بطلان ما نقله الذهبي عن محمد بن إسحاق، وأنه قال: (ثم يبدو العرش عليه ملك الملوك تبارك وتعالى):

[عود الخيزران]

بطلان ما نقله الذهبي عن محمد بن إسحاق، وأنه قال: (ثم يبدو العرش عليه ملك الملوك تبارك وتعالى):

قال الذهبي في كتابه "العلو" النص رقم (357)
[محمد بن إسحاق إمام أهل المغازي (150):
357ــ كان يبالغ في نشر أحاديث الصفات ويأتي بغرائب!! فقال محمد بن حميد الرازي الحافظ، نا سلمة بن الفضل، حدثني ابن إسحاق قال: (بعث الله ملكاً من الملائكـة يعني إلى بخت نصر فقال: هل تعلم يا عدو الله كم بين السماء إلى الأرض؟ قال: لا. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وغلظها كذلك) إلى أن قال: ( ثمَّ يبدو العرش عليه ملك الملوك تبارك وتعالى )، أي عدو الله فأنت تطلع إلى ذلك، ثمَّ بعث الله عليه البعوضة فقتلته. كذا قال (بخت نصر) والمحفوظ أنَّ صاحب القصة نمروذ].

أقول في بيان بطلان هذه الرواية:

ابن إسحق مشهور ولا يلتفت لمثل هذه الروايات التي يأتي بها فإنه لا يقول بها!! وقد قال أحمد أو ابنه كما في " السير" (7/46): ((لم يكن يُحتج به في السنـن)) يعني العقائد والله تعالى أعلم. وقال مالك فيما حكى أحمد عنه: ((دجال من الدجاجلة)). قلت: يحتج به في الظنيات إذا لم يدلس بعد السبر والله أعلم.
ومثل هذا مما لا يعوَّل عليه!! فكان الأجدر بالمصنّف أن لا يذكر اسمه هنا لأنه لا يمكن إلزامه بما رواه هنا!!
وإسناد هذا الكلام؛ إسناد تالف وهو من الكذب الإسرائيلي. محمد بن حميد الرازي من جملة الوضاعين. وقال الذهبي نفسه في ترجمته في "تذكرة الحفاظ" (2/290): ((غير معتمد يأتي بمناكير كثيرة... وقال صالح جزرة: ما رأيت أحداً أحذق بالكذب من الشاذكوني وابن حميد)). وقال الذهبي في" الكاشف" أيضاً: ((وثقه جماعة والأولى تركه. قال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير. وقال البخاري: فيه نظر. وقال النَّسائي: ليس بثقة)) قلت: سكت الألباني المتناقض عن هذا كله في" مختصر العلو" ص (150) فلم يذكر عنه شيئاً وأوهم بأنه ثقة!! فتدبروا!! وسلمة بن الفضل ضعيف على التحقيق، وثقه ابن معين وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/84): [عنده مناكير.. وَهَّنَهُ علي] أي: ابن المديني، قال علي - المديني-: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه. كما في "تهذيب الكمال" (11/306). وهذا الكلام الذي ذكره ابن إسحق هُرَاء إسرائيلي ظاهر. هنيئاً للذهبي والمتمسلفين به!