صفحة 1 من 1

بطلان حديث:( أين كان ربنا؟) الذي جاء من رواية أبي رزين العُقيلي:

مرسل: الجمعة يوليو 05, 2024 9:57 am
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث:( أين كان ربنا؟) الذي جاء من رواية أبي رزين العُقيلي:

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث سمعناه من أحمد بن هبة الله وجماعة، عن محمد بن عبد الواحد، ثنا اسماعيل بن علي، أنا محمد بن علي النحوي، أنا أبو بكر بن المقرىء، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا عمرو بن موسى، ثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حُدُس عن أبي رزين العُقَيلي قال:
قلـتُ: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: ((كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثمَّ خلق العرش ثمَّ استوى عليه)) رواه الترمذي وابن ماجه وإسناده حسن،
وقد رواه شعبة وغيره عن يعلى فقالوا (عُدُس) بدل (حُدُس) ورواه اسحق ابن راهويه عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد، وعنده: ((ثمَّ كان العرش فارتفع على عرشه)) وروى حرب عن ابن راهويه ((تحته هواء وفوقه هواء)) يعني السحـاب، قال أبو عبيد: العماء: الغمام. وقال الحسن بن عمران الحنظلي الهروي: سمعت أبا الهيثم خالد بن يزيد الرازي يقول: أخطأ أبو عبيد إنما العمى مقصور، ولا يُدرى أين كان الرب، يعني قبل خلق العـرش، ويُروى عن أبي رَزِين حديث طويل بإسنادين مدنيين في الباب لكنه ضعيف ].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

كلا بل إسناده ضعيف والحديث موضوع جزماً!! فقد رواه أحمد في "المسند" (4/11) والترمذي (5/288/3109) وابن ماجه (1/64/182) والطبراني في "الكبير" (19/207/468) وفي السند وكيع بن عُدُس ولم يوثقه إلا ابن حِبَّان ولم يروِ عنه إلا يعلى بن عطاء؛ ثمَّ إنَّ الترمذيَّ نقل في سننه عقبه تأويل الحديث عن يزيد بن هارون فقال: ((قال يزيد بن هارون: العماء أي ليس معه شيء)). وأوَّلَه الحافظ ابن حِبَّان عند روايته له في صحيحه (14/8) وَوَهَّمَ ابن حِبَّان حماد بن سلمة فقال هناك: [وَهِمَ في هذه اللفظة حماد بن سلمة من حيث في (غمام) إنما هو (في عماء) يريد به: أنَّ الخلق لا يعرفون خالقهم من حيث هم، إذ كان ولا زمان ولا مكان، ومَنْ لم يُعْرَف له زمان ولا مكان ولا شيء معه لأنه خالقها كان معرفة الخلق إياه كأنه كان في عماء عن علم الخلق، لا أنَّ الله كان في عماء، إذ هذا الوصف شبيه بأوصاف المخلوقين].

انتبه هنا إلى تأويلات السلف والمحدثين لأمور تتعلق بالصفات وقارن بين هذا وبين ما نقله الترمذي نفسه في سننه عن بعض المحدثين من أنها (لا تُفَسَّر) ثم نقل في مواضع عدة تفسيرها عن بعض علماء السلف من المحدثين كما هو واضح هنا.
وقد ضعَّف هذا الحديث متناقض عصرنا!! في تخريجه لسنة ابن أبي عاصم حديث رقم (612) وفـي "ضعيف الترمـذي" ص (382) حديث رقم (602) وفي "ضعيف ابن ماجه" برقم (32) كما قال في "ضعيف الترمذي"، وقال في "مختصر العلو" ص (186) تعليق 193: [وقال: رواه الترمذي وابن ماجه وإسناده حسن! كذا قال وهو مردود لما ذكرنا فتنبَّه]! قلت: وقد تقدّم الكلام في التعليق على كتاب ((دفع شبه التشبيه)) ص (190) على حماد بن سلمة والرد على من قال بتقليد أعمـى: (مَنْ سمعتموه يتكلَّم في حماد فاتهموه)، وبينا أنَّ هذه إحدى الخرافات الباطلة!!

ثُمَّ انظروا كيف يجعلون الهواء والسحاب قديمين مع الله في الأزل!! تعالى سبحانه عن ذلك!
وبالجملة فكل ما ذكره بعد هذا الحديث الموضوع كلام فارغ وهو من حشو الكلام الذي لا قيمة له!! وهو دال على أنَّ عقول المجسمة مُبَرسمة!! تظنُّ أنَّ لله فوقاً وهو الهواء!! وعلى كلٍ فحديث وكيع بن عُدُس هذا مع وضعه لا دلالة فيه على ما يريد المصنِّف!!