بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( .. والذي بعثني بالحق ما تكلَّمْتُ بهذا حتى أذن الله فيه من السماء):
مرسل: الثلاثاء يوليو 09, 2024 12:22 pm
بطلان حديث أبي هريرة الذي جاء فيه:( .. والذي بعثني بالحق ما تكلَّمْتُ بهذا حتى أذن الله فيه من السماء):
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أخبرنا اسماعيل بن عميرة المعدَّل أنبأ الحسن بن هبة الله، أنبأ علي بن إبراهيم، أنبأ الحسن (بن أحمد) بن أبي الحديد سنة ثمانين وأربعمائة، أنبأ المسدد بن علي، أنبأ اسماعيل ابن القاسم بحمص، ثنا يعقوب بن إسحق بعسقلان، ثنا جعفر بن هارون الفرَّاء، ثنا محمد ابن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
لـمَّـا خطب عليٌّ فاطمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها فقال لها: ((أي بنية؛ إنَّ ابن عمك علياً قد خطبك فما تقولين؟)) فبكت ثمَّ قالت: كأنَّك إنما ادَّخرتني لفقير قريش!! فقال: ((والذي بعثني بالحق ما تكلَّمْتُ بهذا حتى أذن الله فيه من السماء)).
فقالت فاطمة: رضيتُ بما رضي الله لي.
هـذا حديـث منكر، لعلَّ محمد بن كثير افتراه فإنه متهم فإنَّ الأوزاعي ما نطق به قط، ولم أروِ هذا ونحوه إلا للتزييف والكشف، والفرَّاء ليس بثقة].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
إسماعيل ابن عميرة؛ هو اسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو بن موسى بن عَمِيرة المعروف بابن المنادي. قال الذهبي في ((معجم الشيوخ)) (1/175ترجمة180): ((العدل المعمَّر عز الدين أبو الفداء المَرْداوي ثمَّ الصالحي الحنبلي الفرَّاء والده؛ ويعرف بابن المنادي. شيخ صالح كثير التلاوة حسن التواضع والسكينة روى الكثير عن ابن قدامة وابن راجح وابن البن وابن أبي لُقْمة والقزويني. مولده في سنة عشر وستمائة ومات في جمادى الآخرة سنة سبعمائة بقاسيون)).
والحديث موضوع منكر، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/125) وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/343): [رواه ابن عساكر وهو منكر]. ولم أقف على أحد رواه غير الذهبي من طريق ابن عساكر، ولعله نقله من بعض الأجزاء الحديثية المهزولة التي انتجتها أيدي مجسمة الحنابلة ليكثروا بها عدد الأحاديث التي يستدلون بها على العقيدة الوثنية. وجعفر بن هارون الفرَّاء الذي في السند نقل الحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (2/165) أنه أتى بخبر موضوع. ومحمد بن كثير قال ابن عَدِي في "الكامل" (6/2259): ((ومحمد بن كثير له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة أحاديث عداد مما لا يتابعه أحد عليه)) وقال البخاري: ليّنٌ جداً. وضعَّفه أحمد بن حنبل جداً، وقال: هو منكر الحديث يروي أشياء منكرة. انظر ((تهذيب الكمال)) (26/333). وقد روى ابن شاهين نحوه في "فضائل السيدة فاطمة" عليها السلام ص (48) برقم (37) بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لسيدنا علي عليه السلام: ((أُمِرتُ بتزويجك من السماء)). وفي إسناده محمد بن يونس الكُدَيمي وهو وضاع. وروى ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/222) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للسيدة فاطمة عليها السلام: (أما ترضين أن الله اطَّلع من فوق عرشه فاختار من خلقه رجلين، فجعل أحدهما أباكِ والآخر زوجك). قال ابن الجوزي: [هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَهُوَ مِمَّا عَمِلَهُ الأَبْزَارِيُّ]. وقال البراك في تخريج "العلو" (1/295): [إسماعيل بن القاسم الحلبي أبو القاسم: لم أجد له ترجمة]. قلت: له ترجمة مطوَّلة في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (2/143) لابن أبي جرادة العَقيلي المعروف بابن العَديم (588-660هـ).
