بطلان حديث أبي موسى الأشعري الذي جاء فيه:( حجابه النور أو النار ولو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أدركه بصره):
مرسل: الأحد يوليو 07, 2024 11:03 am
بطلان حديث أبي موسى الأشعري الذي جاء فيه:( حجابه النور أو النار ولو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أدركه بصره):
قال الذهبي في كتابه "العلو":
[حديث أبي موسى الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلـم:
((إنَّ الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور أو النار ولو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أدركه بصره)) أخرجه الشيخان].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
كلا لم يخرجه الشيخان إنما انفرد به مسلم فقط فرواه دون البخاري. والذي أراه أن مسلماً أعلَّه بعد روايته له في صحيحه (179) حيث قال: [(( .. حِجَابُهُ النُّورُ)). وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: ((النَّارُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ)). وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ وَلَمْ يَقُلْ حَدَّثَنَا، حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ ((مِنْ خَلْقِهِ)). وَقَالَ: ((حِجَابُهُ النُّورُ))]. نبَّه مسلم كما ترى على أن في ألفاظه زيادات وفي أسانيده عنعنات وهذا تعليل منه للحديث أو لتلك الزيادات التي فيه بعد لفظ (النور). كما نبَّه غير مسلم على هذا التعليل، فقال الطيالسي (133-204هـ) في مسنده ص (67 برقم491): [حدثنا شعبة، والمسعودي، عن عمرو بن مرة، سمع أبا عبيدة، يحدث عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل بالنهار وعمل النهار بالليل)). زاد المسعودي: ((حجابه النار، لو كشفها لأحرقت سُبُحَات وجهه كل شيء أدركه بصره] اهـ، وبذلك تبين أن هذه زيادة من بعض الرواة كما نبه على ذلك هذان الحافظان، وهي عندنا زيادة باطلة، وقد أوضحت هذا كله في تخريجي حديثاً وتعليقي على كتاب "تأسيس التقديس" للفخر الرازي رحمه الله تعالى. وقد رواه أيضاً أحمد في مسنده (4/405) وابن ماجه (1/70) وابن خزيمة في كتاب "التوحيـد" ص (19) وابن حِبَّان (1/499/266) والطيالسي برقم (491) وغيرهم. والحديث - كما أسلفت - عندي باطل موضوع.
هـذا وقـد تكلمنا عليه من قبل أيضاً فيما علَّقناه على ((دفع شبه التشبيه)) ص (200) وبينَّا هنالـك أن جملـة ((حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) معلَّة لا تثبت!!
وذكرنا هناك أنَّ أبا عبيد القاسم بن سلام قال: لا تعرف السُّبُحَات في لغة العرب ولم يُسمع بها إلا في هذا الحديـث!! فالله أعلم من أين أتوا بها والظاهر أنها من الإسرائيليات!!! ونصُّ أبو عبيد في كتابه "غريب الحديث" (3/173) وهو قوله هناك: [وهذا الحرف قوله: "سُبُحات وجهه" لم نسمعه إلا في هذا الحديث].
على أننا لو أثبتنا الحديث فليس فيه ما يدل على العلو الذي يريده المصنِّف والمجسمة!! وذلك لأنَّ استدلالهم هنا وقع في جملة (يُرفع إليه عمل الليل...) وليس في ذلك دلالة على أنَّ الله تعالى في السماء!! لأنَّ الأمر إذا عُرِضَ على مَن هو أعلى في المنزلة يسمَّى رفعاً!! ومنه ترافعوا إلى القاضي؛ ورُفِعَ الأمر إلى السلطان!! ومنه حديث أنس: ((أن رسول الله لم يُرْفَع إليه قصاص قط إلا أمر بالعفو)) رواه أحمد في مسنده (3/252). فالملائكة تصعد إلى منازلها في السماء عند صلاة العصر والصبح فيسألهم الله وهو أعلم بهم كما جاء ذلك في حديث تقدَّم، ولا يعني ذلك أنَّ الله تعالى حال في السماء أو تذهب الملائكة عنده إنما يكلمهم كما كلَّم سيدنا موسى عليه السلام في الأرض، والله تعالى أعلم. والمصنِّف أخذ هذا الاستدلال من كتب العقائد الفاسدة مثل توحيد ابن خزيمة ص (19-20) وشريعة الآجُرِّي ص (304) وإيمان ابن مَنْدَه (2/769-770) وسنة ابن أبي عاصم ص (272) واعتقاد اللالكائي (3/414) وردِّ عثمان الدارمي وأمثالها من مستودعات الضعاف والمنكرات والواهيات!!
