بطلان كلام ابن عمّار المجسم الذي يتغنّى به المجسمة:
مرسل: السبت مايو 11, 2024 5:33 pm
بطلان كلام ابن عمّار المجسم الذي يتغنّى به المجسمة:
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(539):
[ يحيى بن عمَّار (332 ـ 422):
539- قال الإمام أبو زكريا يحيى بن عمَّار السجستاني الواعظ في رسالته:
((لا نقول كما قالت الجهمية إنه تعالى مداخل للأمكنة وممازج لكل شيء أو لا نعلم أين هو، بل نقول هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء، وذلك معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}الحديد:4، فهذا الذي قلناه هو كما قاله الله ورسوله)).
قلت: قولك (بذاته) من كيسك، ولها محمل حسن ولا حاجة إليها فإنَّ الذي يؤوّل استوى يقول: أي قهر بذاته واستولى بذاته بلا معين ولا موازر.
كان ابن عمّار له جلالة عجيبة بتلك الديار، وكان يعرف الحديث، أخذ عنه شيخ الإسلام الأنصاري، وكان يروي عن عبدالله بن عدي الصابوني لا الجرجاني، مات في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة عن قريب من ثمانين سنة عفا الله عنه].
أقول في بيان بطلان كلام هذا المجسم:
هذا الرجل مجسم مشهور!! وهو شيخ أبو إسماعيل الأنصاري الهروي!! وجاء في ترجمة ابن حِبَّان في عدة مصادر منها " لسان الميزان" (5/128): ((قال أبو إسماعيل الأنصاري..: سألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم بن حِبَّان فقال: رأيته، ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه)). قلت: ومراده بقوله (كبير دين) أي عقيدة موافقة لأئمة المجسمة!! ولذلك لم يورد الذهبي في "العلو" ابن حِبَّان من جملة الأئمة الذين يقولون بالعلو لأنه كان ضد هذه الأقوال التافهة الباطلة التي يلهجون بها!! وعاد الذهبي فرجع بعد أن قال في" الميزان" في ترجمة ابن حِبَّان عقيب ذلك الكلام ((إنكاره الحدَّ وإثباتكم للحد نوع من فضول الكلام، والسكوت عن الطرفين أولى...)) رجع في " السير" (16/97) فقال: ((قلت: إنكاركم عليه بدعة أيضاً، والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله.... وتعالى الله أن يحدَّ.....))!! وقد ردَّ الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان" (5/129) على قول الذهبي الذي تراجع عنه الذهبي فيما بعد فقال: ((وقوله (قال له النافي ساويت ربك بالشيء المعدوم إذ المعدوم لا حدَّ له) نازل (أي ساقط)، فإنَّا لا نسلِّم أنَّ القول بعدم الحد يُفضي إلى مساواته بالمعدوم بعد تحقق وجوده)).
ولنعد إلى يحيى بن عمّار المجسم، فنجد أنَّ الذهبي نفسه عاد ذاماً له في ((سير أعلام النبلاء)) (17/481) حيث قال: "وكان متحرّقاً على المبتدعة والجهمية بحيث يَؤُولُ به ذلك إلى تجاوز طريقة السلف، وقد جعل الله لكل شيء قدراً"!! ثمَّ ذكر أنهم وجدوا عنده بعد موته أربعين بَدْرَة (أي كيس) في كل بَدْرَة ألف دينار هروية لم يُفَكَّ ختمها!! وعقَّب الذهبي على هذا بعد أسطر فقال: ((لكن ما أقبح بالعالم الداعي إلى الله الحرص وجمع المال!)) فتأملوا!! ولم يصنع له ترجمة مطولة ليبرزه إلا الذهبي في "السير" وفي "تاريخ الإسلام"!
والجهمية لا تقول هذا!! وهذا من افترائهم الدائم على المنزهين كما أثبتنا هذا مرارًا!
وقوله نقلاً عمّن سماهم الجهميّة أو لا نعلم أين هو)؛ هذا حق لأنَّ الأين دال على المكان وهو مستحيل في حق المولى جلَّ وعزَّ عمَّا يصفون!!
وإصرارهم على إثبات كلمة " بذاته" فهو كلام باطل فارغ لا دليل عليه!! وخاصة بعد هدم جميع أدلتهم واستدلالاتهم في هذه المسألة وإنكار الذهبي نفسه عليهم في هذا الكتاب وغيره على هذه اللفظة (بذاته)!! بل قد أنكر ابن عبد البَر في "التمهيد" (7/144) لفظة (بـذاتـه)!! وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/508): عند شرح حديث: ((إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقُ قِبَلَ وَجْهِهِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى)): [وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته ومهما تؤول به هذا جاز أن يتأول به ذاك والله أعلم]. وقد أنكر الذهبي نفسه هنا لفظة (بذاته) كما ترى في الأعلى كما أنكر على أناس آخرين قولهم (على العرش بذاته) كما في ترجمة ابن أبي زيد القيرواني الترجمة (136) النص (531).
ومن المستشنع أن ينسب فهمهم السقيم إلى الله ورسوله فليس هذا بصحيح وهذا كذب على الله ورسوله!!
و الصحيح والحق أنَّ من قال استوى بمعنى استولى بذاته فإنَّ ذلك يجوز خلافاً لمن قال استقرَّ وعلا بذاته لأن القول الثاني يفيد الجسمية والتحيّز!! خلافاً للأول!!
قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(539):
[ يحيى بن عمَّار (332 ـ 422):
539- قال الإمام أبو زكريا يحيى بن عمَّار السجستاني الواعظ في رسالته:
((لا نقول كما قالت الجهمية إنه تعالى مداخل للأمكنة وممازج لكل شيء أو لا نعلم أين هو، بل نقول هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء، وذلك معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}الحديد:4، فهذا الذي قلناه هو كما قاله الله ورسوله)).
قلت: قولك (بذاته) من كيسك، ولها محمل حسن ولا حاجة إليها فإنَّ الذي يؤوّل استوى يقول: أي قهر بذاته واستولى بذاته بلا معين ولا موازر.
كان ابن عمّار له جلالة عجيبة بتلك الديار، وكان يعرف الحديث، أخذ عنه شيخ الإسلام الأنصاري، وكان يروي عن عبدالله بن عدي الصابوني لا الجرجاني، مات في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة عن قريب من ثمانين سنة عفا الله عنه].
أقول في بيان بطلان كلام هذا المجسم:
هذا الرجل مجسم مشهور!! وهو شيخ أبو إسماعيل الأنصاري الهروي!! وجاء في ترجمة ابن حِبَّان في عدة مصادر منها " لسان الميزان" (5/128): ((قال أبو إسماعيل الأنصاري..: سألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم بن حِبَّان فقال: رأيته، ونحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه)). قلت: ومراده بقوله (كبير دين) أي عقيدة موافقة لأئمة المجسمة!! ولذلك لم يورد الذهبي في "العلو" ابن حِبَّان من جملة الأئمة الذين يقولون بالعلو لأنه كان ضد هذه الأقوال التافهة الباطلة التي يلهجون بها!! وعاد الذهبي فرجع بعد أن قال في" الميزان" في ترجمة ابن حِبَّان عقيب ذلك الكلام ((إنكاره الحدَّ وإثباتكم للحد نوع من فضول الكلام، والسكوت عن الطرفين أولى...)) رجع في " السير" (16/97) فقال: ((قلت: إنكاركم عليه بدعة أيضاً، والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله.... وتعالى الله أن يحدَّ.....))!! وقد ردَّ الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان" (5/129) على قول الذهبي الذي تراجع عنه الذهبي فيما بعد فقال: ((وقوله (قال له النافي ساويت ربك بالشيء المعدوم إذ المعدوم لا حدَّ له) نازل (أي ساقط)، فإنَّا لا نسلِّم أنَّ القول بعدم الحد يُفضي إلى مساواته بالمعدوم بعد تحقق وجوده)).
ولنعد إلى يحيى بن عمّار المجسم، فنجد أنَّ الذهبي نفسه عاد ذاماً له في ((سير أعلام النبلاء)) (17/481) حيث قال: "وكان متحرّقاً على المبتدعة والجهمية بحيث يَؤُولُ به ذلك إلى تجاوز طريقة السلف، وقد جعل الله لكل شيء قدراً"!! ثمَّ ذكر أنهم وجدوا عنده بعد موته أربعين بَدْرَة (أي كيس) في كل بَدْرَة ألف دينار هروية لم يُفَكَّ ختمها!! وعقَّب الذهبي على هذا بعد أسطر فقال: ((لكن ما أقبح بالعالم الداعي إلى الله الحرص وجمع المال!)) فتأملوا!! ولم يصنع له ترجمة مطولة ليبرزه إلا الذهبي في "السير" وفي "تاريخ الإسلام"!
والجهمية لا تقول هذا!! وهذا من افترائهم الدائم على المنزهين كما أثبتنا هذا مرارًا!
وقوله نقلاً عمّن سماهم الجهميّة أو لا نعلم أين هو)؛ هذا حق لأنَّ الأين دال على المكان وهو مستحيل في حق المولى جلَّ وعزَّ عمَّا يصفون!!
وإصرارهم على إثبات كلمة " بذاته" فهو كلام باطل فارغ لا دليل عليه!! وخاصة بعد هدم جميع أدلتهم واستدلالاتهم في هذه المسألة وإنكار الذهبي نفسه عليهم في هذا الكتاب وغيره على هذه اللفظة (بذاته)!! بل قد أنكر ابن عبد البَر في "التمهيد" (7/144) لفظة (بـذاتـه)!! وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/508): عند شرح حديث: ((إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقُ قِبَلَ وَجْهِهِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى)): [وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته ومهما تؤول به هذا جاز أن يتأول به ذاك والله أعلم]. وقد أنكر الذهبي نفسه هنا لفظة (بذاته) كما ترى في الأعلى كما أنكر على أناس آخرين قولهم (على العرش بذاته) كما في ترجمة ابن أبي زيد القيرواني الترجمة (136) النص (531).
ومن المستشنع أن ينسب فهمهم السقيم إلى الله ورسوله فليس هذا بصحيح وهذا كذب على الله ورسوله!!
و الصحيح والحق أنَّ من قال استوى بمعنى استولى بذاته فإنَّ ذلك يجوز خلافاً لمن قال استقرَّ وعلا بذاته لأن القول الثاني يفيد الجسمية والتحيّز!! خلافاً للأول!!