صفحة 1 من 1

بيان بطلان حديث أبي الحجاج الثمالي الذي جاء فيه عن الميت:( ويصعد بروحه إلى رب العالمين):

مرسل: الثلاثاء يوليو 09, 2024 12:18 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان حديث أبي الحجاج الثمالي الذي جاء فيه عن الميت:( ويصعد بروحه إلى رب العالمين):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أخبرنا إسماعيل بن عبدالرحمن، أنبأ عبدالله بن أحمد الفقيه سنة خمس عشرة وستمائة، أخبرنا محمد بن عبدالباقي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو علي ابن شاذان، أنا أبو سهل بن زياد، نا عبد الكريم بن الهيثم، نا حياة بن شريح، نا بقية، عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن الهيثم بن مالك، عن عبدالرحمن بن عائذ الأزدي عن أبي الحجاج الثُمالي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((يقـول القبر للميت حين يوضع فيه: ويحك يا ابن آدم ما غرَّك بي إذ كنتَ تمـر بي؟ ألم تعلم أني بيت الظلمة والفتنة والوحدة والدود؟ فإن كان مصلحاً أجاب عنه مجيب القبر فيقول: أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فيقول: إذاً أعود عليه خضراً، ويعود جسده نوراً، ويصعد بروحه إلى رب العالمين)).
هذا حديث غريب، وابن أبي مريم ضعيف من قِبَلِ حفظه ].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

هو حديث تالـف واهٍ، رواه أبو نُعَيم في "الحِلْية" (6/90) وقال: ((غريب من حديث الهيثم..)) وأبو يعلى في مسنده (12/286/6870) ورواه ابن عساكر كما في "تهذيب تاريخ دمشق" (2/67) والطبراني في "الكبير" (22/377/942) وفي "مسند الشاميين" (1499) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" وابن أبي الدنيا في "كتاب القبور" والحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)). وهذا إسناد واهٍ تالف؛ بقية ضعيف مدلس وقد عنعن، وأبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم ضعيف منكر الحديث؛ وقال الدارقطني: متروك. انظر ((تهذيب الكمال)) (33/110).
وحديث مناداة القبر للميت روي من طريق أخرى عند الترمذي (4/639/2460) وليس فيه ذكر الصعود لله تعالى!! ولفظه: ((.... فإنه لم يأتِ على القبر يوم إلا تكلَّم فيه فيقول: أنا بيت الغُربة، وأنا بيت الوحدة، وأنا بيت التراب، وأنا بيت الدود، فإذا دفن العبد المؤمـن قال له القبر: مرحباً وأهلاً أما إن كنت لأحبُّ مَنْ يمشي على ظهري إليَّ، فإذ وُلِّيتُكَ اليوم وصرتَ إليَّ فسترى صنيعي بـك، قال: فيتسع له مد بصره ويُفتح له باب إلى الجنة، وإذا دفن العبد الفاجر..... إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار)) وإسناده تالف أيضاً!! فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي؛ قال النَّسائي: متروك الحديث، وقال الحاكم: روى عن محارب أحاديث موضوعة. انظر ((تهذيب التهذيب)) (7/51) وانظر "الترغيب والترهيب" للمنذري (4/238).
ولا أدري لماذا يُكَثِّرُ المصنف أحاديث الكتاب بالموضوعات والواهيات ويعترف بضعف رواتها.