صفحة 1 من 1

ما جاء في معاوية من الذم بلسان الشرع (2)

مرسل: السبت يونيو 08, 2024 12:16 pm
بواسطة cisayman3
تكملة أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام في معاوية

[2- ثبت في الصحاح والسنن أن معاوية كان يأمر الناس بسب سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه وهذا ذنب عظيم كما هو منصوص عليه في الشريعة:
روى مسلم في الصحيح (2404) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:
أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال ما منعك أن تسب أبا التراب ؟! فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له خلَّفَه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي)).
وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم } دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال اللهم هؤلاء أهلي(1).
فتأملوا كيف يأمر معاوية الصحابة بسب سيدنا علي رضي الله عنه!
وقد روى ابن ماجه (121) بسند صحيح(2) عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً فنال منه(3)! فغضب سعد ؛ وقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ـ عنه ـ: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) وسمعته يقول: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) وسمعته يقول: ((لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله)).
فهذه رواية صريحة في أن معاوية كان ينال من سيدنا علي: أي يسبَّه ويشتمه!!
وقد أمر معاوية ولاته أن يشتموا ويسبوا سيدنا علياً ويأمروا الناس بذلك ومن ذلك:
ما رواه مسلم في الصحيح (2409) عن الصحابي الجليل سهل بن سعد قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان ؛ قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً قال فأبى سهل ؛ فقال له: أما إذ أبيت فقل لعن الله أبا التراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها....
فبهذا ثبت أن معاوية كان يسب سيدنا علياً رضي الله عنه ويأمر الناس بسبِّه وقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من سب علياً فقد سبني)).
فقد روى أحمد في ((المسند)) (6/323) بسند صحيح عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أَيُسَبُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكم ؟! قلت: معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها! قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من سب علياً فقد سبني))(4).
ورواه الحاكم أيضاً (3/121) وزاد: ((ومن سبني فقد سب الله)).
وسب معاوية وشيعته لسيدنا علي رضي الله عنه مشهور بل متواتر ويحتاج هذا لجمع مصنف خاص فيه(5).
فالآن ملخص الأمر هو أن معاوية سب سيدنا علياً وأمر بالسب والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من سب علياً فقد سبني)).
فهل أنتم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم مع معاوية الذي يسب سيدنا علياً مع علمه بأنه إن فعل ذلك فأنما سب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
وهل يجوز أن ندافع عمن يسب سيدنا علياً رضي الله عنه ومن يسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية:
(1) ذكرنا أن هذا الحديث رواه مسلم (2404) وكذا الترمذي (3724) وغيرهما.
(2) وهذا قد صححه متناقض عصرنا الألباني في صحيح ابن ماجه (1/26).
(3) أي سبَّه وشتمه!
(4) صححه شعيب الأرنأووط في تعليقه على المسند (44/329) والألباني في صحيحته (3332) ورواه أيضاً النسائي في الكبرى (5/133) وله روايات عديدة ذكرها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9/130). وله ألفاظ أخرى وروايات عديدة منها ما رواه ابن أبي شيبة (12/76-77) والطبراني في الكبير (23/322) وأبو يعلى (12/444) وغيرهم.
(5) منه ما في مسند أحمد (1/187) وسنن أبي داود (4649و4650) وغيرهما بإسناد صحيح إنكار الصحابي سعيد بن زيد على المغيرة بن شعبة أنه يسب في مجلسه سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام والرضوان حيث يقول سعيد بن زيد: ((يا مغير بن شعبة! ألا تسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُسَبُّون عندك ولا تنكر ولا تُغَير ؟)). وقد صحح هذا متناقض عصرنا الألباني في ((صحيح أبي داود)) (3/880/3887).
ومنه ما رواه ابن أبي عاصم في سنته (1350) عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: كنا عند معاوية فقام رجل فسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسب وسب فقام سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: يا معاوية ألا أرى يُسَب علي بين يديك ولا تغير!! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((هو مني بمنزلة هارون من موسى)).