بيان بطلان زيادة:( فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها) الواردة في حديث جابر بن عبدالله:
مرسل: الخميس يوليو 04, 2024 3:34 pm
بيان بطلان زيادة:( فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها) الواردة في حديث جابر بن عبدالله:
قال الذهبي في كتابه " العلو":
حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته يوم عرفة: ((ألا هل بلَّغت؟)) فقالوا: نعم. فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها إليهم ويقول: ((اللهم اشهد)) أخرجه مسلم]
أقول في بيان بطلان هذه الزيادة والنقض على المجسمة عند استدلالهم بها:
هذا الحديث صحيح دون لفظ (يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها)
وأقـول: ليس في هذا الحديث دلالة على العلو الذي تريده المجسمة البتة وقد أوضحنا هذا في مقدمة ((دفع شبه التشبيه)) ص (62) حيث قلت هناك:
((ليس في رفعها إلى السماء أي دلالة على أنَّ الله حالٌ في السماء أو أنه في جهتها ولا علاقة لهذه الإشارة بهذا الموضوع البتة، وإنما جرت العادة عند الناس في مخاطباتهم حتى فيما بينهم عندما يقول الإنسان في خطابه: (أيها الناس اشهدوا على كذا) فإنه يشير بإصبعه رافعاً إياها، والإشارة بالإصبع في عُرْف البشر علامة على الإشهاد لا غير، ولذلك سُمِّيَتْ السبابة شاهداً، والمصلي في التشهد يرفع إصبعه عند التشهد ثمَّ يَـنْـكُـتُهَا للأسفل ولا يعني المسلم العاقل الفاهم أنَّ معنى ذلك أنَّ الله في السماء، لا سيما وهو يشير بها إلى جهة الكعبة فيكون معنى ذلك كما قال الإمام النووي وغيره من الأئمة إعلان التوحيد باليد وباللسان وبالقلب، وأين هذا من عقيدة التجسيم الناصة على أنَّ الله تعالـى في السماء)). انتهى من مقدمتي لكتاب ((دفع شبه التشبيه)).
على أنني تتبعتُ روايات هذا الحديث (حديث حجـة الوداع) فوجدته قد روي في صحيح البخاري في ثمانية مواضع من حديث ابن عمر (1742و4403و7077) وابن عباس (1739و1740) وأبي بَكْرَة (1741و4406و7078) وليس فيه ذكر رفع الإصبع ونكتها. ووجدته في مسند أحمد (3/80) و"سنن ابن ماجه" (3931) من حديث أبي سعيد الخدري وليس فيه ذكر الإصبع والنكت؛ وفي "مسند أحمد" من حديث نُبَيْطِ بنِ شَرِيط (4/305) بسند صحيح، ومن حديث العَدَّاءِ بنِ خالد الكِلَابي (5/30) في مسند أحمد وهو صحيح، أيضاً وكـذا في "مسند أحمد" (5/68) وهو حسن الإسناد، من حديث أبي غادية عليه من الله ما يستحق، وفي "المسند" (5/73) عن عم أبي حُرَّة الرَّقَاشي وفي حديث هـذا الأخير: ((وبسط يديـه)) بـدل ((أشار بإصبعه))!! وهي تُعَكِّر على رواية ((أشار بإصبعه))!! وكذا يعكر على رواية الإشارة بالإصبع رواية أحمد في "المسند" (3/371) بسند صحيح عن جابر نفسه ولفظه: ((هل بلَّغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد)) وليس فيها ((أشار بإصبعه)) وكذا يعكر عليه حديث أبي حُمَيد السَّاعدي في غير هذه القضية في البخاري (7174) في كتاب الأحكام وغيره وفيـه: ((ثمَّ رفع يديه حتى رأينا عُفْرَتي إبطيه اللهم هل بلَّغت ثلاثاً)) ففيه أنه صلى الله عليه وآله وسلَّم كان يرفع يديه عند قوله اللهم هل بلغت كما يرفعهما في الدعاء، وبذا يبطل استدلال المجسمة بهذا الحديث من ناحية السند والرواية أيضاً!! والله الهادي.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبته يوم عرفة: ((ألا هل بلَّغت؟)) فقالوا: نعم. فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها إليهم ويقول: ((اللهم اشهد)) أخرجه مسلم]
