بطلان استدلال المجسمة بكلام الكرجي:

[عود الخيزران]

بطلان استدلال المجسمة بكلام الكرجي:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(556):
[أبو الحسن الكرجي (458 ـ 532):
556- قال العلامة أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي صاحب شيخ الإسلام الهروي في عقيدته الشهيرة أولها:
محاسـن جسمي بُدِّلَـتْ بالمعايـب
وأفضـل زاد للمعاد عقيـدة

عقيدة أصحاب الحديث فقد سمـت
عقائدهـم أنَّ الإله بذاتـه

وأنَّ استواء الرب يُعقـل كونـه
وشيب فؤادي شوب وصل الحبائـب

على منهج في الصدق والصبر لاحب
بأرباب دين الله أسنى المراتـب

على عرشه مع علمـه بالغوائـب
ويُجْهَلُ فيه الكيف جهل الشهـارب

وهذه القصيدة طويلة أزيد من مائتي بيت، وكان ناظمها الكرجي من كبار الفقهاء الشافعية، مات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة].

أقول في بيان بطلان هذا الاستدلال:

الراجح أنَّ هذه القصيدة مكذوبة على الكرجي كما بيناه في التعليقات على النص (531) من كتاب " العلو" فارجع إليها!! وقد اعتمد ذلك الإمام السبكي!! وقال السبكي أيضاً في ((الطبقات)) (6/141): [إذا عرفت هذا فاعلم أنّا وقفنا على قصيدة تعزى إلى هذا الشيخ وتلقَّب بِـ (عروس القصائد في شموس العقائد) نال فيها من أهل السنة، وباح بالتجسيم، فلا حيَّا الله معتقدها ولا حيَّى قائلها كائناً من كان، وتكلَّم فيها في الأشعري أقبح كلام، وافترى عليه أيَّ افتراء..]!!
ونقل السبكي ص (144) بعض أبيات تلك القصيدة فذكر منها:
وخُبْثُ مقالِ الأشعريِّ تخنُّـثٌ
يُزيِّنُ هذا الأشعريُّ مقالَـه

فينفي تفاصيلاً ويثبت جملـة
يؤوِّل آيات الصفات برأيـه

ويجزم بالتأويل من سنن الهـدى
يضاهي تلوِّيهِ تلوِّي الشغـازبِ

ويقشبه بالسمِّ يا شرَّ قاشِـبِ
كناقضة من بعد شدِّ الذوائـبِ

فجرأته في الدِّين جرأةُ خـاربِ
ويخلب أغماراً فأَشْئِم بخالـبِ

وذكر السبكي أنَّ الذهبي لم يحك هذه الأبيات فقال ص (141): ((وكان يتمنَّى فيما أعرفه منه أن يحكي الأبيات الأُخَر، ذات الطامات الكُبَر، التي سأذكرها لك، ولكن يخشى صولة الشافعية، وسيف السنة المحمدية))!!