صفحة 1 من 1

بطلان حديث عمران بن خالد الذي جاء فيه إثبات المكان الحسي لله تعالى:

مرسل: الأحد يوليو 07, 2024 11:03 am
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث عمران بن خالد الذي جاء فيه إثبات المكان الحسي لله تعالى:

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ حديث: أخبرنا القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام ببعلبك، أنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة إحدى عشرة وستمائة، أخبرنا محمد بن عبدالباقي الحاجب، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا أبو سهل القطان، ثنا عبدالكريم الديرعاقولي، ثنا رجاء بن مرجا البصري، ثنا عمران بن خالد بن طليق، حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: اختلفت قريش إلى حُصَين والد عمران، فقالوا: إنَّ هذا الرجل يذكر آلهتنا فنحب أن تكلّمه وتعظه، فمشوا معه إلى قريب من باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجلسوا ودخل حُصَين، فلمَّا رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أوسعوا للشيخ)) فقال: ما هذا الذي بلغنـا عنك؟! إنك تشتم آلهتنا وتذكرهم، وقد كان أبوك جفنة وخبزاً. فقال:
((إنَّ أبي وأباك في النار، يا حصين: كم تعبد إلهاً اليوم؟)) قال: سبعة في الأرض وإلهاً في السماء. قال: ((فإذا أصابك الضيق فمَنْ تدعو)) قال: الذي في السماء. قال: ((فإذا هلك المال فمن تدعو؟)) قال: الذي في السماء.
وذكر الحديث. أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد. وعمران ضعيف.
فقرأتُ على إسحق الأسدي أنبأ ابن خليل، أنبأ عبد الخالق ابن عبدالوهاب، أنا إسماعيل ابن أحمد المؤذن، أخبرنا أحمد بن منصور المغربي، أنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحق ابن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، ثنا رجاء بن محمد، ثنا عمران بن خالد بن طليق ابن محمد بن عمران بن حصين، فذكر الحديث نحواً مما تقدَّم بطوله].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

عمران بن خالد الخزاعي قال في "لسان الميزان" (4/397): ((... قال أبو حاتم: ضعيف. وقال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج به..... وقال أحمد: متروك الحديث)) ثمَّ أورد بعده ترجمة أخرى فقال: ((عمران بن خالد بن طليق بن عمران بن حصين الخزاعي عن آبائه حديث....)) والظاهر أنه هو الأول!!!
أبوه هو خالد بن طليق، قال في "اللسان" (2/464): ((قال الدارقطني: ليس بالقوي)).
أبوه هو طليق بن عمران بن حصين، قال الذهبي في "الميزان" (2/345): ((طليق بن محمد عن عمران بن حصين منقطع، وقال الدارقطني: لا يحتج به.... وثقه ابن حِبَّان)).
وهذا الحديث تالف منكر موضوع بهذا السياق كما ترى من رجال إسناده. انظره في كتاب "التوحيد" لابن خزيمة ص (120). وقد رواه الترمذي (5/520/3483) فقال: [حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو معاوية، عن شبيب بن شيبة، عن الحسن البصري، عن عمران بن حصين قال النبي  لأبي: ((يا حصين كم تعبد اليوم إلهاً؟)) قال أبي: سبعة في الأرض وواحداً في السماء. قال: ((فأيهم تُعِدُّ لرغبتك ورهبتك؟)) قال: الذي في السماء. قال: ((يا حصين أما أنك لو أسلمت عَلَّمْتُكَ كلمتين تنفعانك)). قال فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني. فقال: ((قل: اللهم ألهمني رُشدي وأعذني من شرِّ نفسي))]. قلت: في إسناده شبيب بن شيبة قال الحافظ في التقريب: ((أخباري صدوق يهم في الحديث)) وقد ذكر المزي في تهذيبه مَنْ تكلَّم فيه فقال هناك (12/363): ((عن يحيى بن مَعِين: ليس بثقة. وقال أبو زُرْعَة وأبو حاتم: ليس بالقوي. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النَّسائي والدارقطني والبرقاني: ضعيف. وقال صالح بن محمد البغدادي: صالح الحديث، وقال الساجي: صدوق يَهِـم)) انتهى مختصراً!! ومع هذا نقول إن صحت هذه الرواية فهي من الدلائل على أن عقيدة المشركين تنص على أنَّ الله تعالى في السماء!! ولم يقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها!! ورواه أحمد في ((المسند)) (4/444) والنَّسائي في الكبرى (10830-10832) من طريق منصور بن المعتمر حدثني رِبْـعِـي بن حِرَاش عن عمران ولفظه: [فقال: يا محمد، كان عبد المطلب خيراً لقومك منك كان يطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم، فقال له رسول الله  ما شاء اللـه أن يقول، ثمَّ إنَّ حصيناً قال: يا محمد ماذا تأمرني أن أقـول قال: ((تقول اللهم إني أعوذ بك....))]. هذه هي الرواية الصحيحة وليس فيها ذكر السماء. صححها الحافظ في "الإصابة" (1/337) في ترجمة حصين إذ قال: ((فروى أحمد والنَّسائي بإسناد صحيح)) وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/181): ((رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)) فهذه هي الرواية المعتمدة. وليس فيها ذكر السماء ولا إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بأن الله في السماء! تقدَّس المولى وتعالى عن الحلول في المكان أو في بعض خلقه!