صفحة 1 من 1

بيان تلبيس المجسمة والنقض عيه في استدلالهم بحديث أبي هريرة الذي جاء فيه:(... فعرج إلى ربه...):

مرسل: الأحد يوليو 07, 2024 10:58 am
بواسطة عود الخيزران
بيان تلبيس المجسمة والنقض عيه في استدلالهم بحديث أبي هريرة الذي جاء فيه:(... فعرج إلى ربه...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ حديث في صحيفة همام عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((كان ملك الموت يأتي الناس عياناً فأتى موسى عليه السلام فلطمه فذهب بعينـه، فعرج إلى ربه عزَّ وجلَّ؛ فقال: يا ربِّ؛ بعثتني إلى موسى فلطمني فذهب بعيني؛ ولولا كرامته عليك لشققتُ عليه، قال: ارجع إلى عبدي فقل له فليضع يده على ثور فله بكل شعرة وارتْ كفَّهُ سَنَة يعيشها. فأتاه فبلَّغَهُ ما أمره فقال: ثمَّ ماذا بعد ذلك؟ قال: الموت. قال: الآن. فشمَّه شمة قبض فيها روحه، وردَّ الله على ملك الموت بصره)).
وفي لفظٍ: ((فلطم عينه ففقأها، فرجع، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فردَّ الله عليه عينه، وقال ارجع إلى عبدي فقل له: إن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور ـ وفيه ـ قال يا ربِّ فالآن، وقال: ربِّ أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر)) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)) ، متفق على ثبوته].


أقول في بيان هذا التلبيس والنقض عليه:

اللفظة التي وردت في الحديث:( فعرج إلى ربه)، قد وقع الاستدلال بهذه اللفظة على العلو الحسي!! ولكنّها لا تثبت!! ولم نجدها في كتاب إلى الآن!! وقد بحثـت في جميـع الكتـب الحديثيـة التي بين يـديَّ فلم أجد هذه اللفظة فيها! والذي في صحيح مسلم (2372) ومسند أحمد (2/315و351) من حديث همـام عـن أبي هريرة ((فرجع الملك إلى الله)). وليس (فعرج)!

وقوله:( وفي لفظٍ: ((فلطم عينه ففقأها، فرجع)، هذا هو اللفظ الواقع في الصحيحين، البخاري (1339و3407) ومسلم (2372) وغيرهما من كتب السنة التي وقفت في تخريج الحديث عليها إذ لم يرد فيها اللفظ الذي جـاء بـه الذهبي أولاً وهو (فعرج إلى ربه) والتي استدلَّ بها الذهبي على العلو.
ومسألة الكثيب الأحمر؛ هو موضوع إسرائيلي، وهو في الصحيحين غير مرفوع فيهما بل هو من كلام أبي هريرة نبّه على ذلك الحافظ في "الفتح" (3/207) قلت: وهو مما نقله أبوهريرة عن كعب الأحبار انظر البخاري (1339و3407) ومسلم (2372). وقد ثبت بأنَّ أبا هريرة كان يروي عن كعب الأحبار ما في التوراة ففي الموطأ (243) ومسند أحمد (2/486) بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: ((خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله ....)).

وحكم الذهبي بأنه متفق عليه فأقـول:
هذا من جملة تدليسات المؤلف!! فاللفظ الذي وقع استدلاله به وأورد الحديث لأجله في هذا الكتاب ليس متفقاً عليه!! أي ليس في البخاري ولا في مسلم!! بل ليس في كتاب مما وقفتُ عليه للآن!! وإن كان الحديث قد رويَ في الصحيحين وغيرهما!! لكن بدون هذا اللفـظ (فعرج)!! فإيراد هذا اللفظ فيه إيهامٌ أنه في الصحيحين وبالتالي فإن إيهامه صحة هذا اللفظ من مستشنع الأفعال!! فإذا لم يكن هذا التدليس والتحريف فلا أدري ماذا يسمَّى هذا عند أهل الحديث!! وليتأمّل كل منصف ماذا يصنع التعصب وكيف ينتصر الإنسان إذا أصابه التعصب لمذهبه وفكره ولو بالطرق الباطلة المزيفة!! وعلى ذلك يصدق وصف جماعة من الحفاظ للمصنِّف بأنه متعصب!! أعاذنا الله من ذلك!! والحديث بدون اللفظ الذي أشرنا إليه!! رواه من طريق معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة البخاري (3/206/1339) و (6/440/3407) ومسلم (4/1842/2372) وعبد الرزاق (11/274/20530) وأحمد (2/269) والنَّسائي (4/118/2089) وابن أبي عاصم ص (266) حديث (599)، وابن حِبَّان (14/113) كلهم رووه موقوفاً إلا في المصنف وعند ابن حِبَّان. ومن طريق عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة رواه أحمد (2/533) وابن جرير في تاريخه (1/256). ومن طريق همام عن أبي هريرة بلفظ: ((فرجع ملك الموت إلى ربه)) وبلفظ: ((فرجع الملك إلى الله تعالـى)) رواه عبـدالرزاق (11/275/20531) والبخـاري (6/441) دون أن يذكـرا لفـظ (فعرج) بل أشارا بأنه نحو حديث طاووس عن أبي هريرة، وذكر لفظه وبَيَّنَهُ مسلم في الصحيح (4/1843/2372) وابن حِبَّان (14/116) والبغوي في ((شرح السنة)) (5/265/1451) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) ص (492) وغيرهم. وليس في رواية واحد منهم ما ذكره المصنّف فالله تعالى أعلم من أين جاء المصنِّف بها ومن هو واضعها من المجسمة وأذنابهم!! وعلى كلٍ فليس في إثبات لفظ (العروج) دلالة على ما يريد المجسمة لما بينَّاه في معنى العروج فيما تقدّم من هذا التعليقات فارجع إليها عند ذكر الآيات الكريمة أوَّل كتاب الذهبي!!