النظر والتفكر سبب الدخول في الإيمان الصادق القوي:
مرسل: الأربعاء نوفمبر 01, 2023 6:55 pm
زعم ابن تيمية أن النظر والتفكر قبل الإيمان للدخول فيه والنطق بالشهادتين باطل مخالف للحق! وخالف ابن تيمية جمهور الأشاعرة وأهل النظر من أهل السنة وغيرهم في ذلك!
حيث قال في "مجموع فتاواه" (3/443):
[وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ هَؤُلاءِ الَّذِينَ قَالُوا : مَعْرِفَةُ الرَّبِّ لا تَحْصُلُ إلا بِالنَّظَرِ ثُمَّ قَالُوا : لا تَحْصُلُ إلا بِهَذَا النَّظَرِ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ الجهمية الْقَدَرِيَّةِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ(1) . وَقَدْ اتَّفَقَ سَلَفُ الأمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ وَغَيْرِهِمْ عَلَى خَطَأِ هَؤُلاءِ فِي إيجَابِهِمْ هَذَا النَّظَرَ(2) الْمُعَيَّنَ وَفِي دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ مَوْقُوفَةٌ عَلَيْهِ . إذْ قَدْ عُلِمَ بِالاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُوجِبْ هَذَا عَلَى الأمَّةِ وَلا أَمَرَهُمْ بِهِ بَلْ وَلا سَلَكَهُ هُوَ وَلا أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الأمَّةِ فِي تَحْصِيلِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ].
أقول: إن الآيات القرآنية الكريمة الآمرة بالنظر والتفكُّر في السموات والأرض وما فيهن كافية في بيان خطأ دعوى ابن تيمية هذه وهدمها من أساسها،
ومن تلك الآيات:
قوله تعالى: { قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } العنكبوت : 20 .
وقوله تعالى : { فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ
وَالتَّرَائِبِ } الطارق : 5-7 ،
وقوله تعالى { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ } الغاشية : 17-21 .
وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ، أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } الروم : 9 .
والآيات الحاضَّة على النظر والتفكر كثيرة جداً(3).
والله تعالى أعلم.
-------------
الحواشي السفلية:
(1) الذين قالوا ذلك هم أكابر علماء أهل السنة والجماعة المتبعين لقوله تعالى : { قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } يونس : 101 .
(2) بل جمهور المتكلمين وأئمة السلف على وجوب النظر وهم على خلاف مدعاه .
(3) اقتصرت هنا على ذكر هذه الآيات المتقدمة وأذكر هنا في الحاشية الإشارة إلى مواضع وجود بعضها الآخر : أما النظر ففي الآيات التالية : (البقرة : 259) ، (الأنعام : 99) ، (الأعراف : 185) ، (يونس : 101) ، (الحجر : 16) ، ( النمل : 69) ، (القصص : 40) ، (الروم : 50) ، (فاطر : 44) ، (غافر : 21و82) ، ( سيدنا محمد : 10) ، (ق : 6)، ( عبس : 24) . وأما التفكر الذي هو بمعنى النظر فهو في الآيات التالية : (آل عمران : 191) ، (الرعد : 3) ، (النحل : 11و69) ، (الزمر : 5و42) ، (الجاثية : 13) .
والآيات التي فيها مثل ( يتدبرون ، أو يبصرون ، أو يعقلون .... وغيرها ) كثيرة .
حيث قال في "مجموع فتاواه" (3/443):
[وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ هَؤُلاءِ الَّذِينَ قَالُوا : مَعْرِفَةُ الرَّبِّ لا تَحْصُلُ إلا بِالنَّظَرِ ثُمَّ قَالُوا : لا تَحْصُلُ إلا بِهَذَا النَّظَرِ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْكَلامِ الجهمية الْقَدَرِيَّةِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ(1) . وَقَدْ اتَّفَقَ سَلَفُ الأمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ وَغَيْرِهِمْ عَلَى خَطَأِ هَؤُلاءِ فِي إيجَابِهِمْ هَذَا النَّظَرَ(2) الْمُعَيَّنَ وَفِي دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ مَوْقُوفَةٌ عَلَيْهِ . إذْ قَدْ عُلِمَ بِالاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُوجِبْ هَذَا عَلَى الأمَّةِ وَلا أَمَرَهُمْ بِهِ بَلْ وَلا سَلَكَهُ هُوَ وَلا أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الأمَّةِ فِي تَحْصِيلِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ].
أقول: إن الآيات القرآنية الكريمة الآمرة بالنظر والتفكُّر في السموات والأرض وما فيهن كافية في بيان خطأ دعوى ابن تيمية هذه وهدمها من أساسها،
ومن تلك الآيات:
قوله تعالى: { قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } العنكبوت : 20 .
وقوله تعالى : { فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ، خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ
وَالتَّرَائِبِ } الطارق : 5-7 ،
وقوله تعالى { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ، وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ } الغاشية : 17-21 .
وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ، أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } الروم : 9 .
والآيات الحاضَّة على النظر والتفكر كثيرة جداً(3).
والله تعالى أعلم.
-------------
الحواشي السفلية:
(1) الذين قالوا ذلك هم أكابر علماء أهل السنة والجماعة المتبعين لقوله تعالى : { قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } يونس : 101 .
(2) بل جمهور المتكلمين وأئمة السلف على وجوب النظر وهم على خلاف مدعاه .
(3) اقتصرت هنا على ذكر هذه الآيات المتقدمة وأذكر هنا في الحاشية الإشارة إلى مواضع وجود بعضها الآخر : أما النظر ففي الآيات التالية : (البقرة : 259) ، (الأنعام : 99) ، (الأعراف : 185) ، (يونس : 101) ، (الحجر : 16) ، ( النمل : 69) ، (القصص : 40) ، (الروم : 50) ، (فاطر : 44) ، (غافر : 21و82) ، ( سيدنا محمد : 10) ، (ق : 6)، ( عبس : 24) . وأما التفكر الذي هو بمعنى النظر فهو في الآيات التالية : (آل عمران : 191) ، (الرعد : 3) ، (النحل : 11و69) ، (الزمر : 5و42) ، (الجاثية : 13) .
والآيات التي فيها مثل ( يتدبرون ، أو يبصرون ، أو يعقلون .... وغيرها ) كثيرة .