صفحة 1 من 1

بيان ضعف حديث أبي سعيد الخدري الذي جاء بلفظ:( ألا تأمنوني وأنا أمين مَنْ في السماء؟):

مرسل: الجمعة يوليو 05, 2024 11:09 am
بواسطة عود الخيزران
بيان ضعف حديث أبي سعيد الخدري الذي جاء بلفظ:( ألا تأمنوني وأنا أمين مَنْ في السماء؟):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي سعيد الخدري قال رسول الله :
((ألا تأمنوني وأنا أمين مَنْ في السماء؟ يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءاً)) متفق عليه من حديث عمارة بن القعقاع عن عبد الرحمن ابن أبي نُعْم عنه مطوَّلاً؛ أَوَّلُهُ: بعث عليٌّ من اليمن بِذُهَـيْـبَة ].


أقول في بيان ضعف هذا الحديث وتفنيد الدعوى القائمة عليه:

الحديث غير صحيح بهذا اللفظ، وأقول: رواه بهذا اللفظ الذي تمسَّكت به المجسمة البخاري (8/67/4351) ومسلم (2/742/1064) من رواية عمارة بن القعقاع، وقد رويَ في الصحيحين أيضاً بخلاف هذا اللفظ، فقد خالفه سعيد بن مسروق الثوري والد سفيان في الصحيحين وغيرهما فلم يذكر فيه لفظ (السماء) الذي تشبثت به المجسمة كما سيأتي تخريجه إن شاء الله فيكون لفظ السماء من تصرّف الرواة!! فقد روى الثوري الحديث بلفظ: ((أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني)) رواه البخاري (6/376/3344) و (13/416/7432) ومسلم (2/741/1064) والنَّسائي في الصغرى (5/87/2578) و (7/118/4101) وأبو داود (4/243/4764) وأحمد (3/68و73) وغيرهم، وهذا وحده كافٍ في نقض الرواية التي ذكرها المصنف وعدم اعتبارها، فالشك لا تثبت به الأحكام في الطهارات فضلاً عن العقائد والقطعيـات!! وقد روي الحديث في الصحيحين أيضاً وليس فيه اللفظ الذي استدلَّ به المجسمة على العلـو ولفظـه ((ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟!)) من حديث جابر وأبي سعيد!! رواه البخاري (6/617/3610) ومسلم (2/744برقم1604/148) من طريق الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد به. وأخرجه البخاري (6/238/3138) من طريق عمرو بن دينار عن جابر؛ ومسلم (2/740/1063) وأحمد في مواضع منها (3/354) من طريق أبي الزبير سمعت جابـر. وكل هذه الطرق توهّن اللفظ الذي ذكره المصنف بل تدكُّه دكاً!! وقال الحافظ هناك في شرح الرواية التي أوردها المصنِّف في "الفتح" (8/68): ((وسيأتي الكلام على قوله (من في السماء) في كتاب التوحيد)). قلت: ذكر الكلام عليه في "الفتح" (13/412) فقال: ((قال الكَرْمَاني: قوله (في السماء) ظاهره غير مراد، إذ الله مُنَزَّهٌ عن الحلول في المكان، لكن لـمَّا كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات، وبنحو هذا أجاب غيره عن الألفاظ الواردة في الفوقية ونحوها)).
وكلمة ذُهيبة هي تصغير ذَهَبَة. وكانت تِبْرَاً قال الحافظ: وقد يؤنَّث الذهب في بعض اللغات. وفي القاموس ما مفاده: أنَّ التِّبْرَ هو: فُتَاتُ الذهب والفضة قبل أن يصاغا.