صفحة 1 من 1

بطلان لفظ حديث إسبال الإزار الذي ساقه الذهبي، وبطلان استدلال المجسمة بالجملة التي وردت فيه:(... فنظر الله إليه من فوق عر

مرسل: الخميس يوليو 11, 2024 1:44 pm
بواسطة عود الخيزران
بطلان لفظ حديث إسبال الإزار الذي ساقه الذهبي، وبطلان استدلال المجسمة بالجملة التي وردت فيه:(... فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته...):

قال الذهبي في كتابه " العلو":
[حديث أبي مسلم الكجي: نا سهل بن بكار، نا عبدالسلام، عن عبيدة الـهُجَيمي قال: قال أبو جُرَي جابر بن سُليم: ركبتُ قعوداً لي وأتيت مكة في طلبه، فأنخت بباب المسجد، فإذا هو جالس  وهو محتب ببردة لها طرائق حمر، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، قال: وعليك. قلت: إنا معشر أهل البادية قوم بنا الجفاء فعلمني كلمات ينفعني الله بهنَّ. قال: ادنُ ثلاثاً. فقال: أعد عليَّ. فقلت: إنا معشر أهل البادية قوم بنا الجفاء فعلمني كلمـات ينفعني الله بهنَّ. فقال: ((اتق الله ولا تحقرنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تصبّ فضل دلوك في إناء المستسقي وإذا لقيت أخاك فالقه بوجه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة، وإنَّ الله لا يحب المخيلة، وإنِ امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه فإنَّ الله يجعل لك أجراً ويجعل عليه وزراً، ولا تسبنَّ شيئاً مما خوَّلك الله)).
قال أبو جري: فوالذي ذهب بنفس محمد  ما سببت لي شاة ولا بعيراً فقال رجل يا رسول الله: ذكرتَ إسبال الإزار وقد يكون بالرجل القرح أو الشيء يستحي منه:
((قال لا بأس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، إنَّ رجلاً ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فيهما فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته فهو يتجلجل في الأرض فاحذروا وقائع الله عزَّ وجل)) ، إسناده لين وعبدالسلام هو ابن عجلان وللحديث طرق، وخرَّجه أبو داود وبعضه الترمذي].

أقول في بيان بطلان هذا الحديث:

منكر باطل بهذا اللفظ الذي ساقه المصنِّف لأجله!! رواه الطبراني بهذا اللفظ والإسناد في "الكبير" (7/63/6384)، وقد اعترف المصنِّف بضعف سنده، وهو واهٍ على التحقيق وإليك ذلك:
1- عبد السلام بن عجلان قال في ترجمته الحافظ في ((اللسان)) (4/19): ((قال أبوحاتم: يكتب حديثه... وقال ابن حِبَّان يخطىء ويخالف)) وهو مجهول في الحقيقة. ومعنى (يكتب حديثه) أي أنه لا يحتج به.
2- وعبيدة الهجيمي مجهول لا يُعْرَف ولم يذكره أحد بشيء لذا صرَّح الحافظ ابن حجر في "التقريب" بأنه مجهول.
3- أنَّ من روى هذا الحديث من الأئمة وحكموا بصحته لم يوردوا فيه اللفظ المستنكر الذي أورد المصنِّفُ الحديثَ لأجله ههنا، وممن رواه أبو داود (4084) وأحمد (5/63)، والنَّسائي في الكبرى (5/487/9699) وابن حِبَّان (2/281) والطيالسي (ص167برقم1208).
وهذا مما يحكم على الحديث الذي أورده المصنف بمتنه وإسناده أنه من جملة الأباطيل والموضوعـات!! وبالتالي فإن الذهبي والمجسمة يَجْمَعون الأحاديث الهزيلة التي تحوي الألفاظ الشاذة والمنكرة فيجعلونها أساساً ومنهجاً يبنون عليه عقائدهم وما يُلَبِّسون به على الناس بأنه قول ومذهب السلف!