا إلا كذلك، وكذلك الجواب لهم إن قالوا: فيجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضاً، واعتلّوا بالوجود. فإن قيل: فهل تقولون إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على عرشه كما أخبر في كتابه فقال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}فاطر:10، وقـال: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}الملك:16. قال: ولو كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان وفمه وفي الحشوش، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، ولصحَّ أن يُرْغَب إليه إلى نحو الأرض وإلى خلفنا ويميننا وشمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله. إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم تزل ولا يزال موصوفاً بها: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضا)).
وقال مثل هذا القول في كتاب ((التمهيد)) له، وقال في كتاب الذب عن أبي الحسن الأشعري: ((كذلك قولنا في جميع المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صفات الله إذا صحَّ من إثبات اليدين والوجه والعينين، ويقول: إنه يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا كما في الحديث، وأنه مستوٍ على عرشه، إلى أن قال: وقد بينَّا دين الأئمة وأهل السنة أنَّ هذه الصفات تُمَرُّ كما جاءت بغير تكييف ولا تحديد، ولا تجنيس ولا تصوير، كما روي عن الزهري وعن مالك في الاستواء، فمن تجاوز هذا فقد تعدّى وابتدع وضلَّ)).
فهذا النَفَس نَفَسُ هذا الإمام وأين مثله في تبحّره وذكائه وبصره بالملل والنِّحل، فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف، ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردّها، صمٌ بكمٌ غُتْمٌ عجمٌ يدعون إلى العقل، ولا يلوون على النقل، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.
مات القاضي أبو بكر في سنة ثلاث وأربعمائة، وهو في عشر السبعين، حدَّث عن القطيعي وابن ماسى، وقد سارت بمصنَّفاته الركبان].
أقول في بيان فساد هذه الأقاويل:
الباقلاني فيما أرى ليس من المنزهة وإن نفى الجوارح والأعضاء! وهو من جملة السائرين في رَكْب الحنابلة والقائلين بإثبات الجهة والصفات التي يتنزه المولى سبحانه عنها كالاستواء والوجه والعينين واليدين وغير ذلك مما هو معلوم ومذكور في كتبه كـ"الإنصاف" و"التمهيد" وغيرهما! وأقواله مردودة عندنا ومردودة في المعتمد من مذهب الأشاعرة المنزهة من أصحاب المتون والشروح والحواشي الذين لم يعتبروا هذه الأمور من الصفات! وكتبه هو والأشعري لم يتداولها الأشاعرة بالشرح والتدريس على طوال القرون! وقد ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" (11/350) أنَّ له شرحاً على"الإبانة"، لكن قال القاضي عياض في"ترتيب المدارك" (3/601) أنَّ من مؤلفاته كتاب " الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة".
والذي لفت نظري في ترجمته أمران:
(الأول): ما ذكره ابن كثير في"البدايـة" (11/350) حيث قال: ((وقيل إنه كان يكتب على الفتاوى: كتبه محمد بن الطيب الحنبلي، وهذا غريب جداً)).
والأمـر (الثاني): ما ذكره الذهبي في"السير" (17/193) في ترجمته: ((أَمَرَ شيخ الحنابلة أبو الفضل التميمي منادياً يقول بين يدي جنازته: هذا ناصر السنة والدين، والذاب عن الشريعة)) فهذا أمر عجب عجاب مع ما عرف به الحنابلة من معاداتهم للأشعرية!! وشدة بغضهم لهم!! وقال الذهبي في ترجمة شيخ الحنابلة التميمي في "السير" (17/273) أيضاً: ((كان صديقاً للقاضي أبي بكر الباقلاني وموادَّاً له)).
وفي كتاب "تبيين كذب المفتري" لابن عساكر بيان أكثر من هذا عن هذه الصداقة!! وكان الباقلاني ناصبياً ومنه دخل النصب لهذا المذهب!! ومنه اقتبس أبوبكر بن العربي المالكي ما كتبه في أواخر "العواصم" مما يتعلَّق بالخلفاء!! اقتبسه من آخر كتاب" تمهيد الأوائل" للباقلاني!! على أنَّ الباقلاني يقول أشياء كثيرة ليست في صالح الذهبي والمجسمة!! منها: قوله بأنَّ خبر الواحد لا يفيد العلم!! ومن ذلك قوله في "تمهيد الأوائل" ص (441): ((غير أنَّ الفقهاء والمتكلمين قد تواضعوا على تسمية كل خبر قصر عن إيجاب العلم بأنه خبر واحد، وسواء عندهم رواه الواحد أو الجماعة التي تزيد على الواحد. وهذا الخبر لا يوجب العلم على ما وصفناه أولاً ولكن يوجب العمل إن كان ناقله عدلاً ولم يعارضه ما هو أقوى منه...)) اهـ. فتأملوا!!
