صفحة 1 من 1

بيان بطلان حديث ابن عباس الذي جاء فيه:( ... حتى تفضي إلى الله عـزَّ وجـل):

مرسل: الأربعاء يوليو 10, 2024 3:08 pm
بواسطة عود الخيزران
بيان بطلان حديث ابن عباس الذي جاء فيه:( ... حتى تفضي إلى الله عـزَّ وجـل):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[ حديث يحيى بن صاعد، حدثنا بكر بن أخت الواقدي عن إسماعيل بن قيس عن أبي كعب مولى علي بن عبدالله بن عباس عن مولاه عن ابن عباس قـال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((ما من عبد يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير إلا خرقت السموات حتى تفضي إلى الله عـزَّ وجـل))
ليس إسناده بقوي من قِبَلِ إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت فإنه ضعيف].

أقول في بطلان هذا الحديث:

قوله:( عن أبي كعب)، قد وقع في النسخ المطبوعة الهندية وعبدالرزاق حمزة ومكتبة أضواء السلف (أبي بن كعب) بدل (أبي كعب) وما أثبتناه هو ما في المخطوطة وهو الصواب، فتنبَّه.
والحديث موضـوع. تلاعب المجسمة في متن هذا الحديث كما سيأتي إن شاء الله تعالى مع كون رجاله هلكى أصحاب منكرات ومجاهيل، وقد رواه الطبراني في كتابه الدعاء (3/1581/1730) ولفظه من طريق أبي كعب عن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه: ((إلا خرقت السموات حتى تخرق أعلى سقف من السماء فلا يلتئم خرقها حتى ينظر الله عزَّ وجلَّ إلى قائلها من أهل الأرض وحق على الله عز وجل إذا نظر إلى عبد أن لا يعذبه)) فيتبين بهذا أن اللفظ الذي جاء به الذهبي هنا لفظ محرّف متلاعب به. وفي السند: إسماعيل بن قيس؛ قال في ترجمته الحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (1/479): ((قال البخاري والدارقطني: منكر الحديث،..... وقال أبو حاتم: إسماعيل ضعيف منكر الحديث يحدّث بالمناكير لا أعلم له حديثاً قائماً)). وكذا في السند أبو كعب مولى ابن عباس وقع في رواية الطبراني أن اسمه سالم وأظنه من وضع بعض الرواة لأنه مجهول ولا يعرف له اسم كما صرح بذلك متقدمو الحفاظ، قال الرازي في ((الجرح والتعديل)) (9/430): ((سئل أبو زُرْعَة عنه فقال: لا يُعرفُ إلا في هذا الحديث ولا يُسمَّى)). ومن دونهما من جملة المجاهيل فهذا حديث تالف بالمرة يستدلون به في أبواب العقائد!! فلا حول ولا قوة إلا بالله!! ويحيى بن صاعد حنبلي مجسم مُتَكَلَّمٌ فيه! والكلام عليه في هذا الكتاب في الترجمة رقم (117) على النص رقم (502) وهو مترجم في ((سير أعلام النبلاء)) (14/501).

وذيل كلام الذهبي نقول فيه:
كلامه خطأ هنا!! إذ لا يكفي تضعيف الحديث بإسماعيل فقط مع أنه منكر الحديث كما تقدّم فلا تغفل عن هذا!!