بطلان حديث معاويى بن الحكم السلمي الذي جاء فيه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم( قال ـ للجاريةيسألها عن الله ـ :
مرسل: الأحد يوليو 07, 2024 11:45 am
بطلان حديث معاويى بن الحكم السلمي الذي جاء فيه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم( قال ـ للجاريةيسألها عن الله ـ : ((وأين هو؟)) قالت: في السماء):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أخبرنا أحمد بن إبراهيم الخطيب ومحمد بن أحمد العُقَيلي ومحمد بن المظفـر قالوا: أنبأ السخاوي، أنبأ السِّلَفي، أنبأ الخليل بن عبد الجبار بقزوين، أنا علي بن الحسين بن جابر، أنبأ محمد بن علي النَّقَّاش، ثنا القاسم بن الليث، نا المعافي بن سليمان، ثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي قال:
كانت لي غنم ترعى بالعُذيب بالعُرَيض فكنتُ أتعهدها وفيها جارية لي سـوداء، فجئتها يوماً ففقدت شاة من خيار الغنم، فقلتُ أين الفلانية؟ قالت: أكلها الذئب. فأسفتُ وأنا من بني آدم، فضربت وجهها ثمَّ ندمتُ على ما صنعتُ؛ فذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((أضربتَ وجهها؟)) وعظَّم ذلك تعظيماً شديداً. فقلت: يا رسول الله إنَّ من توبتي أن أعتقها. قال: ((فأتني بهـا قبـل أن تعتقها)) فجئته بها فقال لها: ((مَنْ ربك؟)) قالت: الله. قال: ((وأين هو؟)) قالت: في السماء. قال: ((فمن أنا؟)) قالت: أنت رسول الله. قـال: ((أعتقها فإنها مؤمنة)) هذا حديث صحيح.
وهكذا رأينا كل مَنْ يُسْأَل يبادر بفطرته ويقول: في السماء. ففي الخبر مسألتان: إحداهما: شرعية قول المسلم (أين الله؟).
وثانيهما: قول المسؤول (في السماء).
فمن أنكر هاتين المسألتين فإنما ينكر على المصطفى صلى الله عليه وسلم].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
هو حديث باطل مخترع! لم أقف على أحد رواه بهذا اللفظ الذي صححه الذهبي هنا بزيادة (وأين هو؟ قالت: في السماء) فهذه الجملة التي تحتها خط مدسوسة في هذه الرواية. وأما رجال هذا الذي أورده الذهبي ففُـلَيح بن سليمان ضعفه ابن مَعِين والنسائي وأبو زُرْعَة وقال فيه الحافظ ابن حجر في "التقريب": ((صدوق كثير الخطـأ)). وقال ابن حجر في "مقدمة فتح الباري" ص (435): [قلت: لم يعتمد عليه البخاري اعتماده على مالك وابن عُيَيْنَة وأضرابهما وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق]. وهذا يبين لنا أن بعض رجال الصحيحين لا يعول على رواياتهم! وهلال بن علي هو ابن أبي ميمونة، ضعَّفه أبو حاتم كما تقدَّم في تخريج الحديث الأول في هذا الكتاب، ولهلال أحاديث منكرة تفرَّد بها! مثل حديث النزول بلفظ: (لا أَسْأَلُ عن عبادي غيري) وحديث (أين الله؟). وإسناد الذهبي هذا لا يلتفت إليه وفيه مجاهيل! ولفظ (أين الله؟) الذي فيه منكر أو شاذ كما تقدّم بدلائله في تخريج الحديث الأول، وكذلك في رسالتي في حديث الجارية، فارجع إليها، والله الهادي. والحديث من هذه الطريق التي أوردها المصنّف رواه أبو داود في "السنن" (1/245/931) دون قصة الجارية، وأنا أقول: إن في حذفه لها إشارة إلى أنها منكرة!! والله تعالى أعلم.
