صفحة 1 من 1

ما جاء في معاوية من الذم بلسان الشرع (7)

مرسل: السبت يونيو 08, 2024 12:30 pm
بواسطة cisayman3
13- معاوية يلبس الذهب والحرير ويفترش جلود السباع بشهادة الصحابة والإسلام ينهى عن ذلك.
اعترف الذهبي بأن معاوية غير بريء من الهنات وإليك بعض ذلك بصحيح الأسانيد: قال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (3/158):
[عن خالد بن معدان، قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود، ورجل من الأسد له صحبة إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: توفي الحسن! فاسْتَرْجَع(1).
فقال ـ معاوية ـ: أتراها مصيبة ؟! قال: ولم لا ؟! وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجره وقال: هذا مني، وحسين من علي.
فقال للأسدي: ما تقول أنت ؟ قال: جمرة أُطفئت.
فقال المقدام(2): أنشدك الله! هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عن لُبْس الذهب والحرير ؟ وعن جلود السباع والركوب عليها ؟
قال: نعم.
قال: فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك.
فقال معاوية: عرفت أني لا أنجو منك(3)].
قال الذهبي تعليقاً على هذه الرواية: [إسناده قوي، ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم(4) وما هو ببريء من الهَنَات، والله يعفو عنه] انتهى كلام الذهبي من ((السِّيَر))، فتأملوا في التعصب والدفاع بالباطل مع الاعتراف بالهنات!
هذا الحديث صريح في أن معاوية خالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة الصحابة ومن حوله.
وقد ذكر المعلق على ((سير النبلاء)) أن بقية صرح بالتحديث.
14- ابن عباس وسَمُرَة يلعنان معاوية والسيدة عائشة تلعن عمرو بن العاص! وسيدنا عمر بن الخطاب يلعن سَمُرَة صديق معاوية!
روى الحاكم في ((المستدرك)) (4/13) عن السيدة عائشة أنها قالت: ((لعن الله عمرو بن العاص)) وعمرو هو أحد أعوان معاوية وشركائه في أفعاله.
وفي ((مسند أحمد)) (1/217) بسند صحيح أن ابن عباس يلعن معاوية لكنهم رووا هذه الرواية على الإبهام بقوله (فلاناً) سَتراً على معاوية!!
قال ابن عباس: ((لعن الله فلاناً عمدوا إلى أعظم أيام الحج فمحوا زينته وإنما زينة الحج التلبية)).
وقد بين أن المراد باللعن معاوية ما رواه ابن خزيمة في صحيحه (4/260) عن سعيد بن جبير قال: كنا مع ابن عباس بعرفة، فقال لي: يا سعيد ما لي لا أرى
الناس يلبون ؟! فقلت: يخافون من معاوية(5).
قال: فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي(6).
وذكر ابن كثير في ((البداية)) عن جعفر بن سليمان الضبعي قال: أقر معاوية سَمُرَة بعد زياد ستة أشهر ثم عزله فقال سَمُرَة: لعن الله معاوية ؛ والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبداً(7).
وروى ابن أبي شيبة (2/108) بإسناد صحيح أن سيدنا علياً عليه السلام والرضوان كان يقول في قنوته:
((اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبا الأعور السلمي وأشياعه، وعبدالله بن قيس وأشياعه)).
ورواه البلاذري بسند صحيح في ((أنساب الأشراف)) (ج2/75/ب) بلفظ أن سيدنا علياً قال: اللهم العن معاوية بن أبي سفيان بادئاً، وعمرو بن العاص ثانياً، وأبا الأعور السلمي ثالثاً، وعبد الله بن قيس رابعاً .
وأما ما ذكره البخاري (3765) من قول ابن عباس عن معاوية إنه فقيه فهو من تحوير الرواة فقد خالف ذلك الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1/289) فرواه بلفظ: ((فقام معاوية فركع ركعة واحدة فقال ابن عباس: من أين ترى أخذها
الحمار ؟!)) وسندها صحيح.
وقد بيَّن الشيخ العلامة الكوثري رحمه الله تعالى أن عباس قال ذلك تقية من معاوية ولكن الذي صحَّ عنه بسندين هو قوله بأنه (حمار) وليس (فقيه)!
فقد ذكر رحمه الله تعالى في كتابه ((النكت في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة)) ص (186) من طبعة (المكتبة الأزهرية) في فصل (الوتر بركعة واحدة) ما نصه:
((لو صحَّ عن ابن عباس هذا لحمل على التقية لأنه كان حاربه تحت راية علي كرم الله وجهه فلا مانع من أن يحسب حسابه في مجالسه العامة دون مجلسه الخاص)).
وقد جاء أن معاوية أول من خطب الجمعة قاعداً وسار على هذه السنة الخبيثة منحرفو بني أمية كما في ((الكامل)) لابن الأثير (4/555)، وكذلك معاوية أول من ترك التكبير في الصلاة كما في الفتح (2/270).
وفي مسند أحمد (4/195) وصحيح ابن حبان (7/216) وغيرهما أن الصحابي الجليل شُرَحبيل بن حسنة رضي الله عنه كان يقول: ((صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعمرو أضل من حمار أهله)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي السفلية:
(1) في رواية أبي داود (4131): فرجّع المقدام. أي قال المقدام إنا لله وإنا إليه راجعون من حزنه!
(2) في رواية أبي داود (4131): أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره.
(3) رواه أبو داود (4131) والطبراني في الكبير (20/269) ورواه أحمد (4/132) إلى حد لا نكتشف منه ضلال معاوية، وقد صرح بقية هناك بالتحديث عند أحمد. وصحح الحديث الألباني في صحيح أبي داود (2/778)، ورواه النسائي مختصراً (4255)، وقد ذكر المعلق على السير أن بقية الراوي صرح بالتحديث في موضع آخر.
(4) كلام لا دليل عليه بل الأدلة قائمة على عكس ذلك!
(5) وهذا يثبت أن معاوية كان يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، وليس بيد المسلمين ومنهم الصحابة يومئذ شيء!
(6) وهو صحيح ورواه الحاكم في المستدرك (1/464-465) وصححه، والنسائي في السنن الكبرى (2/419) وفي الصغرى (5/253) أيضاً وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي (2/631برقم2812)، والضياء في المختارة (10/378).
(7) انظر تاريخ ابن جرير الطبري (3/240) والبداية والنهاية (8/67) والكامل في التاريخ لابن الأثير (3/343) و (7/275).