صفحة 1 من 1

بطلان حديث أبي عاصم العباداني الذي جاء فيه:(... فإذا الرب جلَّ جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم...):

مرسل: الأحد يوليو 07, 2024 11:00 am
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث أبي عاصم العباداني الذي جاء فيه:(... فإذا الرب جلَّ جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي عاصم العباداني عن الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور؛ فرفعوا رؤوسهم؛ فإذا الرب جلَّ جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم يـا أهـل الجنـة. فذلك قوله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}يس:58)) ، أخرجه ابن ماجه في سننه في باب ما أنكرت الجهمية عن ابن أبي الشوارب عن العباداني، وإسناده ضعيف].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

أبو عاصم العباداني قال الذهبي نفسه في "الميزان" (4/543) عنه: ((ليس بحجة يأتي بعجائب. وقال العُقَيلي: منكر الحديث)).

والفضل الرقاشي ؛ في "تهذيب الكمال" (23/246-247) ما ملخصه: ((قال ابن مَعِين: كان قاصاً، وكان رجل سوء. قلت: فحديثه؟ قال لا تسأل عن القدري الخبيث. وقال أبو زُرْعَة وأبو حاتم: منكر الحديـث. وقال أيوب السختياني: لو أنه ولد أخرس كان خيراً له. وقال أبو داود: كان هالكاً. وقال حماد بن زيد: كان من أخبث الناس قولاً)) قلت: وقد وصفوه بالاعتزال فإذا كان ذلك مذهبه حقاً فيبعد أن يروي مثل هذا الحديث ولعلَّه وُضِعَ عليه!!!
والحديث موضوع رواه ابن ماجه (1/66/184) وقال الزبيدي في "شرح الإحيـاء" (9/649): ((ورواه... ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم والآجُرِّي في "الشريعة" وابن مردويـه)) وأورده الحافظ ابن الجوزي في "الموضوعات" وكذا الحافظ السيوطي في ((اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة)) (2/460) من طرق ذكر في بعضها أنَّ ابن النجار رواه في تاريخه من طريق سليمان ابن أبي كريمة عن ابن جريج عن أبي صالح عن أبي هريرة؛ وسليمان ابن أبي كريمة أورده الحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (3/121) وقال: ((ضعَّفه أبو حاتم، وقال ابن أبي حاتم: عامة أحاديثه مناكيـر))!! قلت: وتاريخ ابن النجار أحد مستودعات الأحاديث الواهية والموضوعة!!

ورمي الذهبي للمنزهة بأنهم جهمية فانظر وتأمَّل في هذه الأحاديث المنكرة الموضوعة التي يوردها بعض المحدثين في الرد على مَنْ يسمونهم بالجهمية!! وهم - أعني الجهمية عندهم - في الحقيقة الذين يُنَزِّهون الله تعالى عن التشبيه والتجسيم!! لتدرك مبلغ أولئك المحدثين من العلم والفهم!! وأنَّ اشتغالهم واختصاصهم في هذا العلم لم ينفعهم شيئاً إذ أوردوا في مصنفاتهم الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة!! فلم يسلكوا في إثبات عقيدة الإسلام الاستدلال بآيات القران المحكمة والأحاديث الصحيحة غير المعارضة!! التي لم يَشُبها شذوذ الألفاظ ولا تَصَرُّف الرواة!! وقد كان همهم مكايدة بعض المبتدعة بنظرهم تقليداً لأشياخهم وللأفكار والأجواء التي عاشوا فيها والرد عليهم ولو بباطل الأقوال وواهي الاستـدلال!! فلا حول ولا قوَّة إلا بالله.