صفحة 1 من 1

الرد على تخبطات أبي القاسم التيمي ونقض استدلال المجسمة بكلامه:

مرسل: الجمعة مايو 24, 2024 10:39 am
بواسطة عود الخيزران
الرد على تخبطات أبي القاسم التيمي ونقض استدلال المجسمة بكلامه:

قال الذهبي في كتابه " العلو" النص رقم(557):
[أبو القاسم التيمي(457 ـ 535):
557- قال الإمام الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الطلحي الأصبهاني مصنّف ((الترغيب والترهيب)) وقد سئل عن صفات الرب فقال:
مذهب مالك والثورى والأوزاعي والشافعي وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وأحمد ويحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي وإسحاق بن راهويه أنَّ صفات الله التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله من السمع والبصر والوجه واليدين وسائر أوصافه أنها هي على ظاهرها المعروف المشهور من غير كيف يتوهم فيها ولا تشبيه ولا تأويل، قال ابن عُيَيْنَة: كل شيء وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره، ثمَّ قال: أي هو على ظاهره لا يجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل.
توفي حافظ وقته أبو القاسم في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة].

أقول في الكشف عن هذا التخبط و النقض على من يتعلق به:

المشكلة أن أبا قاسم التيمي هذا أصبهاني! - وكانت أصبهان إحدى أوِكار المجسمة وبلدانهم - ومائل مع أصحاب الحديث الظاهريين! وليس هو من السلف! وأثنى عليه ابن مَنْدَه الحنبلي! وكتابه "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة" على نفس طريقتهم ومنهجهم! وقد طُبِـع في مجلديـن!! وهو كتاب عليه مؤآخذات مثله مثل تلك الكتب التي يسمونها بكتب السنة!! إلا أنه أخف وطأة منهـا!! فليس هو مثل كتب عثمان الدارمي أو السنة المنسوب لابن أحمد بن حنبل!! وإنما هو من بابة شريعة الآجُرِّي وسنة ابن أبي عاصم ونحوهما مع زيادة شرح وبيان!! وعلى كل الأحوال فهو كتاب ضعيف ينبغي التنكب عنه!! قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (4/1278) بعد أن خلع عليه ألقاب التفخيم والتبجيل: [سمع أبا عمرو ابن مَنْدَه وعائشة بنت الحسن وإبراهيم بن محمد الطيار.. وأصحاب ابن مَنْدَه... قال يحيى بن مَنْدَه: كان حسن الاعتقاد جميل الطريقة قليل الكلام ليس في وقته مثله... قال عبد الجليل بن محمد كوتاه: سمعت أئمة بغداد يقولون: ما رحل إلى بغداد بعد الإمام أحمد أحفظ وأفضل من الإمام إسماعيل. وقال أبو موسى المديني في ذكر من هو على رأس المائة الخامسة لا أعلم أحداً في ديار الإسلام يصلح لتأويل الحديث إلا إسماعيل الحافظ. قلت: هذا تكلُّف فإن الرَّجل ما كان في رأس المائة قد اشتهر...]. ومن أقوال أبي القاسم الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (2/121) قوله: [هَذَا وَقد تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَار أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم كَانَ يَدْعُو الْكفَّار إِلَى الْإِسْلَام والشهادتين. وقَالَ لِمعَاذ حِين بَعثه إِلَى الْيمن: "ادعهم إِلَى شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله". وَقَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله". وَمثل هَذَا كثير، وَلم يرو أَنه دعاهم إِلَى النّظر وَالِاسْتِدْلَال، وَإِنَّمَا يكون حكم الْكَافِر فِي الشَّرْع أَنه يدعى إِلَى الْإِسْلَام، فَإِن أَبى وَسَأَلَ النظرة والإمهال لَا يُجَاب إِلَى ذَلِكَ، وَلكنه: إِمَّا أَن يسلم أَو يُعْطي الْجِزْيَة، أَو يقتل]. أقول: وغفل قوَّام السنة عن كتاب الله تعالى - الذي فسَّره ووصفوه به أنه إمام في التفسير - وفيه قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}العنكبوت:20. وقوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ}الطارق:5، وقوله تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ، فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ}الغاشية:17-21. فهو لا يريد إلا الحديث!

وقد تقدم في التعليق على النص (388) من كتاب " العلو" ، تفنيد كل هذا المنقول عن السلف وعن ابن عُيَينة وبيان عدم ثبوته عنه وعنهم! فلم يقل أولئك الأئمة هذه الألفاظ!! وبعضهم كالشافعي لم يقل ذلك أصلاً!! وإذا قالوا بأنه قال ذلك فأين قاله؟! والواقع أنهم ينسبون للعلماء الذين قبلهم أقوالاً لم يقولوها!! وقد بينت في الجزء الأول من شرحي على الجوهرة ذلك بإسهاب ونقلت عن معظم أولئك العلماء من السلف التأويل في الصفات!