قال الذهبي في كتابه "العلو":
[حديث أبي موسى الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلـم:
((إنَّ الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور أو النار ولو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه كلَّ شيء أدركه بصره)) أخرجه الشيخان].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
كلا لم يخرجه الشيخان إنما انفرد به مسلم فقط فرواه دون البخاري. والذي أراه أن مسلماً أعلَّه بعد روايته له في صحيحه (179) حيث قال: [(( .. حِجَابُهُ النُّورُ)). وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: ((النَّارُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ)). وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ وَلَمْ يَقُلْ حَدَّثَنَا، حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ ((مِنْ خَلْقِهِ)). وَقَالَ: ((حِجَابُهُ النُّورُ))]. نبَّه مسلم كما ترى على أن في ألفاظه زيادات وفي أسانيده عنعنات وهذا تعليل منه للحديث أو لتلك الزيادات التي فيه بعد لفظ (النور). كما نبَّه غير مسلم على هذا التعليل، فقال الطيالسي (133-204هـ) في مسنده ص (67 برقم491): [حدثنا شعبة، والمسعودي، عن عمرو بن مرة، سمع أبا عبيدة، يحدث عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل بالنهار وعمل النهار بالليل)). زاد المسعودي: ((حجابه النار، لو كشفها لأحرقت سُبُحَات وجهه كل شيء أدركه بصره] اهـ، وبذلك تبين أن هذه زيادة من بعض الرواة كما نبه على ذلك هذان الحافظان، وهي عندنا زيادة باطلة، وقد أوضحت هذا كله في تخريجي حديثاً وتعليقي على كتاب "تأسيس التقديس" للفخر الرازي رحمه الله تعالى. وقد رواه أيضاً أحمد في مسنده (4/405) وابن ماجه (1/70) وابن خزيمة في كتاب "التوحيـد" ص (19) وابن حِبَّان (1/499/266) والطيالسي برقم (491) وغيرهم. والحديث - كما أسلفت - عندي باطل موضوع.
هـذا وقـد تكلمنا عليه من قبل أيضاً فيما علَّقناه على ((دفع شبه التشبيه)) ص (200) وبينَّا هنالـك أن جملـة ((حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)) معلَّة لا تثبت!!
وذكرنا هناك أنَّ أبا عبيد القاسم بن سلام قال: لا تعرف السُّبُحَات في لغة العرب ولم يُسمع بها إلا في هذا الحديـث!! فالله أعلم من أين أتوا بها والظاهر أنها من الإسرائيليات!!! ونصُّ أبو عبيد في كتابه "غريب الحديث" (3/173) وهو قوله هناك: [وهذا الحرف قوله: "سُبُحات وجهه" لم نسمعه إلا في هذا الحديث].
على أننا لو أثبتنا الحديث فليس فيه ما يدل على العلو الذي يريده المصنِّف والمجسمة!! وذلك لأنَّ استدلالهم هنا وقع في جملة (يُرفع إليه عمل الليل...) وليس في ذلك دلالة على أنَّ الله تعالى في السماء!! لأنَّ الأمر إذا عُرِضَ على مَن هو أعلى في المنزلة يسمَّى رفعاً!! ومنه ترافعوا إلى القاضي؛ ورُفِعَ الأمر إلى السلطان!! ومنه حديث أنس: ((أن رسول الله لم يُرْفَع إليه قصاص قط إلا أمر بالعفو)) رواه أحمد في مسنده (3/252). فالملائكة تصعد إلى منازلها في السماء عند صلاة العصر والصبح فيسألهم الله وهو أعلم بهم كما جاء ذلك في حديث تقدَّم، ولا يعني ذلك أنَّ الله تعالى حال في السماء أو تذهب الملائكة عنده إنما يكلمهم كما كلَّم سيدنا موسى عليه السلام في الأرض، والله تعالى أعلم. والمصنِّف أخذ هذا الاستدلال من كتب العقائد الفاسدة مثل توحيد ابن خزيمة ص (19-20) وشريعة الآجُرِّي ص (304) وإيمان ابن مَنْدَه (2/769-770) وسنة ابن أبي عاصم ص (272) واعتقاد اللالكائي (3/414) وردِّ عثمان الدارمي وأمثالها من مستودعات الضعاف والمنكرات والواهيات!!