صفحة 1 من 1

بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( ((إنَّ الله تعالى إذا جمع الأولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب إلى المؤمنين فوقف عل

مرسل: الأحد يوليو 07, 2024 11:06 am
بواسطة عود الخيزران
بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( ((إنَّ الله تعالى إذا جمع الأولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب إلى المؤمنين فوقف عليهم على كور...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أخبرنا أحمد بن عبدالحميد، أنبأ أبو محمد بن قدامة الفقيه سنة سبع عشرة وستمائة، أخبرتنا شهدة، أنبأ أبو عبد الله النعالي، أنبأ علي بن محمد، أنا أبو جعفر بن البختري، ثنا محمد بن عبدالملك الدقيقي، ثنا أبوعلي الحنفي، ثنا فرقد بن الحجاج، سمعتُ عقبة ابن أبي الحسنات قال: سمعتُ أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((إنَّ الله تعالى إذا جمع الأولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب إلى المؤمنين فوقف عليهم على كور)) - فقالوا لِعُقْبَة ما الكور؟ قال: المكـان المرتفع - ((فيقول هل تعرفون ربكم؟ قالوا: إن عرَّفنا نفسه عرفناه، فيتجلَّى لهم ضاحكاً في وجوههم فيخرّون له سجداً)).
هذا حديث حسن أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد عن الفلاس عن الحنفي وعنده (على كوم) ].


أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

كان الأحرى بالمؤلف أن يُنَزّه كتابه هذا عن هذا الحديث الموضوع!! الذي ينضح بعقائد اليهودية والتجسيم والتشبيه فتعالى الله عن هذا الهُرَاء علواً كبيراً!!
وإنَّ من عظيم قبائح المجسمة والحشوية أنهم زادوا في بعض أحاديث الضحك هذه أنَّ الله تعالى عما يقولون ((يضحك حتى تبدوَ لهواته وأضراسه)) سبحانك ربي عما يصفون!! ونصه كما في "مسند أبو عوانة" (1/139): [فيقولون: حتى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك.. حتى يبدو لهواته وأضراسه فينطلق ربهم فيتبعونه] نسأل الله تعالى السلامة من فاسد العقائد والمبادىء!! وانظر ((دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه)) ص (181). فانظروا كيف ينطلق ربهم أمامهم فيتبعونه فإذا لم يكن هذا تشبيهاً فماذا يكون؟!! وكنَّا قد بينَّا في غير ما كتاب أن حديث أبي هريرة وأبي سعيد الطويل الذي في الصحيحين في الرؤية وفي الصورة والصراط باطل لأنه شاذ بمرَّة وهو مخالف للقرآن ولقواطع الأدلة ولا نشكُّ أنه متلقى عن كعب الأحبار اليهودي الأصل!! فقد روى عنه جمع من الصحابة منهم: عبدالله بن الزبير وابن عباس وابن عمر ومعاوية وأبو هريرة وغيرهم. كما في ((تهذيب الكمال)) (24/189). وفي ((تهذيب التهذيب)) (8/394) رواية عبدالله بن عمرو بن العاصي عنه!! وفي ((سير أعلام النبـلاء)) (3/489): أنَّ (كعباً جالس أصحاب محمد  فكان يُحَدِّثهم عن الكتب الإسرائيلية). وقال له سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في "تاريخ أبي زرعة" (1/544): ((لتتركنَّ الأحاديث أو لأُلحقنَّكَ بأرض القردة)). وانظر ((دفع شبه التشبيه)) ص (184).
وأقول: هيهات يا ذهبي!! بل هو واهٍ وليس كما تقول بأنه حسن !! فإنَّ في سنده كما تعلم فرقد بن الحجاج وقد قال عنه أبو حاتم كمـا في ((الجرح والتعديل)) (7/82): ((شيخ)) وبَـيَّـن في ((الجرح والتعديل)) (6/109): أنَّ الشيخ هـو ضعيف الحديث. وقال ابن حِبَّان في ((الثقات)) (7/322): ((يخطىء)).
وكـذا في السند شيخه عُقْبَة ابن أبي الحسناء: مجهول كما قال أبو حاتم وابن المَدِيني. انظر ((لسان الميزان)) (4/205). وقد ذكر ذلك الذهبي نفسه في ((الميزان)) (3/84)!! والذي رأيته في ترجمته في ((الجرح والتعديل)) (6/310) أنَّ أبا حاتم قال عنه أيضاً: ((شيخ)) أي: ضعيف الحديث. فهذا إسناد تالف واهٍ وليس بحسن جزماً!! فلا أدري من أين جاء الحُسْنُ له؟!!! والغريب أنَّ الذهبي أورد في ((الميزان)) (3/84-85) ثلاثة أحاديث منكرة في ترجمة أبي الحسناء هذا ثم قال عقبها: ((قلت: وهذه نسخة حسنة وقعت لي، وغالب أحاديثها محفوظة))!! وأقـول: بل إنَّ غالب أحاديثها تالفة موضوعة وهذه الأحاديث الثلاثة خير شاهد على وضعها وأنها من صنع المجسمة!! وأغرب من هذا أنَّ الألباني المتناقض أورد هذا الحديث الموضوع في صحيحتـه السادسـة ص (573) برقم (2751) من حديث جابر بن عبدالله موقوفاً وقال: ((لكن له حكم الرفع كما هو ظاهر)). وفيه ذكر اللهوات والأضراس كما ذكر ص (575) وهو إفك يهودي مبين منقول عن عبدالله بن سلام وكعب الأحبار كما سيأتي صُيّر حديثاً مرفوعاً عند هذا المتناقض الذي ينظر للطرق والأسانيد دون المتون والمعاني!! مع أن كثيراً من تصحيحاته ترقيعات في الأسانيد والمتون! ولو أنه نظر إلى إسناده بدقة فإنه سيرى ما فيه من الضعف وقد اعترف بأنه موقوف! ولو فكَّر في معناه قليلاً وعرف أنَّ جابراً وأبا هريرة وغيرهما كانوا يروون عن كعب الأحبار وعبدالله بن سلام لما أورده في الصحيحة بل لجعله في سلسلة الموضوعات!! وهو كذلك!! فعلى هذا لا يجوز التعويل على تصحيحات هذا المتناقض البتة!! فكونوا منها على حذر تام!! فكم في هذه السلسلة من موضوعات وواهيات!! وقول المتناقض هناك ص (576) في الموضع المذكور أنه وجد بأنَّ الضحك المنسوب في الروايات السابقة وظهور اللهوات والأضراس وَجَدَهُ موقوفاً منسوباً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعله وليس لله تعالى في روايةٍ لجابر فننبهه أنها وردت في طرق أخرى لغير جابر أيضاً منها: في حديث ابن مسعود الطويل في هذه القضية عند الحاكم (4/590) والطبراني (9/ 417) وهو منكر موضوع سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
انظره عند ابن خزيمة ص (236) ورواه أيضاً ابن أبي عاصم في سنته (حديث رقم 631) وليس فيه ذكر الكوم.