ثمَّ ما معنى قوله بفطرته؟!!! أقـول: دبَّ المجسمة ودرجوا على إشاعة أنَّ الإنسان عندما يولد تولد معه معلومات دينية منها اعتقاد أنَّ الله في السماء!! وهذا باطل من القول!! واحتجوا في إثبات ذلك بظاهر حديث وآيـة!! أمَّا الحديث فحديث: ((يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانـه)) قالوا الفطرة هنا هي الإسلام لأنه لم يذكر في الحديث أنَّ أبواه يمسلمانه أو يجعلانه مسلماً!! ونقول مجيبين: بل قال ذلك! ففي "صحيح مسلم" (2658) أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في هذا الحديث: ((فإنْ كانا مسلمين فمسلم))!! والذي يقطع الشغب في هذه المسألة هو قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}النحل: 78. وقد أفضنا في الكلام على استدلال المجسمة وغيرهم في موضوع الفطرة في شرحنا على "الطحاوية" ص (205-219) و ص (606-614) فليرجع إليها من شاء التبصر!! والعقائد لا تؤخذ من العامة ولا من الأطفال وإنما تؤخذ من أدلة الشريعة أي من الكتاب والسنة الصحيحة المقطوع بها!! وأما العامة والصبيان فإما أنهم يقولون ذلك تقليداً لبعض آبائهم الجهلاء بالله تعالى ورسوله وإما من قياسهم الخالق على المخلوق!! وكل ذلك لا يصح أن يتشبَّث به عاقل فيصيِّره من الأدلة الشرعية!! والله الهادي!!
وتقرير أن الإجابة تكون بتقرير أن الله في السماء كما أراد الذهبي فأقول : بل بعضهم يقول هو في كل مكان جهلاً منهم أيضاً!! وانتظار جواب العامة والغوغاء بمَ يجيبون بعد سؤالهم (أين الله؟) طريقة عرجاء!! لا يذهب إليها إلا الحيارى الجهلاء!!
والقول بمشروعية السؤال أين الله؟ ) وثبوت شرعيته ، فأقول: كلا!! لم يثبت هذا اللفظ كما بينَّاه في غير ما موضع حتى يصير شرعياً!!.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أخبرنا أحمد بن إبراهيم الخطيب ومحمد بن أحمد العُقَيلي ومحمد بن المظفـر قالوا: أنبأ السخاوي، أنبأ السِّلَفي، أنبأ الخليل بن عبد الجبار بقزوين، أنا علي بن الحسين بن جابر، أنبأ محمد بن علي النَّقَّاش، ثنا القاسم بن الليث، نا المعافي بن سليمان، ثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي قال:
كانت لي غنم ترعى بالعُذيب بالعُرَيض فكنتُ أتعهدها وفيها جارية لي سـوداء، فجئتها يوماً ففقدت شاة من خيار الغنم، فقلتُ أين الفلانية؟ قالت: أكلها الذئب. فأسفتُ وأنا من بني آدم، فضربت وجهها ثمَّ ندمتُ على ما صنعتُ؛ فذكرتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((أضربتَ وجهها؟)) وعظَّم ذلك تعظيماً شديداً. فقلت: يا رسول الله إنَّ من توبتي أن أعتقها. قال: ((فأتني بهـا قبـل أن تعتقها)) فجئته بها فقال لها: ((مَنْ ربك؟)) قالت: الله. قال: ((وأين هو؟)) قالت: في السماء. قال: ((فمن أنا؟)) قالت: أنت رسول الله. قـال: ((أعتقها فإنها مؤمنة)) هذا حديث صحيح.
وهكذا رأينا كل مَنْ يُسْأَل يبادر بفطرته ويقول: في السماء. ففي الخبر مسألتان: إحداهما: شرعية قول المسلم (أين الله؟).
وثانيهما: قول المسؤول (في السماء).
