صفحة 1 من 1

بطلان الكلام المنسوب لأبي الفتح نصر المقدسي في مسألة التجسيم:

مرسل: الثلاثاء مايو 21, 2024 6:20 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان الكلام المنسوب لأبي الفتح نصر المقدسي في مسألة التجسيم:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(550):
[ الفقيه نصر المقدسي (410 ـ 490):
550- قال الإمام الزاهد شيخ الإسلام أبوالفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي في كتاب ((الحجة)) له، وهو مجلَّد في السنة:
((وأنَّ الله مستوٍ على عرشه بائن من خلقه، كما قال في كتابه)).
كان الفقيه نصر سيد أهل الشام في وقته علماً وعملاً، كان يتقوَّت باليسير، يخبز في جنب الكانون قرصاً يفطر عليه، قال: درست على الفقيه سُليم الفقه من سنة سبع وثلاثين إلى سنة أربعين، كتبت عنه تعليقته في ثلاثمائة جزء، ما كتبـت حرفاً منها إلا وأنا على وضوء، وقد نزل إليه السلطان تتش بدمشق فلم يقم له، ونفذ إليه بمال من الجزية فردَّه، أخذ عنه الغزالي والكبار، ومات في سنة تسعين وأربعمائة ].

أقول في بطلان هذا الكلام:

لم يقل الله تعالى في كتابه (بائن من خلقه)! فهذه اللفظة من جملة البدع على طريقة المجسمة المتظاهرين باتباع السلف وهم يقولون في عبارتهم المشهورة عنهم: (لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه)! ثم؛ قد جاء في التعليق على ترجمة البيهقي قبل ترجمتين أنه نفى المباينة! إذ قال في " الأسماء والصفات" ص (410): [والقديم سبحانه عال على عرشه لا قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين عن العرش، يريد به مباينة الذات التي هي بمعنى الاعتزال أو التباعد، لأنَّ المماسة والمباينة التي هي ضدها والقيام والقعود من أوصاف الأجسام، والله عزَّ وجلَّ أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فلا يجوز عليه ما يجوز على الأجسام تبارك وتعالى].
فهذا النص من البيهقي كَشَفَ مراد المنزهين بالمباينة عندما اضطروا لذكرها! وبذلك بطل استدلال الذهبي على العلو بكلام أمثال البيهقي والفقيه نصر المقدسي! إلا أن يتبين لنا أن كلام الفقيه نصر المقدسي غير ثابت أساساً أو كان من جملة المائلين إلى التجسيم كابن قدامة وأمثاله من الحنابلة المقدسيين! واسم كتاب الفقيه نصر كاملاً كما ذكره الذهبي في ترجمته في" السير" (19/137): " الحجة على تارك المحجة".
وهذا الكتاب غير كتاب " الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة" لأبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني المتوفى سنة (535 هـ)!!
وليس في هذا النص دلالة على العلو الحسي الذي يريده الذهبي!! لأنَّ الكل مؤمنون بقول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وإنما اختلفوا في معناه!! فالمجسمة تفسّره بالجلوس والاستقرار ونحوهما من معاني التشبيه والتجسيم وأهل الحق يفسرونه بما يليق به سبحانه وبما يدل الشرع واللغة عليه!!
وكل هذا الثناء كلام إنشائي لا فائدة فيه في مسألة العلو!!