أقول في بيان بطلان هذه الزيادة والنقض على المجسمة عند استدلالهم بها:
هذا الحديث صحيح دون لفظ (يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها)
وأقـول: ليس في هذا الحديث دلالة على العلو الذي تريده المجسمة البتة وقد أوضحنا هذا في مقدمة ((دفع شبه التشبيه)) ص (62) حيث قلت هناك:
((ليس في رفعها إلى السماء أي دلالة على أنَّ الله حالٌ في السماء أو أنه في جهتها ولا علاقة لهذه الإشارة بهذا الموضوع البتة، وإنما جرت العادة عند الناس في مخاطباتهم حتى فيما بينهم عندما يقول الإنسان في خطابه: (أيها الناس اشهدوا على كذا) فإنه يشير بإصبعه رافعاً إياها، والإشارة بالإصبع في عُرْف البشر علامة على الإشهاد لا غير، ولذلك سُمِّيَتْ السبابة شاهداً، والمصلي في التشهد يرفع إصبعه عند التشهد ثمَّ يَـنْـكُـتُهَا للأسفل ولا يعني المسلم العاقل الفاهم أنَّ معنى ذلك أنَّ الله في السماء، لا سيما وهو يشير بها إلى جهة الكعبة فيكون معنى ذلك كما قال الإمام النووي وغيره من الأئمة إعلان التوحيد باليد وباللسان وبالقلب، وأين هذا من عقيدة التجسيم الناصة على أنَّ الله تعالـى في السماء)). انتهى من مقدمتي لكتاب ((دفع شبه التشبيه)).
على أنني تتبعتُ روايات هذا الحديث (حديث حجـة الوداع) فوجدته قد روي في صحيح البخاري في ثمانية مواضع من حديث ابن عمر (1742و4403و7077) وابن عباس (1739و1740) وأبي بَكْرَة (1741و4406و7078) وليس فيه ذكر رفع الإصبع ونكتها. ووجدته في مسند أحمد (3/80) و"سنن ابن ماجه" (3931) من حديث أبي سعيد الخدري وليس فيه ذكر الإصبع والنكت؛ وفي "مسند أحمد" من حديث نُبَيْطِ بنِ شَرِيط (4/305) بسند صحيح، ومن حديث العَدَّاءِ بنِ خالد الكِلَابي (5/30) في مسند أحمد وهو صحيح، أيضاً وكـذا في "مسند أحمد" (5/68) وهو حسن الإسناد، من حديث أبي غادية عليه من الله ما يستحق، وفي "المسند" (5/73) عن عم أبي حُرَّة الرَّقَاشي وفي حديث هـذا الأخير: ((وبسط يديـه)) بـدل ((أشار بإصبعه))!! وهي تُعَكِّر على رواية ((أشار بإصبعه))!! وكذا يعكر على رواية الإشارة بالإصبع رواية أحمد في "المسند" (3/371) بسند صحيح عن جابر نفسه ولفظه: ((هل بلَّغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد)) وليس فيها ((أشار بإصبعه)) وكذا يعكر عليه حديث أبي حُمَيد السَّاعدي في غير هذه القضية في البخاري (7174) في كتاب الأحكام وغيره وفيـه: ((ثمَّ رفع يديه حتى رأينا عُفْرَتي إبطيه اللهم هل بلَّغت ثلاثاً)) ففيه أنه صلى الله عليه وآله وسلَّم كان يرفع يديه عند قوله اللهم هل بلغت كما يرفعهما في الدعاء، وبذا يبطل استدلال المجسمة بهذا الحديث من ناحية السند والرواية أيضاً!! والله الهادي.