فمن أنكر هاتين المسألتين فإنما ينكر على المصطفى صلى الله عليه وسلم].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
هو حديث باطل مخترع! لم أقف على أحد رواه بهذا اللفظ الذي صححه الذهبي هنا بزيادة (وأين هو؟ قالت: في السماء) فهذه الجملة التي تحتها خط مدسوسة في هذه الرواية. وأما رجال هذا الذي أورده الذهبي ففُـلَيح بن سليمان ضعفه ابن مَعِين والنسائي وأبو زُرْعَة وقال فيه الحافظ ابن حجر في "التقريب": ((صدوق كثير الخطـأ)). وقال ابن حجر في "مقدمة فتح الباري" ص (435): [قلت: لم يعتمد عليه البخاري اعتماده على مالك وابن عُيَيْنَة وأضرابهما وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق]. وهذا يبين لنا أن بعض رجال الصحيحين لا يعول على رواياتهم! وهلال بن علي هو ابن أبي ميمونة، ضعَّفه أبو حاتم كما تقدَّم في تخريج الحديث الأول في هذا الكتاب، ولهلال أحاديث منكرة تفرَّد بها! مثل حديث النزول بلفظ: (لا أَسْأَلُ عن عبادي غيري) وحديث (أين الله؟). وإسناد الذهبي هذا لا يلتفت إليه وفيه مجاهيل! ولفظ (أين الله؟) الذي فيه منكر أو شاذ كما تقدّم بدلائله في تخريج الحديث الأول، وكذلك في رسالتي في حديث الجارية، فارجع إليها، والله الهادي. والحديث من هذه الطريق التي أوردها المصنّف رواه أبو داود في "السنن" (1/245/931) دون قصة الجارية، وأنا أقول: إن في حذفه لها إشارة إلى أنها منكرة!! والله تعالى أعلم.
ثمَّ ما معنى قوله بفطرته؟!!! أقـول: دبَّ المجسمة ودرجوا على إشاعة أنَّ الإنسان عندما يولد تولد معه معلومات دينية منها اعتقاد أنَّ الله في السماء!! وهذا باطل من القول!! واحتجوا في إثبات ذلك بظاهر حديث وآيـة!! أمَّا الحديث فحديث: ((يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانـه)) قالوا الفطرة هنا هي الإسلام لأنه لم يذكر في الحديث أنَّ أبواه يمسلمانه أو يجعلانه مسلماً!! ونقول مجيبين: بل قال ذلك! ففي "صحيح مسلم" (2658) أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في هذا الحديث: ((فإنْ كانا مسلمين فمسلم))!! والذي يقطع الشغب في هذه المسألة هو قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}النحل: 78. وقد أفضنا في الكلام على استدلال المجسمة وغيرهم في موضوع الفطرة في شرحنا على "الطحاوية" ص (205-219) و ص (606-614) فليرجع إليها من شاء التبصر!! والعقائد لا تؤخذ من العامة ولا من الأطفال وإنما تؤخذ من أدلة الشريعة أي من الكتاب والسنة الصحيحة المقطوع بها!! وأما العامة والصبيان فإما أنهم يقولون ذلك تقليداً لبعض آبائهم الجهلاء بالله تعالى ورسوله وإما من قياسهم الخالق على المخلوق!! وكل ذلك لا يصح أن يتشبَّث به عاقل فيصيِّره من الأدلة الشرعية!! والله الهادي!!
وتقرير أن الإجابة تكون بتقرير أن الله في السماء كما أراد الذهبي فأقول : بل بعضهم يقول هو في كل مكان جهلاً منهم أيضاً!! وانتظار جواب العامة والغوغاء بمَ يجيبون بعد سؤالهم (أين الله؟) طريقة عرجاء!! لا يذهب إليها إلا الحيارى الجهلاء!!
والقول بمشروعية السؤال أين الله؟ ) وثبوت شرعيته ، فأقول: كلا!! لم يثبت هذا اللفظ كما بينَّاه في غير ما موضع حتى يصير شرعياً!!.