و الله تعالى لم يثبت لنفسه وجهاً ويداً!! وإنما أثبت من هاتين الآيتين أنه لا يلحقـه موت في الأولى، وأنه هو الذي خلق سيدنا آدم ولم يخلقه غيره في الثانية!!
ولفظة (قائماً بذاته) لا دليل عليها!! وإثبات الوجه والعينين واليدين ونحوها مع ادّعاء أنه ليس جارحة ولا عضواً ثم نفي باقي معانيه اللغوية كلام باطل لا قيمة له ولا معنى! وليس وراءه إلا المكايدة أو النطق بما يوافق الخصوم إما خوفاً لظروف وضغوطات كانت واقعة عليه في ذلك الزمن وهو لا يعتقد هذا الذي يقوله! كما وقع لجماعة في عصرنا حيث كتبوا أشياء لا يعتقدونها في قلوبهم كما صرَّحوا لي بذلك ومنهم: الشيخ عبد الفتاح أبو غده رحمه الله تعالى في ابن تيمية ونحوه، والشيخ شعيب كذلك في ابن تيمية وفي عقائد الوهابية المجسمة!
و ليس هناك من الفرق الإسلامية فرقة تقول بأنَّ الله تعالى في كل مكان!! ولا حتى من يسمونهم الجهمية!!
وتعليقه على كلام من يقول أنّ الله في كل مكان هو كلام فارط لا معنى له!! وإذا كان المسلمون قد أجمعوا على خلافه فَلِمَ تورده؟
وكلامه عن الوجه واليدين و العينين كلام باطل مردود واستدلال غير مستقيم!! وقد تقدَّم الكلام في تفنيد مثله!! والوجه والعينان واليدان ليست صفات وإنما هي أعضاء!! والعقلاء لا يثبتون لله تعالى شيئاً من هذه الثلاثة!!
و لا أريد التعليق على كل كلمة مما قاله الآن!! ولكن أريد أن أُبيّن أنَّ الزهري لم يقل في الاستواء شيئاً مثل ما قاله مالك!! وما روي عن الزهري في الإمرار بينا عدم صحته عنه في "عقد الزبرجد النضيد في شرح جوهرة التوحيد" (1/515-518) فليراجعه من شاء.
ثُمَّ لا بُد أن يعلم أنَّ الصحابة والسلف أوَّلوا تلك النصوص كما هو ثابت عنهم بالأسانيد الصحيحة والحسنة المشهورة! بل المبتدع الضال المتعدي من أثبت لله عينين!! تعالى الله عن خرطكم وهذركم أيها الأئمة النجباء والجهابذة النبغاء علواً كبيراً!! وأنتم لا تملكون يا مَنْ تقولون هذه الأقوال الحكم بالتعدي والابتداع والضلال على من خالفكم في هذا أو تجاوز ما تريدون!! فليس الأمر بيدكم ولا إليكم ولا أنتم آلهة من دون الله تعالى!! ولا بيدكم مقاليد ومفاتيح الأمر!! بل إنَّ أقوالكم التي تقولونها وتجمدون بها على ظواهر بعض النصوص وتؤولون لأجلها البعض الآخر من النصوص مما يعارض أفكاركم وما في نفوسكم هي خطأ محض!! وهي مردودة عليكم!! ويكفي هذا ولا أريد أن أتكلَّم بأكثر من هذا!!
وقوله:( ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردّها)، فنقول:
السلوب هي منهج وأسلوب القرآن الكريم أيها الألمعي!! ألم تر إلى سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن وفيها التوحيد الخالص يقول الله تعالى فيها: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} فأثبت التوحيد بالسلوب وهي بأداة النفي (لم) فكررها هنا ثلاث مرات!! وقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فنفى بِـ (ليس) وقال: {لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ} وكل ذلك بالنفي. فثبت بهذا أنَّ مذهب محاربة السلوب والنفي الذي يلهج به الذهبي وأهل نحلته مذهب معارض للقرآن ولعقيدة الإسلام!! فالتوحيد بنفي المشابهة والمشاركة لا في إثبات التشبيه والتجسيم المسمى عند هؤلاء المساكين مذهب أهل الإثبات!!
و لقد تبيَّن من هو صاحب هذه الصفات يا ذهبي من التعليقات السابقة!!
وقوله:( ولا يلوون على النقل )، فنقول :
وهذا الموضوعات والواهيات والإسرائيليات التي تحتجُّ بها هنا في هذه المسألة العقائدية هل هي عندك النقل الذي يجب أن يلوي الناس عليه؟ ويتركوا العقل المدرك لسقوط هذه الأدلة النقلية وعدم صلاحيتها للحجة أم ماذا؟