ونقول ختامًا لا يليق بالمؤلف المُحَدِّث أنْ يورد حديثاً كهذا في كتاب مصنَّفٍ في العقائد!! ولا يحل له تكثير أحاديث الكتاب بمثل هذه المنكرات والموضوعات مهما اعتذر لنفسه! فـلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ أخبرنا اسماعيل بن عميرة المعدَّل أنبأ الحسن بن هبة الله، أنبأ علي بن إبراهيم، أنبأ الحسن (بن أحمد) بن أبي الحديد سنة ثمانين وأربعمائة، أنبأ المسدد بن علي، أنبأ اسماعيل ابن القاسم بحمص، ثنا يعقوب بن إسحق بعسقلان، ثنا جعفر بن هارون الفرَّاء، ثنا محمد ابن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
لـمَّـا خطب عليٌّ فاطمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها فقال لها: ((أي بنية؛ إنَّ ابن عمك علياً قد خطبك فما تقولين؟)) فبكت ثمَّ قالت: كأنَّك إنما ادَّخرتني لفقير قريش!! فقال: ((والذي بعثني بالحق ما تكلَّمْتُ بهذا حتى أذن الله فيه من السماء)).
فقالت فاطمة: رضيتُ بما رضي الله لي.
هـذا حديـث منكر، لعلَّ محمد بن كثير افتراه فإنه متهم فإنَّ الأوزاعي ما نطق به قط، ولم أروِ هذا ونحوه إلا للتزييف والكشف، والفرَّاء ليس بثقة].
أقول في بيان بطلان هذا الحديث:
إسماعيل ابن عميرة؛ هو اسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو بن موسى بن عَمِيرة المعروف بابن المنادي. قال الذهبي في ((معجم الشيوخ)) (1/175ترجمة180): ((العدل المعمَّر عز الدين أبو الفداء المَرْداوي ثمَّ الصالحي الحنبلي الفرَّاء والده؛ ويعرف بابن المنادي. شيخ صالح كثير التلاوة حسن التواضع والسكينة روى الكثير عن ابن قدامة وابن راجح وابن البن وابن أبي لُقْمة والقزويني. مولده في سنة عشر وستمائة ومات في جمادى الآخرة سنة سبعمائة بقاسيون)).
والحديث موضوع منكر، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/125) وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/343): [رواه ابن عساكر وهو منكر]. ولم أقف على أحد رواه غير الذهبي من طريق ابن عساكر، ولعله نقله من بعض الأجزاء الحديثية المهزولة التي انتجتها أيدي مجسمة الحنابلة ليكثروا بها عدد الأحاديث التي يستدلون بها على العقيدة الوثنية. وجعفر بن هارون الفرَّاء الذي في السند نقل الحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (2/165) أنه أتى بخبر موضوع. ومحمد بن كثير قال ابن عَدِي في "الكامل" (6/2259): ((ومحمد بن كثير له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة أحاديث عداد مما لا يتابعه أحد عليه)) وقال البخاري: ليّنٌ جداً. وضعَّفه أحمد بن حنبل جداً، وقال: هو منكر الحديث يروي أشياء منكرة. انظر ((تهذيب الكمال)) (26/333). وقد روى ابن شاهين نحوه في "فضائل السيدة فاطمة" عليها السلام ص (48) برقم (37) بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لسيدنا علي عليه السلام: ((أُمِرتُ بتزويجك من السماء)). وفي إسناده محمد بن يونس الكُدَيمي وهو وضاع. وروى ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/222) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للسيدة فاطمة عليها السلام: (أما ترضين أن الله اطَّلع من فوق عرشه فاختار من خلقه رجلين، فجعل أحدهما أباكِ والآخر زوجك). قال ابن الجوزي: [هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَهُوَ مِمَّا عَمِلَهُ الأَبْزَارِيُّ]. وقال البراك في تخريج "العلو" (1/295): [إسماعيل بن القاسم الحلبي أبو القاسم: لم أجد له ترجمة]. قلت: له ترجمة مطوَّلة في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (2/143) لابن أبي جرادة العَقيلي المعروف بابن العَديم (588-660هـ).
ونقول ختامًا لا يليق بالمؤلف المُحَدِّث أنْ يورد حديثاً كهذا في كتاب مصنَّفٍ في العقائد!! ولا يحل له تكثير أحاديث الكتاب بمثل هذه المنكرات والموضوعات مهما اعتذر لنفسه! فـلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.